الأوروبيون يراجعون شراكاتهم مع واشنطن – مصدر24

الأوروبيون يراجعون شراكاتهم مع واشنطن

الأوروبيون يراجعون شراكاتهم مع واشنطن

بروكسل- يطلق الاثنين الاتحاد الأوروبي نقاشا مع الولايات المتحدة بشأن العديد من القضايا الخلافية التي زادت تعقيدا منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى الحكم وتبنيه سياسة إعادة تموضع بلاده في العالم.

ويرى دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى أن المحادثات مع وزيري الخارجية الأميركي مايك بومبيو الاثنين والدفاع مارك إسبر الخميس في حلف شمال الأطلسي ستشكل “لحظة مهمّة للعلاقة بين جانبي الأطلسي”.

وأشار الدبلوماسي الذي اختار عدم ذكر اسمه إلى أن اتصالا بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وبومبيو الاثنين سيتيح “مراجعة كل التحديات التي لدى الأوروبيين والأميركيين وجهات نظر متقاطعة ومواقف مختلفة حولها”.

ومن بين المسائل الخلافية التي تتطلب تفسيرا أميركيا السلوك العدائي مع الصين والتوتر في الشرق الأوسط نتيجة الدعم الأميركي لسياسة الضمّ التي تنتهجها إسرائيل وانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية في أوج معركتها مع وباء كورونا والعقوبات ضد المحكمة الجنائية الدولية.

كما أن الضوء الأخضر الذي أعطته الولايات المتحدة لتركيا للتوغل في سوريا وليبيا يثير انقساما أوروبيا حول تداعيات ذلك.

لا تزال أوروبا بحاجة ماسة إلى الولايات المتحدة حيث تساعد واشنطن عسكريا القوات الفرنسية في الساحل ولديها تأثير على تركيا، التي تتدخل في ليبيا لدعم ميليشيات حكومة الوفاق

واتخذ الاتحاد الأوروبي موقفا من هذه القضايا، وضاعف وزير خارجيته جوزيب بوريل التنديدات والتحذيرات. ولكن ليس بإمكانه إخفاء الانقسامات بين الدول الأعضاء، وبعض تصريحاته ليست باسم الاتحاد لأن ليس كل الدول الأعضاء تؤيدها.

ويقرّ دبلوماسي بأن الولايات المتحدة وكذلك الصين تلعبان على هذه الانقسامات لتعميقها. ويقول بوريل في هذا الصدد إن “الاتحاد الأوروبي لا يزال طرفا يبحث عن هوية. لا يعرف أي دور يريد أن يلعب”.

من جانبه، يرى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أنه “ينبغي على أوروبا اختراع مسار ثالث، مصنوع من صرامة في الدفاع عن مصالحه ومبادئه الأساسية وانفتاح على حوار حقيقي متعدد الأطراف. مسار ثالث يكون لا حربا باردة ولا مرونة ساذجة”.

وهذه الاستراتيجية لا تزال قيد النقاش، لكن المواقف الأخيرة التي اتخذها ترامب هزّت اليقين لدى دول أوروبية عدة تجاه الصديق الأميركي. وبدأت خصوصا تُطرح أسئلة في مدريد وبرلين حول حقيقة هذه المظلة الأميركية التي لا تزال دول شرق أوروبا تؤمن بها بشدة.

وكان لقرار سحب جزء من القوات العسكرية الأميركية في ألمانيا وقع الصدمة في برلين. وتحدث وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن ضربة قاسية للعلاقات الألمانية الأميركية وخطر محتمل على الأمن.

وستترتب على وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر تهدئة النفوس الخميس أثناء اتصال فيديو بين وزراء دفاع دول حلف الأطلسي الذي يعيش بدوره انقسامات عميقة جراء سلوك تركيا العدواني وغيره.

من بين المسائل الخلافية التي تتطلب تفسيرا أميركيا السلوك العدائي مع الصين والتوتر في الشرق الأوسط نتيجة الدعم الأميركي لسياسة الضمّ التي تنتهجها إسرائيل

وبالنسبة إلى بعض الحلفاء داخل الناتو، فإن فك الارتباط العسكري الأميركي ليس مفاجئا. ويشرح دبلوماسي غربي من دون الكشف عن هويته أن “دونالد ترامب يراجع كل الالتزامات العسكرية الأميركية في العالم، لأنه يبحث عن الأماكن التي بإمكانه الانسحاب منها”.

وقد شرع في سحب القوات الأميركية من أفغانستان والعراق وألمانيا. وفي كل مرة كان حلف الأطلسي يتولى الأمر عبر نشر قواته ووسائل أميركية. كما يُطلب من الدول الحليفة الأخرى زيادة قدرتها. ولكن  الفرنسيين والألمان لا يوافقون على ذلك.

ويقرّ دبلوماسي أوروبي في الحلف بأن “ليس هناك حاليا بديل موثوق للحلف الأطلسي، إلا إذا كان الأوروبيون مستعدين لدفع (أموال) أكثر في مجال الأمن”.

وفي الواقع لا تزال أوروبا بحاجة ماسة إلى الولايات المتحدة حيث تساعد واشنطن عسكريا القوات الفرنسية في الساحل ولديها تأثير على تركيا، التي تتدخل في ليبيا لدعم ميليشيات حكومة الوفاق الإسلامية في معركتها ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

'