أجهزة تتبع اللياقة البدنية تعزز الجوانب الصحية – مصدر24

أجهزة تتبع اللياقة البدنية تعزز الجوانب الصحية

أجهزة تتبع اللياقة البدنية تعزز الجوانب الصحية

يعد استغلال الأجهزة الإلكترونية المتطورة أمرا هاما في تحسين عملية اللياقة البدنية، حيث تمكن الفرد من التعرف على مقدار الحركة وشدتها. ومن بين هذه الأجهزة أساور اللياقة البدنية التي عند اقترانها بتطبيقات الهاتف الذكي تكون كافية للغاية.

 برلين –  تمتاز أساور اللياقة البدنية بأنها من الأجهزة الإلكترونية البسيطة غير المعقدة، والتي تقوم باحتساب عدد الخطوات وتقيس معدل نبضات القلب والوقت والمسافات والارتفاعات بمساعدة النظام العالمي لتحديد المواقع والبارومتر، وغالبا ما تتوافر مثل هذه الوظائف في الساعات الرياضية والساعات الذكية، التي تقوم بتتبع النشاط الحركي الشخصي والأداء الرياضي لأغراض اللياقة البدنية أو تعزيز الجوانب الصحية، ولذلك غالبا ما يطلق عليها اسم “أجهزة تتبع اللياقة البدنية”.

وغالبا ما يمكن توصيل أجهزة تتبع اللياقة البدنية بالهاتف الذكي أو الكمبيوتر، وقد يكون ذلك ضروريا في بعض الأحيان. وعندئذ يتم نقل البيانات، التي يتم جمعها وتخزينها وتحليلها، وغالبا ما يتم إجراء هذه التحليلات على تطبيق الهاتف الذكي مباشرة، ولكن قد يتطلب الأمر في بعض الأحيان إطلاع الشركات على هذه البيانات، التي يتم نقلها إلى خوادم الشركات المنتجة من الأجهزة الجوالة.

وأوضح عالم الرياضة توماس كامينادي “يجب أن توفر أساور اللياقة البدنية بعض الوظائف الأساسية، مثل عداد الخطوات وساعة الإيقاف ومراقبة معدل نبضات القلب”.

ويعمل عداد الخطوات في أساور اللياقة البدنية البسيطة دون النظام العالمي لتحديد المواقع “جي بي أس”، وذلك اعتمادا على مستشعر الحركة أو مستشعر التسارع. ولذلك فإن تكلفة مثل هذه الأجهزة تكون منخفضة للغاية، كما تتوافر موديلات رخيصة من أساور اللياقة البدنية تتضمن عداد الخطوات وقياس معدل نبضات القلب، ويمكن استعمال هذه الأجهزة دون حساب مستخدم أو هاتف ذكي مقترن.

وأضاف توماس كامينادي “تعتبر وظيفة الملاحة من الوظائف المهمة للأشخاص الذين يتنقلون من مكان إلى آخر باستمرار، ولذلك فقد تم تطوير الساعات الرياضية المزودة بنظام ‘جي بي أس’. وتساعد الخارطة المستخدم على التوجه أثناء الجري مثلا، وإذا قام المستخدم بتحميل مسار الجري قبل ممارسة الرياضة، فإن الساعة تقوم بإصدار صوت رنين عندما يتعين على المستخدم الانعطاف في مسار الجري”.

ويتعين على المستخدم قبل شراء هذه الأجهزة معرفة ما يرغب في تحقيقه بواسطة أساور اللياقة البدنية أو الساعة الرياضية، وما نوعية الوظائف الضرورية بالنسبة إليه، وفي أغلب الأحيان تعتبر أساور اللياقة البدنية من أفضل الاقتراحات.

أساور اللياقة تكون كافية مع التمارين ذات الشدة المنخفضة لأنها تمكّن من التعرف على مقدار الحركة
أساور اللياقة تكون كافية مع التمارين ذات الشدة المنخفضة لأنها تمكّن من التعرف على مقدار الحركة

وينصح لارس دونات، من الجامعة الرياضية الألمانية بمدينة كولن، قائلا “يجب على المرء أن يسأل نفسه لماذا يرغب في ممارسة الرياضة على المدى الطويل؟ وما هي الوظيفة المساعدة، التي يمكن أن توفرها أساور اللياقة البدنية أو الساعات الذكية هنا؟”.

هذا إضافة إلى أنه يجب التفكير في كيفية ممارسة الرياضة، وهل تكفي ممارسة التمارين الرياضية في القبو بواسطة أجهزة اللياقة البدنية أو يحتاج المرء إلى المشاركة الاجتماعية أثناء ممارسة الرياضة؟ وما هي الأهداف المحددة من ممارسة الرياضة؟ وكيف يمكن للمرء مكافأة نفسه عند تحقيق أهدافه؟ وما هي وظائف أساور اللياقة البدنية، التي يمكن أن تدعم المرء في التمارين الرياضية اليومية؟

وأكد الخبير الألماني لارس دونات أن الأمر يتعلق بمراقبة عمليات التدريب الفردية بواسطة الجهاز المناسب. وأضاف “غالبا ما تكون أساور اللياقة البدنية كافية مع التمارين ذات الشدة المنخفضة؛ لأن أساور اللياقة البدنية العادية تمكن المرء من التعرف على مقدار الحركة وشدتها، وعند اقتران أساور اللياقة البدنية بتطبيقات الهاتف الذكي، فإنها تكون كافية للغاية”.

وتوفر الساعات الرياضية والساعات الذكية وظائف أكثر مما توفره أساور اللياقة البدنية في أغلب الأحيان؛ فهي تقوم بإدارة خطط التدريب، علاوة على أنها تتعرف على تمارين الأجهزة أو تستخدم الاهتزازات لتذكير المرء بحصّة التمارين التالية.

وعن طريق تطبيق الهاتف الذكي المقترن بأساور اللياقة البدنية أو الساعة الذكية تتم مزامنة البيانات مع خوادم الشركة المنتجة أو خدمات التخزين الأخرى. وأوضح لارس “يمثل تدفق البيانات في حالة الأجهزة المقترنة إشكالية كبيرة؛ لذلك يتعين على المرء أن يقرأ الشروط والأحكام العامة للاستخدام، التي تقدمها الشركات ومقدمو الخدمات، وعندئذ يدرك الكثير من الأشخاص انعدام الشفافية عند التعامل مع تدفق البيانات في أغلب الأحيان”.

وتستغل بعض الخدمات البيانات لصالح المستخدم؛ حيث تقوم بعض الشركات بتوثيق الدورات التدريبية أو مسارات الجري وركوب الدراجات، مع إضافة الصور أو الخرائط أو المعلومات الأخرى، كما يمكن أن تتمّ مشاركتها مع الأصدقاء أو شركاء التمرين الرياضي.

الساعات الذكية تراقب المكان وتنقل البيانات
الساعات الذكية تراقب المكان وتنقل البيانات

وأضاف توماس كامينادي “ومن خلال هذه الطريقة يتم تحويل التدريب إلى نوع من الإطار الاجتماعي عن طريق البرمجيات، كما يمكن للمرء مقارنة نفسه باستمرار أو جمع الأفكار بخصوص مسارات الجري الجديدة”.

وأكد البروفيسور لارس دونات أن الساعات الذكية أصبحت من منتجات الحياة العصرية، ولا يقتصر ارتداؤها على ممارسة التمارين الرياضية؛ حيث يمكن استعمالها على الدوام لإظهار الوقت، علاوة على شحن البطارية بصورة أسرع مع تحسين دقة المستشعرات باستمرار.

وأوضح البروفيسور الألماني أن الموديلات المستقبلية ستتضمن بطاقة E-Sim، وبذلك ستعمل دون الحاجة إلى الاقتران بالهاتف الذكي، وتزخر أسواق الإلكترونيات بهذه الموديلات بالفعل حاليا.

وبخصوص الخوف من مخاطر الساعات الذكية وأساور اللياقة البدنية، أكد الخبراء أن هناك أوهاما عديدة تفيد بأن الأجهزة العصرية تنبعث منها إشعاعات مختلفة. وقارنوا هذا الخوف بالرهاب من سقوط نيزك يخلّف عواقب وخيمة، مشيرين إلى عدم وجود دراسات تثبت أضرار ومخاطر هذه الأجهزة.

ويقول الطبيب قسطنطين إيفانوف، إن أغلب الناس يميلون إلى الحذر من استخدام ما هو جديد وغير تقليدي، كما حصل عند ظهور القاطرات البخارية والسيارات والطائرات والكمبيوترات والهواتف الذكية لأنها ترصد وتسجل كل شيء عن حاملها.

ويضيف “الآن جاء دور الخوف من الساعات الذكية وأساور اللياقة البدنية. وهذه الأجهزة تراقب، وهذه ليست خرافة؛ لأنها فعلا يمكن أن تراقب المكان وتنقل البيانات”، مشيرا إلى أنه بإمكان كل شخص إلغاء هذه الميزة في الإعدادات.

وأكد قسطنطين أن فائدة هذه الأجهزة الذكية التي تراقب الحالة الصحية للفرد واضحة جدا، مشيرا إلى أنه يتم حاليا إعداد دراسات عن هذه الأجهزة، وقريبا ستتم ملاحظة فائدة الساعات الذكية للطب في قياس نبضات القلب وضغط الدم ومستوى السكر في الدم ومراحل النوم وغير ذلك.

'