إعادة إدماج الأسد بمثابة إعلان نهاية الربيع العربي – مصدر24

إعادة إدماج الأسد بمثابة إعلان نهاية الربيع العربي

إعادة إدماج الأسد بمثابة إعلان نهاية الربيع العربي

هناك قناعة سائدة بأن “الثورات” التي اندلعت في 2011، وتهدد بالانفجار مجددا في عدد من الدول، نتائجها كانت كارثية على شعوب المنطقة.

دمشق – ترسل عودة الرئيس السوري بشار الأسد المعلقة إلى الجامعة العربية وكذلك تجدد الاحتجاجات في السودان والأردن وتونس، برسائل متناقضة حول حال منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتوجد قناعة سائدة بأن “الثورات” التي اندلعت في العام 2011، وتهدد بالانفجار مجددا في عدد من الدول، نتائجها كانت كارثية على شعوب المنطقة، رغم مشروعية مطالبها، وليس أدل على ذلك من أرقام القتلى والجرحى الذين سقطوا في الصراع السوري الذي تحول من انتفاضة شعبية إلى حرب أهلية ثم صراع بالوكالة على النفوذ بين قوى إقليمية ودولية وكان المدنيون ضحيته الأولى.

وفي تونس التي حاول البعض تسويقها على أنها نموذج ناجح لهذا “الربيع”، أثبتت السنوات أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي بها ينحدر من سيء إلى أسوأ حيث تضاعفت نسب المديونية أضعافا لما كانت عليه في عهد نظام الرئيس زين العابدين بن علي، فضلا عن تراجع غير مسبوق في قيمة العملة المحلية، زد على ذلك ارتفاع نسب البطالة، الأمر الذي بات ينذر بانفجار جديد يخشى أن يكون عنيفا هذه المرة. أما مصر، وهي الثانية في ترتيب الدول التي طالتها رياح “الربيع العربي”، فإن شعبها لم يستطع تحمل أكثر من سنة “الحكام الجدد”؛ جماعة الإخوان المسلمين، ليعود من جديد إلى الاحتماء بالمؤسسة العسكرية، بيد أنه لا يزال يعاني من تداعيات هذه المتغيرات سواء لجهة ما يواجهه من إرهاب أو في تراجع معدلات نموه الاقتصادي.

وخلصت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة “زوغبي ريسيرش سيرفيس” إلى أن واحدا من بين كل خمسة تونسيين ومصريين يعتقد أن بلده يتحرك في “الاتجاه الصحيح”، في حين قال 69 بالمئة من التونسيين و55 بالمئة من المصريين إن بلادهم تتحرك في “اتجاه خاطئ”.

وعندما سُئل المواطنون عما إذا كانوا يشعرون بأنهم أفضل أو أسوأ حالا مما كانوا عليه قبل خمس سنوات، قال 21 بالمئة فقط من التونسيين و20 بالمئة فقط من المصريين إنهم يشعرون الآن بأنهم أفضل حالا، في حين قال 59 بالمئة من التونسيين و64 بالمئة من المصريين إنهم يعيشون الآن أسوأ حالاتهم.وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط الخميس إنه “لا يمكن أن تسمى الثورات العربية ربيعا عربيا، بل دمارا بعد انتشار الإرهاب والتطرف”.

ويسجل حاليا تغير في المزاج العربي على المستويين الرسمي والشعبي، لجهة الميل لعودة العلاقات مع الأسد، والذي ترجم في الزيارة التي قام بها الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق، وهي أول زيارة لزعيم عربي إلى سوريا منذ اندلاع الأزمة، وبعدها اجتماع رؤساء المخابرات السورية والمصرية في القاهرة، وأخيرا وليس آخرا عودة فتح السفارة الإماراتية في العاصمة السورية.

وتلقى هذه الخطوات صمتا من الشعوب العربية هو أقرب “لمباركة” عودة النظام السوري إلى الحاضنة العربية بعد أن لفظته على مدى السنوات الماضية، وهي بذلك تؤشر على تحول في مقاربتها لما سمي بـ”الربيع العربي”، وصارت أكثر تقبلا لاستمرار الدكتاتوريات إذا كان ذلك سيعيد الاستقرار.

ويتهم الرؤساء البشير والأسد بارتكاب جرائم حرب بحق شعوبهما. وسبق وأن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق البشير ولكن تم تجاهلها إلى حد كبير من قبل دول الشرق الأوسط وأفريقيا.

ويقول المحلل الأميركي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط جيمس دورسي “إن عودة الأسد إلى الجامعة العربية قد تشكل نكسة جديدة لقوى التغيير في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكنها لا تعني بالضرورة زوال هذه القوى بالكامل. ولكي يحدث ذلك يتعين على الحكام الدكتاتوريين في المنطقة أن يوفوا بوعودهم من خلال تنفيذ إصلاحات هيكلية جدية قد يأتي البعض منها على حساب المصالح المكتسبة. وحتى الآن، هناك القليل من المؤشرات على حدوث ذلك”.

ويستشهد جيمس دورسي بالتحذير الذي أطلقته كريستين لاغارد، المديرة الإدارية لصندوق النقد الدولي، في وقت سابق من هذا العام والذي يؤكد أن “حالة عدم الرضا، التي تتفاقم في العديد من الدول، هي بمثابة تذكير بضرورة اتخاذ إجراءات أكثر إلحاحا”.

التعليقات مغلقة.

'