أولمبياد بكين بين ولادة النجوم والفشل – مصدر24

أولمبياد بكين بين ولادة النجوم والفشل

بكين – سُلطت الأضواء على الصينية إيلين غو والأميركي نايثن تشن خلال أولمبياد بكين الشتوي 2022 بعدما طوقا عنقيهما بالذهب، في حين برز أيضا النرويجي يوهانيس ثينغنيس بو والنمسوي يوهانيس شترولتس والروسي ألكسندر بولشونوف في العرس العالمي.

لكن كثر من الرياضيين غادروا الصين من دون تحقيق حلم الفوز بالمعدن الأصفر، أمثال الروسية كاميلا فالييفا في الفردي أو الأميركية ميكايلا شيفرين. بين النجوم ودموع الفرح والحزن، أسدل الستار على أولمبياد بكين الذي سيبقى لفترة طويلة في الذاكرة.

وُلدت إيلين غو من أب أميركي وأم صينية في كاليفورنيا ومثلت الولايات المتحدة قبل أن تستبدلها بالصين في العام 2019. تعتبر معجزة التزلج الحرّ، في سن الـ18 عاما، أيقونة في بلادها.

فرضت نفسها كإحدى أبرز النجمات في الألعاب الشتوية بفوزها بذهبيتي منافسات الهوائي الكبير ونصف الأنبوب، كما أحرزت فضية مسابقة سلوب ستايل ضمن التزلج الحرّ. تشعر عارضة الأزياء والطالبة المتفوقة أنها صينية وأميركية في الوقت ذاته، وتريد أن تكون جسرا بين البلدين وتبدو أشبه بدبلوماسي في ملابس التزلج. احتُضنت بحماسة في الصين، وتكنيها الصحافة المحلية بـ”الأميرة الضفدع” نظرا للخوذة الخضراء التي ترتديها.

كانت الروسية كاميلا فالييفا (15 عاما) المرشحة الأبرز للفوز بلقب التزحلق الفني على الجليد، إلا أن حلم التكريس تحوّل إلى كابوس عندما وجدت نفسها في قلب قضية منشطات محرجة.

سُمح لها بالمشاركة في المنافسة في نهاية فصل من مسلسل مؤلم من عدة أيام، غير أن المراهقة المعجزة المتوجة بالميدالية الذهبية في منافسات الفرق، انهارت خلال البرنامج الحر لتتلاشى أحلامها بالفوز أو حتّى حصد ميدالية.

تأثر العالم بما أصاب هذه المراهقة، لكن من دون أن تحرك ساكنا في قلب مدربتها القاسية والمثيرة للجدل إيتيري توتبيريدزه، ما دفع الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية للإشارة إليها بالبنان بسبب برودتها تجاه مواطنتها.

ملك القفزات

ببراعة نادرة
ببراعة نادرة

بطل العالم ثلاث مرات، فرض نايثن تشن نفسه ببراعة على الجليد الصيني. انتقم “ملك القفزات الرباعية” (كواد) من فشله في أول دورة أولمبية عاش خلالها الفوضى بكل ما للكلمة من معنى: في بيونغتشانغ الكورية الجنوبية عام 2018، قدّم الأميركي البالغ 18 عاما استعراضا مرعبا في منافسات البرنامج القصير وحلّ في المركز الخامس. في بكين، سيطر تشن على منافسات البرنامجين القصير والحرّ.

لفة أخيرة، عند 1440 درجة، ثم اختفى. لم يتمكن أسطورة مسابقة ألواح التزلج شون وايت من اعتلاء منصة التتويج في آخر مشاركة له في مسيرته في منافسات نصف الأنبوب، مكتفيا بالمركز الرابع.

لم يضف الأميركي ابن الـ35 عاما والبطل الأولمبي ثلاث مرات (تورينو عام 2006 وفانكوفر 2010 وبيونغتشانغ 2018)، ميدالية رابعة إلى سجله المثقل بالانتصارات. ومع الدموع في عينيه في منطقة النهاية، حصل وايت على تصفيق منافسيه تكريما لمسيرته واعترافا بنجوميته، في حين أقرّ صاحب الشأن بأن مسابقة ألواح التزلج (سنوبورد) كانت “حب حياته”.

الأضواء سُلطت على الصينية إيلين غو والأميركي نايثن تشن خلال أولمبياد بكين بعدما طوقا عنقيهما بالذهب

انتظرها الجميع أن تكون ملكة الألعاب الشتوية، إلا أنّ الأميركية ميكايلا شيفرين لم تفز بميدالية واحدة على الرغم من أنها شاركت في جميع المسابقات واضعة نصب عينيها هذا الهدف.

أخطأت ثلاث مرات بعدما كانت المرشحة الأبرز للفوز بذهبية سباقات التعرج الطويل والتعرج وكومبينيه. “أعطونا خصوما”، هتفت الجماهير السويسرية المتواجدة في الصين.

لم يسبق أن هيمنت سويسرا كما هي الحال في هذه الألعاب في منافسات التزلج الألبي. فاز المتزلجون السويسريون بخمسة من الألقاب الأحد عشر الموزعة في يانكينغ مع خمسة رياضيين مختلفين في رقم قياسي في الألعاب الأولمبية الشتوية (فاز بالانحدار بيت فيوز وكورين سوتر، والتعرج سوبر الطويل لارا غوت-بهرامي، والتعرج الطويل ماركو أوديرمات، وكومبينيه ميشيل غيزين).

بالإضافة إلى أربع ميداليات أخرى لجيل استثنائي (فضية كومبينيه لوندي هولدينير، وبرونزية التعرج الطويل لغوت-بهرامي والتعرج سوبر الطويل لغيزين).

انهار قائد المنتخب الفرنسي أليكسي بنتورو بالبكاء أمام الصحافة، بعد سقوطه المؤلم لكتفه ولمعنوياته، خلال منافسات كومبينيه لمسابقة التزلج الألبي حيث كان المرشح الأبرز لحصد الذهب. لم يستعد بنتورو المكنى بـ”الآلة الفائزة” والمتوج الرقم واحد عالميا العام الماضي، “الشعلة” والطاقة هذا الموسم.

ولم تكن الألعاب، التي غادرها دون ميدالية ومع إرهاق ذهني، استثناء.

هيمنة مطلقة

خيبة أمل
خيبة أمل 

مرّ في العدم قبل بداية الموسم، وتم استبعاده من صفوف المنتخب النمسوي على خلفية عدم تحقيقه أي نتائج تُذكر عام 2021، إلاّ أنّ يوهانيس شترولتس خالف التوقعات مكرسا نفسه الرجل القوي والمفاجأة الكبرى في مسابقات التزلج الألبي خلال هذه الألعاب.

مع 37 ميدالية من بينها 16 ذهبية، فشلت النرويج في تحطيم رقمها القياسي البالغ 39 ميدالية في ألعاب بيونغتشانغ في 2018، ورغم ذلك هيمنت على صدارة لائحة الميداليات.

مع عشرة ألقاب بينهما في منافسات بياتلون، ساهم يوهانيس ثينغنيس بو ومارتي أولسبو رويزيلاند ومتزلجة المسافات الطويلة تيريز يوهوغ إلى حد كبير في حصاد الفريق النرويجي.

'