أطباق آسيوية تقليدية في سنغافورة ببدائل لحوم نباتية – مصدر24

أطباق آسيوية تقليدية في سنغافورة ببدائل لحوم نباتية

سنغافورة – يستنسخ مختبر في سنغافورة مزود بتقنيات حديثة أطباقا آسيوية شهيرة باعتماد بدائل عن اللحوم النباتية بهدف إشباع الشهية المتزايدة في المنطقة على الطعام المستدام.

قرّرت سنغافورة أواخر السنة الماضية السماح بترويج وبيع لحوم مصنّعة مخبريا عن طريق خلايا عضلية حيوانية غير مذبوحة.

ويعمل متخصصون في النكهات وخبراء في الطعام مرتدين معاطف بيضاء، بمستخلصات نباتية في المنشأة التي افتُتحت حديثا من أجل ابتكار نسخ نباتية من أطباق لحوم تقليدية مع الحفاظ على طعمها الحقيقي.

والطلب على الأطعمة المستدامة في آسيا، رغم صغر حجمها مقارنة بالغرب، آخذ في الارتفاع مترافقا مع زيادة الوعي بالطعام الصحي والمخاوف بشأن التأثير البيئي لاستهلاك اللحوم.

وقال وليام تشين العالم المقيم في سنغافورة وعضو لجنة الخبراء التي تقدم المشورة للجهة التنظيمية، إن الأمن الغذائي كان مصدر قلق رئيسي في الحملة لتطوير بدائل اللحوم.

وتستورد سنغافورة الغذاء من أكثر من 170 دولة وتتطلع إلى تنويع مصادر إمدادها، وفي ذروة الوباء، غامر التجار بإحضار البيض من بولندا وكوريا الجنوبية بدلا من الاعتماد فقط على الموردين التقليديين مثل ماليزيا.

وفي مواجهة احتمالية الانقطاع العالمي للإمدادات وتأثير تغير المناخ على الزراعة ومصايد الأسماك، تتجه سنغافورة إلى الإنتاج الغذائي البديل. بعد الدجاج المستنبت، سيشاهد السنغافوريون قريبا بيضا نباتيا في قائمتهم أيضا.

وتُذبح حاليا ما يزيد عن 130 مليون دجاجة تقريبا وأربعة ملايين خنزير يوميا لتوفير اللحوم للبشر. وقد يؤثر الذبح المستمر للماشية على توازن الطبيعة.

ووجد البرغر النباتي وشرائح الدجاج طريقهما إلى المنطقة في السابق، وتحاول العشرات مِن الشركات الصاعدة بشكل متزايد إيجاد طرق أقل ضررا بالبيئة لإنتاج اللحوم، لكن شركة “إيه.دي.إم” الأميركية العملاقة لمعالجة الأغذية تركّز جهودها الآن على الأطباق الأكثر جذبا محليا.

وقال ديرك أوين نائب رئيس الشركة في جنوب شرق آسيا والمدير العام لقسم التغذية البشرية “نحن نعمل مع طهاة وزبائن محليين بهدف تطوير المذاق وتكييفه بما يتناسب مع ما هو مطلوب هنا في آسيا”.

وأضاف “هذا هو المفتاح حتى نتمكن به من ابتكار الذوق المحلي”.

وابتكر مختبر “إيه.دي.إم” نسخا نباتية من الساتاي (أسياخ لحم مشوية تقدم مع صلصة الفول السوداني) وريندانغ (كاري لحم بقري مطبوخ ببطء بحليب جوز الهند وتوابل مختلفة).

ويأمل المختبر في تحسين المكونات الأساسية لمثل هذه الأطباق الشهية وتسويقها للشركات الاستهلاكية ومتاجر السوبرماركت.

ويستخدم العلماء أحدث التقنيات لدمج التغذية والقوام والرائحة والنكهة من أجل ابتكار بدائل نباتية غنية بالبروتينات باستخدام الصويا والبازلاء بشكل أساسي.

وتحاكي منتجاتهم لحوم البقر والخنزير والدجاج والمأكولات البحرية ويمكن استخدامها في مجموعة متنوعة من الأطباق الجاهزة، كما أنهم استنسخوا منتجات لحوم مصنعة مثل اللحم الصناعي والنقانق.

وتعتبر آسيا موطنا لبعض المواد الغذائية النباتية مثل التوفو والتمبيه (طبق إندونيسي مصنوع من فول الصويا المخمر)، لكن مجموعة “إيه.دي.إم” الأميركية تأمل في أن تقدم للمستهلكين خيارات أوسع وأكثر تعقيدا.

وتتركّز المخاوف بشأن التأثير البيئي لاستهلاك اللحوم على كمية الميثان، وهو أحد غازات الدفيئة الشديدة التي تنتجها الماشية، وكذلك قطع الأشجار وإزالة الغابات لإفساح المجال للمراعي.

وفي بعض البلدان مثل البرازيل، يساهم هذا القطاع في تدمير الغابات التي تعتبر حواجز طبيعية للاحترار المناخي العالمي.

وفيما يتزايد الطلب على بدائل اللحوم في آسيا، مازالت شركات على غرار “إيه.دي.إم” تواجه تحديات تتراوح من إقناع المستهلكين بتغيير عادات استهلاك الطعام القديمة إلى المنافسة الشديدة.

وقال شاب نباتي “أنا حذر من هذا اللحم الاصطناعي بسبب مكونات الدم والمصل التي تدخل في صنعه”.

وتعد سنغافورة موطنا لمجموعة من الشركات الناشئة المحلية التي تصنع أغذية مستدامة تتراوح من المأكولات البحرية “المزروعة في المختبر” إلى الفطائر التقليدية المصنوعة من فاكهة مدارية بدلا من لحم الخنزير.

وتعمل أكثر من 50 شركة في جميع أنحاء العالم الآن على إنتاج لحوم مصنوعة من خلايا حيوانية حقيقية تزرع في مزارع، ولكن في الوقت الحالي مثل هذه اللحوم متاحة تجاريا فقط في سنغافورة.

ويتوقع مستثمرون في القطاع أن تنخفض تكاليف الإنتاج بشكل حاد في الأعوام القليلة المقبلة. وقال ألاستير كوبر، من شركة “سي.أيه.دي.إم كابيتال” “سيتفاجأ الناس بمدى خفض التكاليف بشكل حاد”. وأضاف “الكفاءة تتحسن بشكل كبير”.

ولكن على الرغم من أن السعر، إلى جانب بيانات الاعتماد الصحية للمنتج، يعد عاملا مهما وراء قبول الزبائن، إلا أن الحاجز الأساسي أمام اللحوم البديلة هو ما إذا كان ينال إعجاب المستهلكين، كما قال روبرت لوسون الشريك الإداري في شركة فود استراتيجي أسوشييتس الاستشارية “في النهاية، الطعم هو الدافع وراء الاختراق”.

'