لكن هذا التقارب الكلامي التركي حتى الآن لا تترجمه أنقرة في سلوكها على الأرض، في وقت لا يزال سيف العقوبات الأوروبي-الأميركي مسلطا على رقبتها.

ويرى مراقبون أن العبرة في التطبيق وليست في إطلاق التصريحات والوعود غير المقرونة بترجمات عملية في الواقع، مشيرين في هذا الصدد لبرودة ردود الفعل الأوروبية حيال نبرة الغزل والتودد التركية، التي لا تؤخذ على محمل الجد.

ويقول رئيس تحرير مجلة “الإنصات المركزي” الصادرة باللغة العربية في كردستان العراق، محمد عثمان أمين: “ليس خافيا طبيعة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الازدواجية في العلاقات الخارجية، فهو عندما يصعد مع أميركا أو أوروبا، نجده يوغل في تحديه، وعندما تتطلب المرحلة التهدئة وإعادة العلاقات، نجده يبعث برسائل غزل وود، فهذه السمة عنه معروفة لدى القادة الأوروبيين والأميركيين، وحتى الروس”.

ويضيف في حوار مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “مع اقتراب القمة الأوروبية في مارس المقبل، وتولي جو بايدن السلطة في أميركا هذا الشهر، وكذلك بعد فرض العقوبات الأوروبية الأخيرة وما تبعها من تهديدات بزيادة حدتها، تستشعر تركيا الخطر، لذلك وبعكس استراتيجية الاندفاع والتحدي، تعمل على ترطيب الأجواء مع الغرب تفاديا للعاصفة”.

ويتابع: “ثمة العديد من الملفات والقضايا العالقة بين تركيا والغرب، أبرزها ملف العلاقة المتعثرة مع فرنسا، وكذلك العلاقة المتوترة والمشحونة مع اليونان نتيجة تنقيب أنقرة عن الغاز في شرق المتوسط، إلى جانب مسألة المهاجرين عبر تركيا”.