الإحباط يعمق الفجوة بين المصريين وحكومتهم – مصدر24

الإحباط يعمق الفجوة بين المصريين وحكومتهم

ويشير الوضع الراهن في مصر إلى أن شريحة من الناس تتعامل مع الفعاليات التي تنظمها الحكومة، الاقتصادية والسياسية والمجتمعية، كوسيلة لتهدئة غضب الشارع ليس أكثر، على غرار اللقاءات الشبابية السابقة التي لم ينبثق عنها تحسن ملموس في أوضاع الشباب بشكل يرضي طموحات من اهتموا بها.

ويعكس عدم مبالاة الشارع كثيرا بما يجري من مؤتمرات حالة إحباط يعيشها الناس بسبب إصرار الحكومة على إقناعهم بواقع خيالي، فهي لا تتوقف عن الحديث حول ارتفاع معدلات التنمية وانخفاض البطالة وتحسن المستوى المعيشي وزيادة أعداد المستفيدين من مظلات الحماية الاجتماعية المتعددة، بينما منسوب الفقر يتصاعد والظروف المعيشية أكثر قسوة، والانسداد السياسي لم يشهد انفراجة حقيقية حتى الآن.

ولدى شريحة من المواطنين شعور بأن المؤتمر الاقتصادي مثلا كان أشبه بفعالية بحثت خلفها الحكومة عن انتصار سياسي يدعم إنجازاتها ويسوق لقراراتها، مستفيدة من الزخم الإعلامي المحلي، على أمل أن تتمكن من تغيير النظرة السلبية لها.

الحكومة تراهن على الصفوة لتحريك الرأي العام لدعم التوجهات الاقتصادية، لكن ما يهم المواطن هو الحصول على سعر أقل للسلع، وراتب معقول

ولا يستهوي البسطاء في مصر أن تخاطبهم الحكومة بطريقة تعتمد على تجميل الصورة ونقل شعور للناس بأنهم يعيشون في واقع جيد، ولا تصل معاناتهم إلى صانع القرار، في حين يبحث هؤلاء عن أنفسهم ضمن قائمة أولويات المؤسسات الرسمية.

كما لا يستهوي هؤلاء الحديث عن معاناة شعوب أخرى وأهمية الصبر وزيادة فائض القدرة على التحمل دون رؤية تؤكد أن المستقبل سوف يشهد تحسنا ملموسا.

ولذلك كانت النتيجة أنهم يديرون ظهورهم لكثير من الفعاليات الرسمية التي تبدو موجهة إلى النخبة المجتمعية والاقتصادية والسياسية أكثر من غيرهم.

وتستهدف الحكومة إعادة صناعة الأمل لدى المواطنين وإقناعهم أن الأوضاع ليست سيئة للغاية، ما يخلق حالة من التفاؤل عند المصريين ويغلق الباب أمام دعوات التحريض ضد النظام الحاكم من خلال التركيز على تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع منسوب الفقر بذريعة السياسات الاقتصادية الخاطئة التي تتمسك الحكومة بتطبيقها.

وأوضح زيد أن الحكومة تراهن على الصفوة لتحريك الرأي العام لدعم التوجهات الاقتصادية، لكن ما يهم المواطن هو الحصول على سعر أقل للسلع، وراتب معقول، ولذلك تظهر المتابعة الجماهيرية ضعيفة.

وسواء فهمت الحكومة رسائل الشارع بشأن الفعاليات الرسمية أم لا أصبحت مطالبة بتسريع خطواتها لتقريب المسافات مع الناس، وعدم مخاطبتهم عبر جلسات لا يتابعها الجمهور المستهدف، مع إجراء تعديلات جذرية في خارطة الأولويات، لأن الغالبية لا تعنيها التنمية والاستثمار والمشروعات الكبرى إلا إذا اصطحبت معها مردودات فورية تغير حياتهم للأفضل.

'