أي دور لعبه غوغل إيرث في الحرب بسوريا – مصدر24

أي دور لعبه غوغل إيرث في الحرب بسوريا

أي دور لعبه غوغل إيرث في الحرب بسوريا

غوغل لعب دورا خلال اشتداد الحرب الأهلية السورية عام 2012 بالبحث عن الطرق التي يمكن أن تساعد في دفع الأسد للتنحي عن السلطة.

لندن – تعتبر تكنولوجيا المعلومات منجما يساعد وكالات التجسّس والحكومات التي تديرها على رسم صورة شاملة للاتجاهات الثقافية والاقتصادية والسياسية للمجتمعات والدول.

وتبرز في هذا المجال عدة شركات، إلا أن الدور الأكبر هو الذي تلعبه شركة غوغل، بمختلف تطبيقاتها، خصوصا غوغل إرث وغوغل ماب، والتي وصل تأثيرها حد التدخل في الصراعات والحروب كما حصل مع الحرب الدائرة في سوريا.

يلفت ياشا ليفين، الصحافي والخبير في شؤون التجسس في صحيفة الغارديان، إلى أن شركة غوغل لم تعمل مع وكالات الاستخبارات والوكالات العسكرية فقط، بل سعت إلى اختراق كل مستوى من مستويات المجتمع أيضا، بما في ذلك الوكالات الحكومية والمدن، وإدارات الشرطة المحلية، وإدارات الطوارئ والمستشفيات والمدارس العامة، وجميع أنواع الشركات والمنظمات غير الربحية.

وأنشَأت الشركة منصة لمكافحة تجنيد الإرهابيين والتطرف عبر الإنترنت، والتي عملت على تحديد هويات مستخدمي غوغل المهتمين بمواضيع المتطرفين الإسلاميين وتحويلهم إلى صفحات ويب ومقاطع فيديو تابعة لوزارة الخارجية، تم تطويرها لثني وردع هؤلاء المهتمين عن اتخاذ هذا الطريق.

وتسمي غوغل هذه الطريقة “منهجية إعادة التوجيه،” وهي جزء من فكرة جارد كوهن، الذي يعمل حاليا كـ“مدير أفكار” بغوغل وهو عضو في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي. وتقوم الفكرة على استخدام منصات الإنترنت في شن “مكافحة رقمية للتمرّد”.

وكان لغوغل إيرث دور في الحرب السورية، ففي سنة 2012، مع اشتداد الحرب الأهلية في سوريا وتزايد الدعم الأميركي للقوات المتمردة السورية، قام فريق شركة “جيغسو” التابعة لغوغل بالبحث عن الطرق التي يمكن أن تساعد في دفع بشار الأسد للتنحي من السلطة.

وأراد كوهن أن يدخل أداة تقوم بوضع خرائط مرئية لتحديد حالات الانشقاقات الهامة على مستوى حكومة الأسد، إلى سوريا كدعاية لإعطاء “الثقة للمعارضة”.

وبدَت شركة “جيغسو” وكأنها تطمس الخط الفاصل بين الدبلوماسية العامة ودبلوماسية الشركات. وقد اتهمها مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأميركية بتأجيج تغيير النظام في الشرق الأوسط.

وكتب فريد بيرتون، وهو مسؤول تنفيذي في ستراتفور، وعميل استخبارات سابق في فرع الأمن بوزارة الخارجية، “تحصل غوغل على دعم من البيت الأبيض، ووزارة الخارجية. كما تتمتع بالتغطية الجوية. في الواقع، تفعل غوغل أشياء لا تستطيع وكالة المخابرات المركزية القيام بها”.

وأنكرت شركة غوغل صحة مزاعم منتقديها. وقال مستشار المجلس الإدارة في شركة غوغل، إريك شميت، في حديثه مع مجلة “وايرد” الأميركية، “لا نشارك في تغيير النظام. نحن لا نفعل ذلك. ولكن، إذا اتضح أن تمكين المواطنين، من خلال الهواتف الذكية والمعلومات، يؤدي إلى تغيرات في بلادهم.. فإن هذا أمر جيد، ألا توافقني؟”.

وأثار عمل “جيغسو” مع وزارة الخارجية موجة من الفضول والتساؤلات. لكن هذا العمل، وفق ياشا ليفين يعتبر مجرد لمحة بشأن المستقبل إذا ما حصلت غوغل على ما تريد. وبينما تعقد الشركة صفقات جديدة مع وكالة الأمن القومي وتواصل اندماجها مع الأجهزة الأمنية الأميركية، يرى مؤسسوها أنها ستلعب دورا أكبر في المجتمع العالمي.

'