الأندية الإنجليزية تناقش الخطوط العريضة لاستئناف الموسم

لندن – تجتمع الأندية الإنجليزية اليوم الخميس للاتفاق على الخطوط العريضة لبرنامج العودة المنتظرة للنشاط والتباحث في العديد من السيناريوهات الممكنة بينها “وقف الدوري من جديد”، جدول المباريات، الالتزام بتطبيق التبديلات التي أقرها الاتحاد الدولي لكرة القدم وغيرها من المسائل التي ستطرح على طاولة للنقاش.

ويتوقع محللون رياضيون أن تتمخض عن هذا الاجتماع خارطة طريق سوف تكون جميع الأندية ملزمة بتطبيقها وذلك لتجنب أي سيناريو مفاجئ أسوة بتجربة الدوري الألماني.

وبات الدوري الإنجليزي على بعد أسبوعين فقط من الموعد المبدئي لاستئناف مبارياته بعد تعليقها منذ مارس الماضي بسبب تفشي فايروس كورونا المستجد، لكن العديد من التفاصيل لا تزال تحتاج إلى اتفاق قبل المباراة الأولى في 17 يونيو.

وسيكون اجتماع الخميس الأحدث ضمن سلسلة من اللقاءات التي عقدتها الأندية في الفترة الماضية وعملت خلالها على رسم الخطوط العريضة لـ”خطة الاستئناف” خلف أبواب موصدة.

وتبرز العديد من المحاور التي سيتم التطرق إليها خلال هذا الاجتماع الدوري بينها أي مصير في حال توقف جديد، الجدول الزمني، تشكيلات الأندية والتبديلات، الملاعب المحايدة، تقنية الفيديو وغيرها من المسائل المهمة التي سيتناولها مسؤولو الأندية بالدرس.

حتى في حال مضي العودة كما هو مخطط لها، تجد الأندية الإنجليزية نفسها أمام ضرورة تحضير سيناريو بديل

وربطت رابطة الدوري لدى إعلان موعد الاستئناف تحقيق ذلك بتوافر الشروط الصحية الكاملة.

وحتى في حال مضي العودة كما هو مخطط لها، تجد الأندية نفسها أمام ضرورة تحضير سيناريو بديل في حال فرض كورونا وقف المنافسات من جديد.

وفي حين يبدو تتويج ليفربول باللقب شبه محسوم في أي حال من الأحوال، نظرا للفارق الكبير بينه وبين صاحب المركز الثاني مانشستر سيتي، تدفع الأندية التي تحتل المراكز المتأخرة في الترتيب، من أجل إلغاء نظام الهبوط إلى الدرجة الأولى في حال توقف الموسم.

لكن المضي في إجراء من هذا النوع قد يكون مستبعدا، لاسيما في ظل إصرار الاتحاد الإنجليزي ورابطة الدوري الإنجليزي على إبقاء نظام الترفيع والهبوط معمولا به كالمعتاد.

ومن المرجح أن يكون احتساب النقاط بحسب المباريات، النظام المعمول به لحسم الترتيب النهائي في حال الاضطرار إلى التوقف الكامل، وهو من الأسباب التي دفعت رابطة الدوري إلى إطلاق العودة بمباراتين مؤجلتين الأربعاء 17 يونيو، على أن تنطلق أول مرحلة كاملة في نهاية الأسبوع نفسه، وتبدأها الفرق من موقع متساو على صعيد عدد المباريات.

وبعد إقامة المباراتين المؤجلتين (مانشستر سيتي – أرسنال، وأستون فيلا – شيفيلد يونايتد)، ستتبقى لكل الفرق العشرين في الدوري الممتاز، تسع مباريات لخوضها حتى نهاية الموسم.

ولم تحدد الرابطة بعد الجدول المفصّل للمباريات الأخرى، لكن يتوقع أن يبقى مساره قائما وفق البرنامج الذي كان موضوعا قبل توقف المنافسات، والسعي إلى إنهاء المباريات الـ92 المتبقية قبل الأول من أغسطس، موعد نهائي مسابقة الكأس.

ويساور العديد من المدربين القلق بشأن الوضع البدني للاعبيهم، لاسيما بعد التوقف الطويل للمباريات التنافسية، والكثافة المتوقعة على صعيد اللقاءات بعد العودة، حيث أشارت صحيفة “ذا غارديان” إلى أن بعض الفرق قد تخوض ثلاث مباريات في فترة سبعة أيام فقط، وتوفر فترة زمنية محدودة للفرق لخوض التمارين الجماعية بشكل كامل. وستبحث سلطات الدوري الإنجليزي في قرار الاتحاد الدولي للعبة “فيفا” ومجلس الاتحاد الدولي “إيفاب”، السماح للبطولات والمسابقات بزيادة عدد التبديلات المسموح بإجرائها خلال المباراة من ثلاثة إلى خمسة، وهو ما بدأ تطبيقه في ألمانيا التي كانت أول بطولة كبرى في أوروبا تستأنف منافستها، وذلك في 16 مايو.

وترك فيفا لمنظمي البطولات حرية اعتماد هذا التعديل من عدمه، علما وأن هدفه كان السعي لتفادي تعرض اللاعبين للإصابة وحمايتهم بدنيا.

وأشارت تقارير إلى أن تشيلسي طلب زيادة عدد الاحتياطيين الذين يسمح بتواجدهم على مقاعد البدلاء خلال المباراة، من سبعة إلى تسعة.

لكن بعض النقاد رأوا أن زيادة عدد التبديلات أو اللاعبين الاحتياطيين، ستصب في صالح الأندية الكبيرة التي تتمتع برصيد هام في تشكيلتها.

وعلى جانب آخر تخوض الأندية صراعا من أجل تفادي الاضطرار إلى خوض مباريات على ملاعب محايدة، ويبدو أنها ستنال ما تريده.

وتقف دوائر شرطة خلف طلب اعتماد الملاعب المحايدة، لاسيما لأسباب تنظيمية خشية تجمع المشجعين خارج ملاعب فرقها على هامش المباريات.

وفي حين لم تحسم هذه المسألة رسميا، يتوقع أن يقام “عدد قليل” من المباريات على ملاعب محايدة، يحتمل أن يشمل مباريات لليفربول قد يحسم خلالها الفريق الأحمر لقب بطولة إنكلترا الذي ينتظره منذ 30 عاما.

واعتبر الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول أن تتويج فريقه بلقب الدوري سيكون استثنائيا، وإن كان غير مثالي في حال غاب عنه المشجعون.

ومثلما سمح فيفا بزيادة عدد التبديلات، أجاز للبطولات التخلي بعد العودة عن استخدام تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم “في.أي.آر”.

ولا تزال هذه التقنية، بعد نحو عامين على بدء تطبيقها على نطاق عالمي (اعتبارا من نهائيات كأس العالم روسيا 2018)، تثير الجدل أينما حلت.

لكن الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري ريتشارد ماسترز أبدى رغبته في الإبقاء عليها في المباريات المقبلة، على الرغم من أنها تفرض تحديات إضافية على صعيد قواعد التباعد الاجتماعي.