إيران تهدد بالردّ على أميركا بعد اتهامها باستغلال وفاة أميني لزعزعة الاستقرار – مصدر24

إيران تهدد بالردّ على أميركا بعد اتهامها باستغلال وفاة أميني لزعزعة الاستقرار

طهران – اتهمت إيران الولايات المتحدة الأميركية الاثنين باستغلال الاحتجاجات التي أثارتها وفاة الشابة مهسا أميني أثناء توقيفها لدى شرطة الأخلاق لمحاولة زعزعة استقرار البلاد، وحذرت من أن ذلك لن يمر دون ردّ، في وقت تتواصل فيه الاحتجاجات لليلة العاشرة مع تصاعد مستوى التوتر مع الغرب.

وتشهد مختلف أنحاء إيران مظاهرات إثر وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني البالغة من العمر 22 سنة، بعدما اعتقلتها شرطة الأخلاق بسبب ارتدائها “ملابس غير لائقة” حسب توصيفها.

وأثارت وفاة أميني إدانات دولية، واعتبرت إيران أن الولايات المتحدة تدعم مثيري الشغب وتسعى إلى زعزعة استقرارها.

ناصر كنعاني: واشنطن تحاول دائما زعزعة استقرار إيران وأمنها

وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان “تحاول واشنطن دائما زعزعة استقرار إيران وأمنها على الرغم من أنها لم تنجح في ذلك”.

واتهم كنعاني، عبر صفحته على إنستغرام، قادة أميركا وبعض الدول الأوروبية باستغلال حادث مأساوي لدعم “مثيري الشغب” وتجاهل “وجود الملايين في شوارع البلاد وساحاتها لدعم النظام”.

وتعتبر الاحتجاجات الحالية المناهضة للحكومة أكبر مظاهرات تجتاح البلاد منذ احتجاجات عام 2019 على أسعار الوقود، وقالت رويترز حينها إن 1500 شخص قتلوا في حملة قمع للمتظاهرين، في أعنف موجة من الاضطرابات الداخلية في تاريخ الجمهورية الإسلامية.

ودعت نقابة معلمين رئيسية في إيران ضمن بيان نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي الأحد المعلمين والطلاب إلى تنظيم أول إضراب في عموم البلاد، منذ بدء الاضطرابات، الاثنين والأربعاء.

وتلعب المرأة دورا بارزا في الاحتجاجات، ولوح بعضهن بالحجاب وأقدمت أخريات على حرقه.

وعلى الرغم من أن المظاهرات بسبب وفاة أميني تمثل تحديا كبيرا للحكومة، لا يرى المحللون أي تهديد مباشر لقادة البلاد لأن قوات الأمن تمكنت في السابق من إخماد احتجاجات.

وتتهم إيران معارضين مسلحين من الأكراد الإيرانيين بالتورط في الاضطرابات المستمرة في البلاد، لاسيما في الشمال الغربي حيث يعيش معظم الأكراد الإيرانيين البالغ عددهم عشرة ملايين نسمة.

وقال المدعي العام في المحافظة محمد كريمي، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، “في الأيام الأخيرة هاجم مثيرو شغب مقار إدارات حكومية وألحقوا أضرارا بممتلكات عامة في بعض مناطق مازندران بتوجيه من عملاء أجانب مناهضين للثورة”.

وأفادت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء بأن الحرس الثوري شن هجوما جديدا بالمدفعية والطائرات المسيرة على قواعد للمعارضة الإيرانية في المنطقة الكردية بشمال العراق.

 

المظاهرات تجتاح البلاد
المظاهرات تجتاح البلاد

 

وأوقفت السلطات الإيرانية أكثر من 1200 متظاهر، وفق ما أعلن عنه مسؤولون الاثنين، خلال حملة القمع الدامية للتظاهرات التي تواصلت لليلة العاشرة احتجاجًا على وفاة الشابة مهسا أميني أثناء توقيفها من قبل شرطة الأخلاق.

وقُتل 41 شخصًا على الأقل في حين نشرت السلطات عددًا كبيرًا من عناصر الأمن في مواجهة تظاهرات في كافة أنحاء البلاد اندلعت إثر وفاة الشابة بعدما بقيت ثلاثة أيام في غيبوبة عقب توقيفها في العاصمة الإيرانية.

وارتفع مستوى التوتر بين الجمهورية الإسلامية والدول الغربية إثر استدعاء ألمانيا السفير الإيراني، غداة تنديد الاتحاد الأوروبي بالاستخدام “غير المتكافئ والمعمم” للقوة واستدعاء طهران السفيرين البريطاني والنرويجي.

 

وانتقد الاتحاد الأوروبي إيران وقال إن “الاستخدام غير المتكافئ للقوة في حق المتظاهرين مرفوض وغير مبرر”، حسب بيان لمسؤول السياسة الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل.

وقال بوريل إن الاتحاد الأوروبي “سيواصل درس كل الخيارات المتاحة قبل الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية إزاء وفاة مهسا أميني والطريقة التي ترد بها القوى الأمنية الإيرانية على التظاهرات التي تلت ذلك”، في البلد الذي فرضت عليه عقوبات على خلفية برنامجه النووي.

من جانبها استدعت طهران الأحد السفير البريطاني للاحتجاج على ما وصفته بأنه “حض على أعمال شغب” تنتهجه شبكة “بي.بي.سي فارسي” التي تبث بالفارسي ومقرها لندن، كما استدعت سفير النرويج على خلفية “تصريحات غير بناءة” أدلى بها رئيس البرلمان النرويجي على خلفية التظاهرات في الجمهورية الإسلامية.

وحيا الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي المتظاهرين وأكد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة “التضامن مع نساء إيران الشجاعات اللواتي يتظاهرن من أجل ضمان حقوقهن الأساسية”.

وخرج متظاهرون غاضبون إلى شوارع المدن في مختلف أنحاء إيران ليل الأحد – الإثنين، وأطلق محتجون في طهران شعارات مناهضة للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي (83 عاما) وهتفوا “الموت للدكتاتور”، حسب تسجيل نشرته منظمة “إيران هيومن رايتس”.

'