اتهامات لتنظيم الدولة بارتكاب فظائع – مصدر24

اتهامات لتنظيم الدولة بارتكاب فظائع

اتهمت الأمم المتحدة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بارتكاب فظائع، كما اتهمت القوات الحكومية بإعدام سجناء خارج القانون، بينما تنتهي اليوم مهلة حددها التنظيم للمسيحيين بالموصل لمغادرة المدينة.
وقالت المنظمة الأممية إن تنظيم الدولة قام بإعدام قيادات دينية وقادة آخرين وبتجنيد الأطفال بالإكراه واغتصاب نساء ضمن أعمال أخرى تصل إلى حد ارتكاب جرائم حرب، بينما اعتبرت منظمة العفو الدولية أن مقاتلي تنظيم الدولة “يريدون على ما يبدو القضاء على أي أثر للأقليات” في مدينة الموصل شمال العراق.
ونقلت وكالة رويترز أمس الجمعة عن الأمم المتحدة قولها إن “الدولة الإسلامية والجماعات المسلحة المرتبطة بها استمرت في القيام باغتيالات تستهدف زعماء محليين وسياسيين ودينيين وموظفين حكوميين وخبراء في التعليم وموظفي صحة، وارتكاب اعتداءات جنسية واغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي ضد النساء والفتيات وتجنيد الأطفال بالإكراه وارتكاب أعمال خطف وإعدامات وسرقات”.
واعتبر التقرير الذي ركّز على عدد من الانتهاكات التي ارتكبت ضد مدنيين -وخاصة من جانب الدولة الاسلامية- أن القوات العراقية والمقاتلين المتحالفين معها لم يتخذوا إجراءات وقائية لحماية المدنيين من العنف.
كما اتُهِم مقاتلو تنظيم الدولة -وفق التقرير- بارتكاب أعمال تدمير متعمد ونهب لأماكن العبادة وأماكن ذات أهمية ثقافية وتاريخية.
وقالت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي “كل يوم نتلقى روايات عن انتهاكات مروعة لحقوق الانسان ترتكب في العراق ضد الأطفال والنساء والرجال العراقيين العاديين الذين حرموا من الأمن وسبل العيش ومن منازلهم ومن التعليم والرعاية الصحية والخدمات الأساسية الأخرى”.

إعدامات وانتهاكات
وكانت وزارة الداخلية العراقية قد قالت -نقلا عن أحد الناجين خلال الأيام الماضية- إن تحقيقا كشف أن مسلحي الدولة الإسلامية اقتادوا 501 سجين شيعي من سجن بالموصل لمنطقة زراعية وأعدموهم جميعا باستثناء 17 تمكنوا من الهرب.
في المقابل، يسرد التقرير بالتفصيل الانتهاكات التي ترتكبها القوات الحكومية والجماعات الموالية لها، مشيرا إلى “الإعدامات السريعة وأعمال القتل خارج نطاق القانون للسجناء والمعتقلين” حيث تشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن من بين 2400 شخص قتلوا في يونيو/ حزيران يوجد 1531 مدنيا.
في سباق متصل، حذّرت منظمة العفو الدولية السبت من أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يسيطرون على أنحاء واسعة من شمال العراق وغربه “يريدون على ما يبدو القضاء على الأقليات” في الموصل، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأصدرت المنظمة الحقوقية -التي تتخذ من نيويورك مقرا -بيانا نشر في نفس اليوم الذي تنتهي فيه المهلة التي حددها التنظيم للمسيحيين لمغادرة المدينة أو دفع الجزية أو اعتناق الاسلام أو القتل، وذلك بعد حوالى شهر على سيطرته على هذه المدينة.
وأضافت -على لسان مديرة فرع المنظمة بالشرق الأوسط سارة ليا ويتسون- أنه يجب على “الدولة الإسلامية أن توقف فورا حملتها الشريرة ضد الأقليات في الموصل ومحيطها”. وتابعت أن “قادة ومقاتلي (الدولة الإسلامية) برروا أعمالهم الشنيعة بإخلاصهم الديني، إنه حكم الرعب”.

بيان التنظيم
وكان تنظيم الدولة قد وجّه -في بيان وزع بمدينة الموصل التي يسيطر عليها- إنذارا للمسيحيين في شمال العراق ببيان حالهم في ظل ما سماها دولة الخلافة.
وخيّر البيان المسيحيين بالمدينة بين اعتناق الإسلام ودفع الجزية، والخروج في موعد أقصاه الساعة الـ12 ظهر يوم السبت.

وحذر من تم إبلاغهم وتخلفوا عن الحضور بالموعد المحدد بأنه سيحق عليهم أحد ثلاثة: إما اعتناق الإسلام أو عهد الذمة، بما يعني أخذ الجزية منهم “فإن أبَوْا فليس لهم إلا السيف”.
في هذه الأثناء، قال شهود عيان من الموصل إن من تبقى من المسيحيين بدؤوا بالنزوح عن المدينة بعد إصدار هذا البيان.
وأضاف الشهود أن مقاتلي التنظيم يعترضون النازحين نحو أربيل ويصادرون كل مقتنياتهم، بما فيها سياراتهم وجوازات سفرهم.
من جهته، قال بطريرك الكلدان بالعراق والعالم لويس ساكو لوكالة الصحافة الفرنسية “لأول مرة في تاريخ العراق، تفرغ الموصل (350 كلم شمال بغداد) الآن من المسيحيين”.
وقال ساكو إن مغادرة المسيحيين لثاني أكبر مدن العراق -التي تضم نحو ثلاثين كنيسة يعود تاريخ بعضها إلى نحو 1500 سنة- جاءت بعدما وزع تنظيم “الدولة الإسلامية” بيانا يطالبهم بتركها.

 

المصدر : الجزيرة نت

'