الأهلي المصري يستعيد لقب الأبطال بعد 7 سنوات

القاهرة – اعتبر المدرب الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني مدرب النادي الأهلي بعد قيادته بطل مصر إلى إحراز لقب دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم على حساب مواطنه وغريمه الزمالك 2-1، أنه جاء إلى النادي القاهري بهدف منحه اللقب القاري. وقال موسيماني عقب نهائي ملعب القاهرة الذي أقيم دون جماهير بسبب تداعيات فايروس كورونا “حضرت لتدريب الأهلي من أجل دوري أبطال أفريقيا، وكان لا بد أن نحترم الزمالك وديربي القاهرة الأهم فيه من يفوز”. وتقدم الأهلي باكرا عبر عمرو السولية، قبل أن يرد محمود عبدالرازق شيكابالا بهدف مميز. وقبل أربع دقائق على نهاية الوقت، منح محمد مجدي “أفشة” الأهلي هدف الفوز من تسديدة رائعة. وأضاف موسيماني “كل الاحترام لشيكابالا الذي سجل هدفا رائعا، وكذلك لباتشيكو (مدرب الزمالك البرتغالي جايمي) الذي لعب مباراة جيدة. كنا نلعب بروح كبيرة وفي كرة (حسين) الشحات التي اصطدمت في القائم توقف قلبي”.

وهذا اللقب التاسع للأهلي ليعزز رقمه القياسي، فيما تجمد رصيد الزمالك عند خمسة ألقاب. وأكمل المدرب الذي نال لقبه الثاني بعد قيادة مياميلودي صنداونز على حساب الزمالك أيضا في 2016 “هدف أفشة رائع، وقلت للاعبي الأهلي بين الشوطين إننا لسنا على ما يرام اليوم وعلينا الفوز بالمباراة، لأن هذا ديربي وهذه المواجهة النهائية لدوري أبطال أفريقيا”.

واصل موسيماني (56 عاما) الذي حل بدلا من السويسري رينيه فايلر مطلع الشهر الماضي “أشكر (رئيس النادي محمود) الخطيب على ثقته بي، وأنه سمح بوجود مدرب أفريقي للأهلي. أشكر اللاعبين وكل من كان حولي وساعدني لأفهم الفريق والفريق يفهمني، أشكر جماهير الأهلي الذين عاملوني بطريقة جيدة وأشكر زوجتي على دعمها لي”. وأردف “أهدي هذه البطولة للخطيب الذي كنت أود منحه هدية عيد ميلاده وأشكر رئيس صن داونز لسماحه لي بأن أدرب الأهلي”. وختم موسيماني “يبدأ الموسم الجديد في نهاية هذا الأسبوع، ليس لدينا حتى وقت للاستراحة. بالطبع نستمتع باللحظة، لكن علينا البدء في التحضير للكأس السوبر الأفريقي وكأس مصر”.

وفي سياق متصل هنأ الاتحاد الجزائري لكرة القدم حكام المباراة النهائية لدوري أبطال أفريقيا. وأدار الجزائري مصطفى غربال، بمساعدة مواطنيه عبدالحق أتشعلي ومقران قوراري، المواجهة التي جمعت قطبي الكرة المصرية. وذكر الاتحاد الجزائري في بيان نشره بموقعه الرسمي أن الحكام الجزائريين أداروا النهائي الأفريقي بين الأهلي والزمالك بشكل مثير للإعجاب، وأنهم شرفوا سمعتهم، ومثلوا التحكيم الجزائري باقتدار في أرقى مسابقات الأندية القارية.

دراية بالقارة

لم يكن التعاقد مع موسيماني غريبا لجماهير الأهلي، فالإدارة كانت تريد مدربا على دراية بالقارة في هذا الوقت الصعب، عقب رحيل فايلر وليس هناك أفضل من المدرب الجنوب أفريقي حاليا. وأضاف موسيماني “أشكر محمود الخطيب رئيس الأهلي، على ثقته بمنح الفرصة لأول مدرب أفريقي من غير المصريين لقيادة الأهلي، وأهديه اللقب”. وربما كان موسيماني محظوظا بما حدث بين الأهلي وفايلر، ليتولى تدريبه، لكن في النهاية لا يأتي الحظ سوى للمجتهد. وهذا هو اللقب الثاني للمدرب الجنوب أفريقي في دوري الأبطال، وكان الأول مع صن داونز في ظروف غريبة تشبه فوز الدنمارك ببطولة أوروبا 1992.

فريق الأهلي المصري يظفر باللقب القاري التاسع ليعزز رقمه القياسي، فيما تجمد رصيد الزمالك عند خمسة ألقاب

ففي دور الستة عشر في 2016، ودع صن داونز المسابقة أمام فيتا كلوب بعد فوز الفريق الكونغولي 1-0 على أرضه والخسارة 1-2 في جنوب أفريقيا. لكن فيتا كلوب أشرك لاعبا بشكل غير قانوني، ليستبعده الاتحاد الأفريقي ويعيد صن داونز إلى دور المجموعات. وتصدر صن داونز مجموعته التي ضمت الزمالك حيث تفوق عليه ذهابا وإيابا، وفي الدور قبل النهائي حسم الفريق الجنوب أفريقي مواجهته ضد زيسكو يونايتد الزامبي. وللمرة الثانية وجد موسيماني الزمالك في طريقه وتغلب عليه 3-0 في جنوب أفريقيا ولم تكن الهزيمة 0-1 في مصر كافية لحرمان صن داونز من لقبه الأول في دوري الأبطال. وتذكر موسيماني فريقه السابق بعد التتويج مع الأهلي. وقال موسيماني “يجب علي توجيه الشكر لرئيس صن داونز، لأنه أتاح لي فرصة تدريب الأهلي”.

تميمة حظ

منذ بداية القرن الـ21، بات الفريق البافاري بمثابة تميمة حظ الأهلي في دوري الأبطال، وهو ما جعل معظم جماهير المارد الأحمر تثق في قدرة فريقها على قنص اللقب هذا العام. الفريق الألماني تُوج بـ6 ألقاب على مدار تاريخه في البطولة الأوروبية، 3 منها جاءت في القرن الـ21 بداية من عام 2001.

وكلما حاز بايرن ميونخ على اللقب الأوروبي في القرن الحالي، تمكن الأهلي في الموسم ذاته من اعتلاء عرش القارة السمراء. واستطاع الأهلي أن يتوج بطلا لأفريقيا في آخر 3 تتويجات للبايرن باللقب الأوروبي أعوام 2001، 2013 و2020. وبهذه التميمة، لم يفشل الأهلي مطلقا في نيل اللقب كلما تُوج بايرن بطلا لأوروبا في آخر 20 عاما على الأقل، ليصبح البافاري بمثابة التميمة المضمونة للعملاق المصري. ورغم ذلك، لم يتوقف الأهلي عن رفع الأميرة الأفريقية عاليا حال فشل بايرن في صيد اللقب الأوروبي، بل استطاع بطل القارة السمراء التتويج 7 مرات منذ بداية القرن الحالي.