استهداف المدنيين في تيغراي تهمة تلاحق آبي أحمد – مصدر24

استهداف المدنيين في تيغراي تهمة تلاحق آبي أحمد

 أديس أبابا- اتهم زعيم إقليم تيغراي، دبرصيون جبراميكائيل، الإثنين، القوات الإثيوبية بشن “حملة إبادة جماعية” ضد شعب الإقليم الواقع شمالي إثيوبيا، فيما أعرب المجتمع الدولي مراراً عن قلقه حيال تداعيات العملية العسكرية على المدنيين وتحدثت الأمم المتحدة عن احتمال حصول “جرائم حرب”.

وقال جبراميكائيل “القوات الإثيوبية تشن حملة إبادة جماعية ضد شعب تيغراي، لا نعرف تحديدا عدد القتلى”، مضيفا “الخسائر في صفوف المدنيين مرتفعة للغاية”. ولا توجد حتى الآن حصيلة دقيقة للنزاع لكن مجموعة الأزمات الدولية تحدثت الجمعة عن “الآلاف من القتلى في المعارك”.

ودعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الاثنين رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى “وقف تام للمعارك” والسماح “للطواقم الإنسانية بدخول إقليم تيغراي من دون معوقات”.

وكتب بومبيو على تويتر بعد مشاورات هاتفية مع آبي أحمد الذي أعلن السبت انتصاره العسكري على الإقليم الانفصالي، “من الضروري حل النزاع القائم وإبقاء إثيوبيا على طريق الديمقراطية”.  وفرّ أكثر من 43 ألف إثيوبي من إقليم تيغراي إلى السودان المجاور.

مايك بومبيو: يجب السماح للطواقم الإنسانية بدخول تيغراي دون معوقات

وأكد آبي أحمد الإثنين، أن الجيش لم يوقع أي ضحية في صفوف المدنيين أثناء عملية استعادة السيطرة على ميكيلي ومدن أخرى في تيغراي، فيما أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأحد أن مستشفيات ميكيلي مكتظة بفعل تدفّق الجرحى، بعد 24 ساعة على إعلان استعادة المدينة، من دون تحديد ما إذا كان هؤلاء من العسكريين أو المدنيين.

وأثار شنّ هجوم على ميكيلي التي تعدّ 500 ألف نسمة بالإضافة إلى عدد غير محدّد من النازحين لجأوا إليها منذ اندلاع النزاع، قلق المجتمع الدولي والمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان.

وقال مدير برنامج شرق وجنوب أفريقيا في منظمة العفو الدولية ديبروز موشينا في بيان “تذكّر منظمة العفو الدولية كل الأطراف بأن مهاجمة مدنيين بشكل متعمّد هو أمر محظور بموجب القانون الإنساني الدولي ويشكل جريمة حرب”. وأضاف موشينا أن “اعتداءات غير متناسبة ومن دون تمييز هي أيضا ممنوعة” بموجب القانون الدولي.

وتدعو المنظمة الطرفين المتحاربين إلى عدم استهداف منشآت عامة على غرار المستشفيات والمدارس والأحياء السكنية وإلى “ضمان أنهما لا يستخدمان المدنيين دروعا بشرية”.

وأعلن آبي أحمد في الرابع من نوفمبر قراره إرسال قوات فيدرالية إلى تيغراي ردا على هجمات شّنتها قوات موالية لجبهة تحرير شعب تيغراي على معسكرات للجيش الفيدرالي.

وشكّلت الخطوة تصعيدا كبيرا في التوتر بين آبي أحمد والجبهة، التي هيمنت على الساحة السياسية في إثيوبيا على مدى نحو ثلاثة عقود قبل وصول رئيس الوزراء إلى السلطة في 2018 على خلفية تظاهرات مناهضة للحكومة آنذاك.

وبعد سيطرة قواته على غرب تيغراي وإعطائه قادة الجبهة مهلة 72 ساعة للاستسلام، أعلن آبي أحمد الأحد انتهاء الحملة العسكرية بالسيطرة على ميكيلي عاصمة الإقليم المتمرد، لكن قادة الإقليم أكدوا أنهم لن يستسلموا وسيواصلون القتال حتى طرد “الغزاة”، وسط مخاوف من حرب عصابات طويلة الأمد.

ورغم أن ميكيلي سقطت دون مقاومة تذكر، فقد قالت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في وقت لاحق إنها أسقطت طائرة واستعادت بلدة وتواصل المقاومة. ونفي جبراميكائيل (57 عاما) مزاعم فراره إلى جنوب السودان وقال إن قواته أسرت بعض الجنود من إريتريا المجاورة حول ووكرو على بعد نحو 50 كيلومترا شمالي ميكيلي.

ونفت بيلين سيوم المتحدثة باسم الحكومة الإثيوبية ما جاء في تصريحات جبراميكائيل عن أن قواته تقاتل بالقرب من ميكيلي وقالت “كأولوية، الحكومة الاتحادية مشغولة بحكم دولة وتحقيق الاستقرار للمتضررين. تركيزنا لا ينصب على رصد الكثير من أوهام عصبة إجرامية انتهى أمرها والرد عليها”.

'