الأداء السلبي يصل بمصر إلى نهائي أمم أفريقيا ولا يمكّنها من الفوز بالبطولة – مصدر24

الأداء السلبي يصل بمصر إلى نهائي أمم أفريقيا ولا يمكّنها من الفوز بالبطولة

القاهرة – فاز منتخب السنغال في المباراة النهائية في ياوندي بالكاميرون لأن الفريق المصري أصر على التمسك بالأداء السلبي، والذي يعتمد على إبطال مفعول هجمات الخصم والاعتماد على التكتل الدفاعي والهجمات المرتدة. مكنت هذه الطريقة الفراعنة من التفوق على ثلاثة فرق كبرى، لكنها أخفقت في تحقيق النتيجة نفسها مع الرابع، مع أن المباريات الأربع انتهت بالتعادل وامتدت إلى وقت إضافي ولجأ فيها الحكم ثلاث مرات إلى ركلات الجزاء بعد التعادل السلبي فيها.

يمكن أن يدخل الفراعنة موسوعة غينز للأرقام القياسية، فقد يكون المنتخب المصري الوحيد في العالم الذي لعب أربع مرات متتالية وقتا إضافيا، ما يدل على أن لياقة اللاعبين البدنية جيدة، فلم يكن هناك فاصل زمني كبير بين كل المباريات، ما يدحض واحدا من أسباب اللجوء إلى طريقة اللعب بالأداء السلبي، حيث أثبت اللاعبون جاهزية بدنية عالية مكنتهم من الصمود في الأوقات الإضافية.

الأداء الجميل أوّلا

أداء باهت
أداء باهت

امتاز منتخب الفراعنة لكرة القدم بالأداء الجميل أولا على مدار تاريخه، وهو الذي جعل المشجعين من المصريين يغضبون منه على الرغم من تمكنه من الفوز في خمس مباريات، ثلاث منها كانت في غاية الصعوبة أمام كوت ديفوار والمغرب والكاميرون، لكن في ظل اللجوء إلى الأداء السبي فقدت هذه المتعة جانبا من بريقها، فالفوز بالبطولة في حد ذاته لم يكن هدفا لكثيرين، فمن المهم الثقة في أداء الفريق مهاريا.

لجأ منتخب الفراعنة إلى التكتل الدفاعي ليتمكن من خطف الفوز على المنافسين، ونجحت خطته ثلاث مرات وفشلت في الرابعة، فليس من المعقول أن يفقد فريق متعة الكرة لأجل الفوز، وإذا تحقق هذا الهدف مرة أو أكثر سيأتي الوقت ويخسر، وهو ما حدث أمام منتخب السنغال الذي كان أكثر استحواذا ونشاطا وتهديدا لمرمى مصر. ولم يتمكن فريق الفراعنة من انتزاع بطولة أفريقيا في جميع المرات التي لجأ فيها إلى الدفاع بصورة رئيسية واعتمد فيها على الهجمات المرتدة، ففي بطولة 2017 وصل إلى المباراة النهائية وهزم من الكاميرون بنتيجة 1 – 2، وبلغ هذه المباراة وفي حصالته خمسة أهداف فقط، أي بفارق هدف عن البطولة الأخيرة.

وتشير قلة أهداف الفراعنة إلى مدى الفعالية على مرمى المنافس، وتؤكد عقم الهجوم وعدم اللعب بطريقة تمكن من إحراز الأهداف، حيث يشل الأداء السلبي حركة أي فريق حتى لو كان يلعب في صفوفه ثالث أمهر لاعب على مستوى العالم، مثل محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزي، والذي أدى تضييق مساحة اللعب عليه في جميع المباريات إلى فقدانه لأهم أسلحته الفتاكة في تهديد مرمى الفريق المنافس.

انتهت بطولة أفريقيا في الكاميرون وحصد فيها منتخب مصر الميدالية الفضية، وهي نتيجة جيدة في ظل توقعات سادت قبل انطلاق البطولة وأشارت إلى خروجه من الأدوار الأولى وعدم بلوغه الأدوار الإقصائية. تعبر النتيجة عن تفوق كبير للفراعنة، لكن في فنون الكرة لا تضمن قدرته على المنافسة للحصول على بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم في قطر قبل نهاية العام الجاري، حيث يواجه أيضا فريق السنغال في مباراتين فاصلتين.

اللياقة البدنية ثانيا

Thumbnail

أبطلت نتائج الفراعنة في كأس الأمم الأفريقية تكهنات راجت بشأن ضعف اللياقة البدنية في مواجهة الفرق الأفريقية، وإذا أضيفت هذه الميزة إلى مهارات اللاعبين الفردية التي يتمتع بها عدد كبير منهم، يصبح السؤال لماذا أصر المدير الفني كارلوس كيروش على الأداء السلبي، هل لأنه الوسيلة الوحيدة التي تحقق له النجاح؟

أخطأ كيروش عندما أسرف في اللجوء إلى هذه الطريقة واعتقد أن الوصول إلى ركلات الترجيح هو السبيل الوحيد للفوز، وفهمت الفرق المنافسة هذه الطريقة وحاولت إبطال مفعولها ونجحت الفرق التي واجهت مصر في تهديد مرماها كثيرا، غير أن براعة الدفاع وحارس المرمى محمد الشناوي أو محمد أبوجبل، فوتت الفرصة على مهاجمي الفرق المنافسة لإلحاق الهزيمة بالفريق المصري في الوقت الأصلي.

هزيمة منتخب مصر في مواجهة نظيره السنغالي تمنح مديره الفني البرتغالي كيروش فرصة جيدة لمراجعة خطته

تمكن منتخب الفراعنة من الفوز مرتين بركلات الترجيح لا يعني نجاحه كل مرة، فهي لا تعتمد على مهارات اللاعبين في التسديد فقط، بل تتوقف على مهارة حارسي المرمى، والحالة النفسية التي يكون عليها اللاعب الذي يقوم بالتسديد، فبعد أن سجل قلب الدفاع محمد عبدالمنعم في مرتين أمام كوت ديفوار والكاميرون أخفق أمام السنغال، ما كشف عن واحد من الرهانات الخاسرة على براعة الفراعنة في التسديد.

تمنح هزيمة مصر في مواجهة السنغال مديره الفني البرتغالي فرصة جيدة لمراجعة خطته، فلا يوجد فريق في العالم يستطيع تطبيق الأداء السلبي بنجاح في كل المباريات، وعليه أن يستفيد من مهارات لاعبيه ويمنحهم الثقة في تهديد مرمى الخصوم، لأن الطريقة الدفاعية تفقد فنون الكرة حلاوتها ومتعتها، ولا تضمن فوزا مريحا، وتخضع النتيجة فيها للصدفة، وتوفر للفرق المنافسة الضغط بقوة أمام تراجع الفراعنة.

ويتطلب تطبيق اللعب على الهجمات المرتدة سرعات فائقة وقدرة عالية على التكتيك للنفاذ من الثغرات الضيقة، وهي طريقة عفا عليها الزمن، فكل الفرق تلعب من أجل المتعة أولا، وفقدانها يمثل عبئا على الفريق بقطع النظر عن النتيجة. وحظي الفريق المصري بتقدير الجماهير بسبب الأداء البطولي الذي ظهر في مواجهة فرق كبيرة، وكان ينقصه الحرص على الأداء الجميل الذي يضفي جاذبية على فنون كرة القدم، وهذا هو أهم ما تعلّمه الفراعنة من البطولة، فقوام الفريق يتكون من عناصر يمكنها تحقيق نتائج إيجابية، شريطة التخلي عن الأداء السلبي طوال الوقت.

'