إيران تشحن كميات نفط قياسية إلى الصين سرا – مصدر24

إيران تشحن كميات نفط قياسية إلى الصين سرا

تؤكد بيانات وتقارير أن إيران شحنت كميات نفط قياسية إلى الصين سرا فيما تحاول جس نبض مشترين آسيويين، حيث تقول مصادر إن طهران عمدت إلى غلق أجهزة تحديد مواقعها عند تحميل ناقلات نفطها لتجنب رصدها، ما مكنها من تصدير كميات كبيرة إلى الصين والهند.

طهران – عكست تحركات إيران في سوق النفط عبر تصدير الخام سرا إلى الصين والهند متغيرات جديدة حيث من المحتمل أن تؤدي عودة الإمدادات الإيرانية إلى الهند، ثالث أكبر دول العالم استيرادا للخام، إلى تقليل الطلب على الشحنات الفورية التي ازدادت في الآونة الأخيرة.

وأفادت ستة مصادر بقطاع النفط وبيانات رفينيتيف أن إيران شحنت سرا كميات قياسية من النفط الخام إلى الصين أكبر مشتري نفطها في الشهور الأخيرة، وفي الوقت نفسه، أضافت شركات تكرير حكومية هندية كميات من النفط الإيراني إلى خططها السنوية للاستيراد، مفترضة أن الولايات المتحدة ستخفف قريبا العقوبات المفروضة على المنتج العضو بأوبك.

ويسعى الرئيس الأميركي جو بايدن لإحياء المحادثات مع إيران حول الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب في 2018 رغم أن العقوبات الاقتصادية القاسية لا تزال سارية وتصر طهران على رفعها قبل استئناف المفاوضات.

وقالت المصادر إن شركة النفط الوطنية الإيرانية بدأت التواصل مع زبائن في مختلف أنحاء آسيا منذ تولى بايدن منصبه، وذلك لتقييم الطلب المحتمل على نفطها وطلبت المصادر عدم الكشف عن هوياتها بسبب حساسية الأمر.

وأدت العقوبات إلى هبوط سريع في الصادرات الإيرانية إلى الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية منذ أواخر 2018. وقادت العقوبات والتخفيضات الإنتاجية التي قررها المنتجون من أعضاء مجموعة أوبك+ إلى تقلص المعروض من نفط الشرق الأوسط عالي الكبريت في آسيا أكبر أسواقه العالمية.

850

ألف برميل قيمة الشحنات الإيرانية غير المباشرة التي وصلت الصين في فبراير

وتستورد آسيا أكثر من نصف احتياجاتها من النفط الخام من الشرق الأوسط.

وقال مصدر بشركة تكرير هندية “خاطبونا وقالوا إنهم يأملون في القريب العاجل في استئناف إمدادات النفط فقلنا ’إن شاء الله’”.

ومن المحتمل أن تؤدي عودة الإمدادات الإيرانية إلى الهند، ثالث أكبر دول العالم استيرادا للخام، إلى تقليل الطلب على الشحنات الفورية التي ازدادت في الآونة الأخيرة بعد أن خفض العراق الإمدادات وقلصت الكويت آجال بعض التعاقدات.

وقال مسؤول حكومي إن الهند التي تضررت من الارتفاع العالمي الأخير في أسعار النفط الخام تتوقع عودة الإمدادات الإيرانية إلى السوق خلال ثلاثة أو أربعة أشهر.

وقال مسؤول آخر بشركة تكرير إن شركته تلقت من مسؤولي شركة النفط الوطنية الإيرانية ما يفيد أن اتفاقا رسميا بشأن إمدادات النفط الخام سيوقع بعد الانتخابات الإيرانية في يونيو المقبل. وقد تواصلت الشركة الإيرانية بالفعل مع زبائن آخرين في آسيا.

وقال متعامل بشركة تكرير في شرق آسيا “في الآونة الأخيرة تواصلت معنا شركة النفط الوطنية الإيرانية لتسألنا عن الطلب. يبدو أن إيران تتأهب للعودة إلى السوق”.

وقال مصدر آخر بقطاع التكرير إن المحادثات في مرحلة “أولية للغاية” وأن المؤسسة الإيرانية تريد معرفة ما إذا كانت الشركة ستستأنف شراء النفط الإيراني.

وعلى النقيض من الهند، لم تتوقف الصين بالكامل عن استيراد النفط من إيران.

فقد أفادت خدمة أويل ريسيرش من ريفينيتيف أن إيران شحنت حوالي 17.8 مليون طن (306 آلاف برميل يوميا) من الخام إلى الصين خلال الأربعة عشر شهرا الماضية وأن الشحنات بلغت مستويات قياسية في يناير وفبراير.

ومن هذه الكميات كان حوالي 75 في المئة من الواردات “غير مباشرة” توصف بأنها نفط من سلطنة عمان أو الإمارات العربية المتحدة أو ماليزيا دخلت الصين في الأساس من موانئ في إقليم شاندونغ الشرقي الذي توجد فيه أغلب شركات التكرير المستقلة في الصين أو من ميناء إينجكو في إقليم لياونينغ في الشمال الشرقي.

Thumbnail

أما نسبة الخمسة وعشرين في المئة الباقية من الواردات، فقد قالت ريفينيتيف إنها وُصفت بأنها مشتريات رسمية للاحتياطي البترولي الاستراتيجي في الصين، إذ تحتفظ بكين بمشتريات صغيرة الحجم رغم العقوبات الأميركية.

وقالت إيما لي محللة تدفقات النفط الخام في ريفينيتيف “الكميات بدأت ترتفع من الربع الأخير في 2020، إذ كان إقليم شاندونغ على رأس المناطق التي استقبلت الخام، وهو ما يشير إلى أن المستهلك الأساسي له معامل تكرير مستقلة”.

وعادة ما تغلق الناقلات التي تحمل النفط الإيراني أجهزة تحديد مواقعها عند التحميل لتجنب رصدها ثم يصبح من الممكن متابعتها مرة أخرى عن طريق الأقمار الصناعية قرب موانئ في سلطنة عمان والإمارات والعراق. وقالت لي إن بعض الناقلات تنقل جانبا من شحناتها إلى سفن أخرى قرب سنغافورة وماليزيا قبل أن تبحر إلى الصين.

ولم تتمكن رويترز من التعرف على المشترين النهائيين لهذه الشحنات.

ودون التعليق مباشرة على الصفقات النفطية، قال مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية “إيران دولة صديقة للصين وبين البلدين اتصالات عادية وتعاون. والتعاون بين الصين وإيران في إطار القوانين الدولية صائب ومشروع ويستحق الاحترام والحماية”.

أغلب الصفقات جرت تسويتها بالعملة الصينية أو اليورو للالتفاف على العقوبات الأميركية

وامتنعت شركة النفط الوطنية الإيرانية عن التعقيب. وقال مسؤول بوزارة النفط “عندما تُرفع العقوبات الأميركية الظالمة ستتمكن إيران من بيع نفطها لأي بلد وأؤكد لكم أنه سيتم توقيع تعاقدات كثيرة”.

وقالت شركة بترولوجيستكس لتتبع الناقلات في جنيف إن حجم تحميلات النفط الإيراني في يناير  تجاوزت 600 ألف برميل في اليوم للمرة الأولى منذ مايو 2019، وذلك في مؤشر على أن نهاية ولاية ترامب ربما تغير سلوك المشترين.

وأظهرت بياناتمن ريفينيتيف من الجمارك الصينية أن الشحنات غير المباشرة التي وصلت في فبراير، بما فيها الشحنات التي تنتظر تفريغها في موانئ صينية، بلغت قرابة 850 ألف برميل في اليوم، متجاوزة المستوى القياسي اليوم المسجل في أبريل 2019 وهو 790 ألف برميل في اليوم.

وأظهرت بيانات الجمارك الصينية الأحد أن واردات النفط الخام ارتفعت بمعدل سنوي أربعة في المئة في أول شهرين من العام الجاري. وستنشر هيئة الجمارك الصينية تفاصيل الواردات من كل دولة هذا الشهر.

وقال متعامل صيني مستقل مطلع على بعض الصفقات “الخام الإيراني بدأ يدخل شاندونغ من أواخر 2019… بدءا ببعض شركات التكرير التي لا تملك سيولة نقدية وكانت تكرر النفط أولا قبل دفع ثمن الشحنة”.

وأوضح المتعامل أن أغلب هذه الصفقات جرت تسويتها بالعملة الصينية أو اليورو للالتفاف على العقوبات الأميركية.

وقال متعاملون إن الواردات القياسية أثرت على أسعار الخامات المتوسطة والثقيلة المنافسة من منتجين آخرين في الشرق الأوسط.

وقال مصدر آخر “إيران طفت على السطح من جديد رغم أنه لا يبدو أن العقوبات سترفع قريبا”.

'