أزمة توقف الملاحة في قناة السويس تعطل إمدادات الغاز إلى أوروبا – مصدر24

أزمة توقف الملاحة في قناة السويس تعطل إمدادات الغاز إلى أوروبا

يهدد توقف حركة الملاحة في قناة السويس بخسائر كبيرة للتجارة العالمية فضلا على تعطيل وصول شحنات الغاز المسال إلى أوروبا. وهو ما يزيد من الضغوط على الإمدادات العالمية المنهكة أصلا من آثار الوباء ما تسبب في ارتفاع أسعار الشحن في ناقلات الوقود في وقت تحاول فيه شركات الملاحة البحث عن طرق أخرى بديلة بين آسيا وأوروبا.

القاهرة – قالت ريستاد إنرجي للأبحاث إن تعويم سفينة الحاويات الجانحة في قناة السويس، إحدى أكثر ممرات التجارة العالمية ازدحاما، قد يرجئ تسليم نحو مليون طن من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا على متن عشر سفن إذا استمر توقف الملاحة لأسبوعين.

وقال مسؤولو الإنقاذ إن حل أزمة السفينة الجانحة في القناة قد يستغرق أسابيع. والقناة هي الممر الرئيسي لواردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال من الشرق الأوسط وبعض الشحنات القادمة من البحر المتوسط إلى آسيا.

وذكرت ريستاد أن قطر المنتج الكبير للغاز المسال شحنت ما يقرب من 260 شحنة إلى أوروبا في 2020 عبر القناة.

وخلصت دراسة أجرتها شركة التأمين الألمانية أليانز الجمعة إلى أن سفينة الحاويات التي توقف حركة المرور في قناة السويس قد تكلف التجارة العالمية ما بين ستة وعشرة مليارات دولار أسبوعيا.

وقالت الدراسة التي أجرتها أكبر شركة تأمين في أوروبا أيضا إن كل أسبوع يمر على هذه الحالة من التوقف يقتطع نحو 0.2 إلى 0.4 نقطة مئوية من النمو السنوي للتجارة.

وكتب معدو الدراسة “المشكلة تكمن في أن التكدس في قناة السويس هو القشة التي تقصم ظهر التجارة العالمية”.

وتابعوا “من البداية تطول مدد التسليم بالنسبة إلى الموردين منذ بداية العام، وهي الآن أطول في أوروبا منها في وقت بلوغ جائحة كوفيد – 19 ذروتها”.

0.4 نقطة مئوية من النمو السنوي للتجارة يقطعها التوقف في القناة في كل أسبوع

وقالت الدراسة إن الأثر السلبي على طول فترات التسليم يتضاعف في الولايات المتحدة، إذ تُستنزف المخزونات بفعل توقعات بأن حزمة الرئيس جو بايدن الضخمة للتحفيز ستدعم الطلب.

وكثفت هيئة قناة السويس الجمعة الجهود لتحرير سفينة الحاويات الضخمة العالقة وإنهاء توقف تسبب في قفزة أسعار الشحن في نقالات الوقود واضطراب في سلاسل الإمداد العالمية.

وقال كارلوس توريس دياز رئيس أسواق الغاز والكهرباء في ريستاد “حتى إذا تم فتح الطريق خلال أسبوع، هناك صف طويل من الشحنات ينتظر عبور القناة. العودة إلى التدفق الطبيعي ستستغرق بعض الوقت”.

وثمة ثلاث شحنات للتسليم في مطلع أبريل كانت تنتظر الأربعاء للعبور إلى البحر المتوسط، كما يوجد ما لا يقل عن شحنتين في بحر العرب في الطريق إلى قناة السويس.

وقال لوكاس شميت المحلل لدى وود ماكينزي إن ناقلة الغاز الطبيعي المسال جولار تندرا قامت بالتحميل من محطة إدكو في مصر في 21 مارس وهي في الطريق إلى آسيا.

كارلوس توريس دياز: حتى لو فتح الطريق في أسبوع هناك طوابير شحنات تنتظر
كارلوس توريس دياز: حتى لو فتح الطريق في أسبوع هناك طوابير شحنات تنتظر

وعند الطرف الجنوبي للقناة تتنظر الناقلة رشيدة للعبور وعلى متنها شحنة من قطر.

وقال متحدث باسم شركة إناجاس لتشغيل نظم نقل الطاقة إن تسليم شحنات الغاز المسال إلى سبعة مرافئ لإعادة التغويز في إسبانيا لم تتأثر بعد.

وقال “لم تتأثر أي سفينة غاز مسال متجهة إلى إسبانيا بالسفينة الجانحة في قناة السويس، ولا توجد سفن من المقرر أن تأتي من دول تستخدم هذا المسار في الأسبوعين القادمين”.

وخلال موسم الشتاء في نصف الكرة الأرضية الشمالي، حين ينمو الطلب على غاز التدفئة، فإن الاكتظاظ في قناة بنما يساهم في دفع أسعار الغاز المسال الفورية للارتفاع في آسيا إلى مستويات قياسية إذ تضطر شركات الشحن البحري إلى اللجوء إلى مسارات أطول وأعلى تكلفة.

ومن الممكن أن يساهم فصل الربيع وشبكة خطوط الأنابيب في احتواء زيادة الأسعار هذه المرة.

وقال شميت إن تكاليف الإيجار منخفضة (نحو 30 ألف دولار يوميا) لكنها قد ترتفع إذا استمرت الاضطرابات.

وقالت كبلر للاستشارات الأربعاء إن شركات الشحن البحري ربما تضطر لعكس المسار والإبحار حول رأس الرجاء الصالح، أو الانتظار في البحر الأحمر أو البحر المتوسط في انتظار تعويم السفينة الجانحة “إيفر غيفن”.

وقالت ريستاد إن الرحلة من السويس إلى شمال غرب أوروبا تستغرق نحو تسعة أيام بسرعات متوسطة. وأضافت الشركة أن الرحلة من قطر إلى شمال غرب أوروبا تستغرق نحو 17 يوما، لكن إعادة توجيه المسار حول رأس الرجاء الصالح ربما يستغرق أكثر من 30 يوما.

وقال توريس دياز “قد تكون فرصة مثالية للمنتجين الأميركيين لإبرام المزيد من الطلبيات في وقت أزمة لمسار النقل”.

ونفت شركة شوي كيسن اليابانية التي تملك سفينة الحاويات العملاقة الجانحة في قناة السويس الجمعة التقارير عن أنها تسعى لتعويم السفينة مساء السبت.

وقالت متحدثة باسم الشركة إن عملية إعادة التعويم جارية لكن الشركة لا تعرف متى ستنجح هذه الجهود.

وقال محللون إن سفينة الحاويات الجانحة التي أوقفت الملاحة ونقل البضائع عبر الممر المائي ستفرض ضغوطا على سلاسل الإمداد العالمية التي تعاني جراء انتعاش النشاط الاقتصادي وشح المعروض من حاويات الشحن، ويأتي هذا التوقف بينما تشهد الشحنات بالفعل اضطرابا بسبب جائحة كورونا وزيادة الطلب على السلع.

وقالت خدمة المستثمرين في موديز إن نحو 30 في المئة من حركة نقل الحاويات عالميا تمر عبر القناة سنويا. وقد يؤثر توقف الممر التجاري على ما بين 10 ونحو 15 في المئة من إجمالي نشاط مناولة الحاويات عالميا طوال فترة التعطل.

وأضافت في مذكرة الجمعة “الطلب الاستهلاكي والصناعي المرتفع، والنقص العالمي في طاقة الحاويات وانخفاض الخدمات التي يمكن التعويل عليها من شركات شحن الحاويات العالمية جعلت سلاسل الإمداد مهددة بشدة حتى من أقل الصدمات الخارجية”.

Thumbnail

وقالت شركة الاستشارات “آي.إتش.إس” ماركت في مذكرة إن التأخير في عودة الحاويات الفارغة إلى المصدرين الآسيويين سيفاقم أكثر النقص الحالي في الحاويات.

وتعد قناة السويس المسار المفضل للمستوردين الأميركيين للسلع المصنعة مثل الأحذية والملابس من جنوب شرق آسيا والهند.

وربما يتعين على السفن الآن اتخاذ المسار الأطول حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا، مما يضيف نحو سبعة إلى عشرة أيام إلى رحلاتها.

وقالت خدمة المستثمرين في موديز إنه نتيجة لذلك فإن قطاعي التصنيع والسيارات الأوروبيين، لاسيما مورّدي السيارات سيكونان الأكثر تضررا.

وقال المحللون “هذا بسبب أنهما يديران سلاسل إمدادات حسب الحاجة، مما يعني أنهما لا يخزنان المكونات ويكون لديهما في المتناول ما يكفي فحسب لفترة قصيرة، ويستوردان المكونات من شركات التصنيع الآسيوية.

وأضافوا “حتى إذا تم حل الموقف سريعا، فإن اكتظاظ الموانئ ووقوع المزيد من التأخيرات في سلاسل التوريد المقيدة بالفعل لا مناص منه”.

وأضافوا أن وسائل النقل البديلة غير مناسبة، إذ أن قدرات الشحن الجوي تعاني شحا بالفعل بسبب انخفاض حركة السفر الجوي العالمية بينما النقل بالسكك الحديدية بين أوروبا وآسيا محدود وبالفعل يقترب من طاقته الكاملة.

وحسب الأرقام تظل قناة السويس إحدى أهم الممرات التجارية في العالم خاصة بالنسبة إلى آسيا وأوروبا. ففي عام 2019 مرت حوالي 19 ألف سفينة عبر الممر، أو 1.25 بليون طن حمولة. وتعبر القناة كل أسبوع من آسيا إلى أوروبا والعكس مئات الألاف من الحاويات على متن السفن تحمل آلات وإلكترونيات وسلعا وسيطة أخرى ومواد خام.

'