إيران تستغل ورقة طالبان في ابتزاز إدارة بايدن – مصدر24

إيران تستغل ورقة طالبان في ابتزاز إدارة بايدن

طهران – تعكس استضافة إيران الزعيم السياسي بحركة طالبان الأفغانية، سعي طهران لاستغلال ورقة المتمردين الأفغان في ابتزاز إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ومساومتها.

واستقبل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وفدا من حركة طالبان يزور طهران برئاسة الملا عبدالغني برادر، المعاون السياسي لطالبان.

وأكد ظريف خلال اللقاء الأحد، بحسب ما أفادت وكالة “تسنيم” التابعة للحرس الثوري، استعداد الحكومة الإيرانية للتوسط بين طالبان والحكومة الأفغانية من أجل الحوار، قائلا “الولايات المتحدة ليست وسيطا جيدا، نحن نؤيد حكومة شاملة تضم كل القوميات والأديان، ونعتبرها ضرورة لأفغانستان”.

وأضاف في إقرار مبطن باستهداف الحركة للأفغانيين، “الشعب الأفغاني منكم ولا يجب أن يتم استهدافه في العمليات العسكرية”.

وكتب المتحدث باسم طالبان محمد نعيم على تويتر أن الاجتماعات عُقدت في “أجواء طيبة”، وأضاف “نوقشت الأوضاع في أفغانستان والمفاوضات بين الأفغان والتنفيذ الكامل لاتفاق الدوحة وحاجة أفغانستان والمنطقة إلى السلام”.

ويرى مراقبون أن النظام الإيراني يسعى من خلال لقائه وفدا من المتمردين الأفغان إلى مقايضة الإدارة الأميركية، التي أعلنت نيّتها التراجع عن اتفاق السلام مع طالبان، الذي وقعته الإدارة السابقة.

ويشير هؤلاء إلى أن الملف الأفغاني ورقة قوة لدى طهران من أجل الضغط على الرئيس الأميركي لرفع العقوبات الأميركية المفروضة عليها، والعودة سريعا إلى الاتفاق النووي.

ويرى الخبير السياسي الأفغاني أحمد سعيدي أن إيران لديها نفوذ وتأثير في أفغانستان، سواء على الحكومة أو حركة طالبان أو حتى على الشعب الأفغاني.

وقال سعيدي إن طهران ستحاول استغلال تأثيرها على أفغانستان بطريقة غير مباشرة، بسبب التوتر الأخير مع واشنطن.

صورة

وأضاف أن أفغانستان من الدول التي يمكن لإيران أن تستهدف فيها القوات الأميركية، حتى ولو بطريقة غير مباشرة عقب مقتل قاسم سليماني.

وأشار الخبير السياسي إلى وجود قواعد عسكرية أميركية ضخمة في أفغانستان، وأن إحداها تقع في مدينة هرات على الحدود الإيرانية.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة تسيطر على المجال الجوي الأفغاني، ولذلك لن تتمكن إيران من محاربة واشنطن بصورة مباشرة في أفغانستان، ولكنها يمكن أن تستهدف القوات الأميركية هناك بطريقة غير مباشرة.

وتابع “أرى أن إيران ستحاول استخدام ‘لواء فاطميون’ الذي شكله قاسم سليماني من الشباب الأفغان ضد الولايات المتحدة، كما ستحاول استغلال علاقاتها الجيدة مع حركة طالبان، وأرى أن أفغانستان ستتأثر من ذلك الوضع”.

وأكد أحمد تميم عاصي، مساعد وزير الدفاع الأفغاني السابق للشؤون السياسية والاستراتيجية، أن إيران تدعم وبكل الطرق حركة طالبان التي تنشط بالقرب من حدودها.

وقال عاصي إنه في حال اندلاع حرب بين إيران والولايات المتحدة، فإن طالبان المدعومة من طهران يمكن أن تنسحب من اتفاقية السلام التي توشك أن توقيعها مع واشنطن.

وحذر المسؤول السابق من ازدياد أعمال العنف في الولايات الأفغانية القريبة من الحدود الإيرانية، في حال توقفت مفاوضات السلام بين طالبان وواشنطن.

واعتبر شجاع حسيني محسني عضو هيئة التدريس بقسم العلوم السياسية بجامعة كابول الأفغانية، أن الأزمة الأخيرة بين إيران والولايات المتحدة خلقت حالة من التوتر والقلق في أفغانستان.

صورة

وأوضح محسني أن إيران لديها نفوذ قوي في أفغانستان، وخاصة في المناطق الغربية التي توجد فيها أيضا قاعدة عسكرية أميركية ضخمة.

وحذر من أن هذه المنطقة ستشهد توترا كبيرا في حال اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وإيران، مشيرا إلى وجود حالة من القلق سائدة في البلاد بين السياسيين وبين أفراد الشعب، مضيفا أن إيران ستستهدف الولايات المتحدة عبر الحرب بالوكالة وليس بصورة مباشرة.

ولم يعرقل التنافر المذهبي والديني بين طالبان وإيران التقارب بين الطرفين، ففي ديسمبر 2016 استضافت طهران قياديين من حركة طالبان ضمن فعاليات مؤتمر “الوحدة الإسلامية”، للتقريب بين المذاهب الدينية. وكشف السفير الإيراني لدى كابول محمد رضا بهرامي في الفترة نفسها عن وجود اتصالات بين بلاده وحركة طالبان، كما أشار المتحدث الرسمي باسم طالبان الملا ذبيح الله إلى أن للحركة “علاقات واتصالات جيدة مع إيران”.

واعتمدت طهران على هجمات طالبان للتصدي لتشكيل حكومة أفغانية قوية عسكريا متحالفة مع الغرب ومعادية للسياسة الإيرانية. ويشير محللون إلى أن أي ترتيبات في أفغانستان لا تراعي المصلحة الإيرانية بدرجة أولى لن يكتب لها النجاح.

ويؤكد هؤلاء أن إيران تغيّر بوصلتها تجاه أفغانستان على وقع الاستراتيجيات الأميركية، ومن هنا فإن إعادة الإدارة الأميركية النظر في اتفاق السلام مع طالبان تمثل فرصة لإيران، من أجل الضغط باتجاه رفع العقوبات الأميركية مقابل رفع اليد عن المتمردين.

وكانت الولايات المتحدة قد توصلت إلى اتفاق العام الماضي مع الحركة خلال مفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة، لانسحاب القوات الموجودة في أفغانستان منذ 2001.

وتفاوضت طالبان والحكومة الأفغانية في الآونة الأخيرة في قطر للتوصل إلى اتفاق سلام. واستؤنفت المحادثات هذا الشهر بعد توقف استمر شهرا تقريبا، لكن مفاوضين ودبلوماسيين يقولون إنها لم تحرز تقدما يذكر منذ ذلك الحين.

وقال أربعة مسؤولين في حلف شمال الأطلسي إن القوات الدولية تعتزم البقاء في أفغانستان لما بعد الموعد النهائي في مايو المقبل، والذي تحدد العام الماضي، إذ لا يعتقد الحلف الغربي أن شروط الانسحاب قد نُفذت.

ومن المتوقع أن يلقي الرئيس الأميركي جو بايدن نظرة فاحصة على اتفاق الانسحاب، الذي تم التفاوض بشأنه في عهد سلفه دونالد ترامب.

'