آيا صوفيا.. صرح تاريخي يحوله أردوغان إلى صراع ديني
تغاضى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن كل التحذيرات الداخلية والخارجية بعد مضيّه قدما في إجراءات تحويل متحف آيا صوفيا التاريخي إلى مسجد، في خطوة تعزز من سطوته الدينية على بلد يعيش تراجعا حادا في اقتصاده ويشهد تقويضا ممنهجا للحريات الفردية والدينية التي انتعشت منذ تأسيس تركيا الحديثة.
أنقرة – روج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده “يمكنها الآن تجاوز لعنة الله والأنبياء والملائكة” بعد قرار لأعلى محكمة إدارية في تركيا بشأن البت في وضعية صرح آيا صوفيا التاريخي الذي يمثل هويتين دينيتين وتاريخا طويلا يمتد على مدار 1500 عام.
ويستند أردوغان في تصريحاته التي أدلى بها أثناء خطاب الاحتفاء بتحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد على “اللعنة” التي حذّر منها السلطان العثماني محمد الثاني الملقب بالفاتح بأنها “ستحل على من يحوله من مسجد”. سعى الرئيس التركي من خلال هذه التصريحات إلى الإيحاء بأن “اللعنات” انتهت الآن في تركيا بعد الخطوة المثيرة للجدل والحساسيات في الداخل والخارج.
ولم يكن كلام أردوغان صدفة أو مجرد خطاب عابر في مناسبة الاحتفاء بقرار المحكمة. فهذا الخطاب جاء بعد عملية واسعة لتهيئة الرأي العام الداخلي قبل نحو 15 عاما لإعادة آيا صوفيا لتصبح مسجدا بعد أن تم تحويل هذا الصرح التاريخي إلى متحف بقرار من مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك في العام 1934.
ويأخذ أردوغان تركيا في طريقه لـ”أسلمة” المجتمع بعيدا عن دستورها العلماني الذي حافظ على كيان الدولة لعقود قبل أن تشهد تجاذبات وخلافات وتعقيدات سياسية واقتصادية جراء سياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم طوال السنوات الماضية.
ويتمسك الرئيس التركي بحلمه لاستعادة “أمجاد” الإمبراطورية العثمانية سواء في سياساته الداخلية أو التدخلات العسكرية الخارجية التي عمقت من التوترات التركية مع دول مختلفة حول العالم.
88 ألفا و537 مسجدا في تركيا تعود لمختلف العصور الإسلامية وإسطنبول لوحدها فيها 3190 مسجدا