إشارات أميركية إلى الوقوف وراء تعيين المبعوث الأممي في ليبيا – مصدر24
إشارات أميركية إلى الوقوف وراء تعيين المبعوث الأممي في ليبيا

إشارات أميركية إلى الوقوف وراء تعيين المبعوث الأممي في ليبيا

طرابلس- أرسل السفير الأميركي في طرابلس ريتشارد نورلاند إشارات واضحة عن أن بلاده تقف وراء تعيين المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا السنغالي عبدالله بتيالي، وأنه ليس محسوبا على فرنسا ولا على غيرها من الدول، وأن الولايات المتحدة معنية بدفع الحل السياسي في ليبيا، وأنها لن تترك الميدان لأيّ جهة أخرى.

ودعا نورلاند السبت الأطراف الليبية المتصارعة للعمل مع المبعوث الأممي الجديد، لوضع خارطة طريق من أجل إجراء الانتخابات.

ويقول مراقبون ليبيون إن الولايات المتحدة تريد التأكيد أنها لم تنسحب من الملف الليبي لفائدة أيّ طرف، وأنها ستدعم بتيالي لمواصلة المشوار الذي قطعته المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز التي أشرفت على مؤتمرات الحوار الليبي – الليبي ورعتها في الداخل والخارج، وكانت على تواصل دائم مع مختلف الفاعلين بما في ذلك عبدالحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايتها وحكومة فتحي باشاغا المعينة من البرلمان والمدعومة من الشرق وبالأساس من المشير خليفة حفتر.

ويشير المراقبون إلى أن كلام نورلاند فيه رد على استنتاجات سياسية قالت إن تركيا باتت تمسك بالحل الليبي بعد أن رعت لقاءات بين أبرز الأطراف الفاعلة سواء في حوارات مباشرة أو غير مباشرة في غياب تام لأطراف دولية أخرى كانت إلى وقت قريب لاعبا رئيسيا في الملف الليبي.

وقال نورلاند في تغريدة:

وأضاف أن “الحاجة ملحة لجميع الأطراف للعمل مع المبعوث الخاص الجديد للأمين العام للأمم المتحدة لوضع خارطة طريق واضحة المعالم لإجراء الانتخابات.. باعتبارها الحل الوحيد للاستقرار في ليبيا”.

ويرى المراقبون أن الدعم الأميركي قد يساهم في تحديد أجندة واضحة بخصوص المرحلة الانتقالية الجديدة وأساسا تحديد موعد الانتخابات من خلال الضغط على الحكومتين المتصارعتين والأطراف الداعمة لهما في الشرق والغرب.

وما يظهر وجود جهة قوية تقف وراء المبعوث الجديد هو مبادرة أبرز الأطراف إلى الترحيب به والتعبير عن رغبتها في التعامل معه.

وأشاد المجلس الرئاسي في بيانه “بخبرة بتيالي، واطلاعه على الملف الليبي وجهوده أثناء قيامه بتقييم ودراسة هيكلة بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا”. وشدد على “دور الأمم المتحدة في دعم مساعي الليبيين للوصول إلى حلول سلمية للذهاب إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية في أقرب الآجال”.

وأعرب المجلس عن أمله أن “يساهم بتيالي بخبرته الواسعة بمساعدة الليبيين في الانتقال إلى الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة التي يتطلع إليها كل أبناء الشعب الليبي”.

من جانبه، رحب الدبيبة بتعيين بتيالي مبعوثا أمميا جديدا إلى ليبيا. وقال في تغريدة:

وقال باشاغا عبر حسابه الرسمي على تويتر:

ولم يصدر عن المجلس الأعلى للدولة ولا مجلس النواب تعليق فوري على تعيين المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا.

وفجر السبت، أعلنت الأمم المتحدة اختيار الدبلوماسي السنغالي ممثلا خاصا للأمين العام في ليبيا ورئيسا لبعثة الأمم المتحدة فيها.

وشغل بتيالي في أحدث مهامه مع الأمم المتحدة عام 2021 منصب الخبير المستقل للمراجعة الاستراتيجية لبعثة “أونسميل”.

 

 واشنطن تريد التأكيد أنها لم تنسحب من الملف الليبي، وأنها ستدعم بتيالي لمواصلة المشوار الذي قطعته ويليامز

كما شغل سابقا منصب نائب الممثل الخاص للأمين العام في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد “مينوسما” بين عامي 2013 – 2014، ومنصب الممثل الخاص للأمين العام في أفريقيا الوسطى، ورئيس مكتب الأمم المتحدة الإقليمي في الغابون (2014 – 2016).

وعام 2018، تم تعيينه مستشارا خاصا للأمين العام بشأن مدغشقر، وعمل خبيرا مستقلا للمراجعة الإستراتيجية لمكتب الأمم المتحدة لغرب أفريقيا في 2019.

وتشهد ليبيا الغنية بالنفط، انقساما سياسيا وصراعا على السلطة بين حكومتين، إحداهما برئاسة باشاغا والتي كلفها مجلس النواب مطلع مارس الماضي، والثانية بقيادة الدبيبة وترفض تسليم السلطة إلا لحكومة تأتي عبر برلمان منتخب.

وجراء خلافات بين المؤسسات الرسمية الليبية حول قانون الانتخاب، ودور القضاء في عملية الاقتراع، تعذر إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية كانت مزمعة في 24 ديسمبر 2021، وحتى الآن لم يتم الاتفاق على تاريخ جديد لها.

'