في هذا السياق، اعتبر تقرير نشرته “بيزنس إنسايدر” أن المستويات التي حققتها مؤشرات “وول ستريت” خلال أول شهرين في عام الانتخابات الأميركية مؤشر إيجابي يبشر بفرص إعادة انتخاب الرئيس الأميركي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو ما أكده إد كليسولد، وهو خبير استراتيجي في نيد ديفيس للأبحاث.

ارتفع مؤشر S&P 500 بنحو 8 بالمئة منذ بداية العام، ليواصل بذلك الارتفاع القوي الذي حققه العام الماضي 2023 مدفوعاً بعدد من العوامل:

  • استمرار انخفاض التضخم.
  • توقعات خفض أسعار الفائدة.
  • النمو الاقتصادي القوي.

وتباطأ  مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي السنوي، والذي يستثني مكونات الغذاء والطاقة المتقلبة، إلى 2.8 بالمئة في يناير الماضي، بشكل يتفق مع التوقعات.

وتتوقع الأسواق حاليا بنسبة 20 بالمئة تقريبا أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في مايو، مقارنة بنسبة 90 بالمئة تقريبا قبل شهر، وفقا لأداة فيد ووتش التابعة لسي.إم.إي.

وعادة ما يكون الوضع الاقتصادي محركاً رئيسياً لاختيارات الأميركيين في الانتخابات الرئاسية. وبينما يتفائل مؤيدو الرئيس الحالي بالمؤشرات التاريخية التي تحققها أسواق الأسهم الأميركية في الفترة الأخيرة جنباً إلى جنب والمؤشرات الاقتصادية الأخرى، إلا أن استطلاعات وتقارير حديثة تشير إلى الميزة التنافسية التي يتمتع بها الرئيس السابق دونالد ترامب –المرشح المنتظر في منافسة بايدن- في هذا الملف تحديداً.

ارتفاعات الأسهم قد تدعم إعادة انتخاب بايدن

الباحث في الشؤون الاقتصادية، مازن أرشيد، قال في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إنه:

  • تاريخياً كان لسوق الأسهم قدرة ملحوظة على التنبؤ بنتائج الانتخابات، حيث غالباً ما يفضل أداء السوق القوي في الأشهر الثلاثة التي تسبق الانتخابات الحزب الحاكم.
  • هذا الاتجاه، الملاحظ عبر أكثر من 85 عاماً من البيانات، يشير إلى أن سوقاً مزدهراً يمكن أن يعزز فرص إعادة انتخاب الإدارة الحالية من خلال عكس التفاؤل الاقتصادي والاستقرار.
  • من الضروري التعرف إلى أن حركات سوق الأسهم تُدفع بشكل أساسي بالأسس الاقتصادية الكامنة مثل أرباح الشركات، وأسعار الفائدة، وغيرها من العوامل الاقتصادية الكلية.
  • كما يمكن لأداء السوق القوي أن يخلق بالفعل بيئة مواتية لحملة إعادة انتخاب الرئيس الحالي من خلال الإشارة إلى الصحة الاقتصادية وثقة المستثمرين.. لكنه ليس العامل الوحيد الذي يحدد نتائج الانتخابات.

واستعرض مثال خلال فترة رئاسة ترامب، حيث شهدت الأسواق المالية ارتفاعًا كبيرًا، ممثلًا في ارتفاع مؤشر S&P 500 بأكثر من 50 بالمئة منذ انتخابات نوفمبر 2016.

ومع ذلك، لم يؤدِ هذا الأداء القوي للسوق إلى فوز ترامب بولاية ثانية في انتخابات 2020، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى تأثير جائحة كوفيد-19 والتحديات الاقتصادية المرتبطة بها، والتي لعبت دوراً كبيراً في تشكيل وجهات نظر الناخبين.

وتوقع أرشيد أن تلعب عوامل أخرى، بما في ذلك الوضع الاقتصادي العام، وفعالية السياسات، ومشاعر الجمهور، أدواراً حاسمة في تشكيل آفاق الانتخابات، وبينما قد يكون أداء السوق علامة إيجابية لفرص إعادة انتخاب الرئيس بايدن، يجب النظر إلى ذلك جنبًا إلى جنب مع مجموعة أوسع من المؤشرات الاقتصادية والسياسية.

عوامل أخرى تزيد فرص الرئيس الحالي

بدوره، أفاد المستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية، حازم الغبرا، في تصريحات خاصة لـموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” بأنه:

  • عادة ما ينعكس الوضع الاقتصادي الجيد بشكل عام على أسواق الأسهم، الأمر الذي يمثل بدوره مؤشراً جيداً للرئيس الحالي تجاه فرص إعادة انتخابه لفترة ثانية.
  • الفترة الحالية مختلفة وتتطلب المزيد، لاسيما في ضوء ارتفاع معدلات التضخم، على الرغم من الارتفاعات المسجلة على صعيد مؤشرات الأسهم.
  • المواطن الأميركي لا يزال لا يشعر بالرخاء الاقتصادي والفوائد التي قد يجنيها المستثمر من سوق الأسهم، في ضوء اختلاف الوضع الحالي بعض الشيء عن الأوضاع المعتادة في أسواق الأسهم والتي تعتبر تاريخياً مؤشرات قوية على دعم إعادة انتخاب الرئيس الحالي.

وتوقع أن ينعكس نجاح الإدارة الحالية في مواجهة مستويات التضخم وخفض مستويات الفائدة قبيل الانتخابات الرئاسية بمزيد من الدعم على إعادة ترشح الرئيس الحالي “بايدن”، وبما قد يؤثر على توجهات المواطن الأميركي بصورة مباشرة.

وسجل مؤشر ناسداك، الأسبوع الماضي، أعلى مستوى له متجاوزاً مستوى العام 2021 في ظل الرهانات المتواصلة على أسهم التكنولوجيا بدعم من الذكاء الاصطناعي. كذلك سجل مؤشر S&P 500 مستوى قياسياً نهاية تعاملات الأسبوع. وارتفع الأول بنحو 1.7 بالمئة خلال أسبوع، بينما ارتفع الثاني بنحو 1 بالمئة، ليواصلا أداءهما الإيجابي في سبعة أسابيع من أصل ثمانية أسابيع مرت من العام.

محاور دعم قوية

وأوضح عضو الحزب الديمقراطي الأميركي، المحلل السياسي والاقتصادي مهدي عفيفي، في تصريحات خاصة لـموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أن المستويات القوية لسوق المال خلال عام الانتخابات عادة ما تعكس المؤشرات الاقتصادية القوية وتراجع معدلات البطالة خلال تلك الفترة.

وأضاف أن تلك العوامل بطبيعة الحال تمثل محاور دعم قوية لإعادة انتخاب المرشح الحالي لفترة رئاسية ثانية، موضحاً أنه على الرغم من دعم المؤشرات الاقتصادية للرئيس بايدن إلا أنه هناك مجموعة من التحديات أبرزها استمرار الدعم القوي لإسرائيل مقابل عدم توفير فوائض مالية للمعاشات والصحة ودعم التعليم.

أشار إلى أن التحديات أمام الرئيس الحالي تتمثل أيضًا في انخفاض شعبيته بشكل كبير بين الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلًا عن عامل التقدم في العمر، والذي يرى يعض المحللين أنه عامل سيلعب دوراً كبيراً في التأثير علي نتائج الانتخابات بالنسبة لبايدن.