وتنص المبادئ الأولية للإطار الدستوري المقترح، إقامة دولة مدنية بنظام فيدرالي، ودمج القوات العسكرية في جيش نظامي واحد، وتفكيك نظام الإخوان واسترداد الأموال العامة المنهوبة خلال فترة حكمهم الذي سقط في احتجاجات 2019.

ويأتي هذا في إطار حوار وطني بين القوى السياسية في البلاد، ويسعى تنظيم الإخوان لاختراقه، وتقديم نفسه كأحد مكونات المجتمع الشرعية في الحوار، فيما يصف محللون سودانيون تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية” هذا الأمر بأنه “مناورة مكشوفة ومكررة”.

ومرر التنظيم، الأسبوع المنصرم، رسائل على لسان علي كرتي، القيادي الإخواني ووزير الخارجية الأسبق، خلال لقاء تلفزيوني، توحي بموقف إيجابي ناحية المكون العسكري وإجراءاته الإصلاحية، فيما هاجم بحدة حكومة عبد الله حمدوك المدنية.

وبالتزامن، تجددت المطالب بإدراج تنظيم الإخوان على قائمة الإرهاب بعد أن هاجم منتمون له مقر نقابة المحاميين بالخرطوم، الأربعاء، خلال ورشة تناقش الإطار الدستوري المقترح.

القوة والتسلل

وبتعبير المحلل السوداني عبد الواحد إبراهيم، فإن محاولات الإخوان للنفاد للمشهد السياسي قديمة ومستمرة، أحيانا يفعلون ذلك بالقوة كما فعلوا بانقلاب عمر البشير عام 1989، وبقوا في الحكم حتى 2019، وإن لم يفلحوا بالقوة يلجؤون للتسلل بالشعارات وتوظيف الدين لتحشيد الأنصار.

غير أن الكاتب السوداني لا يقيم وزنا لتحركات الإخوان حاليا، واصفا التنظيم بأنه “ضعيف، ويمر بمرحلة تشظي وتقهقر”، مرجعا ذلك لحالة الرفض الشعبي اليوم له بعد أن تكشفت حقيقته، غير أنه يحذر من تأثير دعم بعض الدول لفرضه على المشهد.

 المائدة المستديرة

وبحسب الباحث السوداني المختص بالشؤون الدولية، أبو بكر عبد الرحمن، فإن الساحة تشهد نزالا مكثفا لاستعادة المسار الديمقراطي الذي بدأ بإسقاط حكم الإخوان 2019، وتنظيم الإخوان يسعى للعودة بمبادرة تحمل اسم “المائدة المستديرة” التي تثير جدلا في الشارع السياسي.

ويشير إلى أن الجنرال محمد حمدان دقلو “حميدتي”، نائب رئيس مجلس السيادة، علَّق على مبادرة “المائدة المستديرة” بقوله “يجب معرفة من يقفون خلفها” في إشارة لتنظيم الإخوان.

ويضيف: “معروف في السودانأن المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم في عهد حكم الإخوان) خلال الثلاثين عاما الماضية تعمَّق في بنية الدولة؛ فبخلاف الجيش والمخابرات، ركّز على 3 بوابات تمثل له خط رجعة، وهي الجماعات الدينية، والإدارة الأهلية، والأحزاب التي أنتجتها التسويات السابقة، سواء كانت اتفاقات أبوجا أو نيفاشا أو الدوحة”.

وهذه القوى الدينية والحزبية والأهلية، يتابع عبد الرحمن، هي نفسها التي تجتمع الآن تحت عنوان “المائدة المستديرة” في قاعة الصداقة، وبالتالي محكومة بالفشل لا محالة؛ لأنها لم تصطحب أصحاب المصلحة الحقيقيين من المجتمع المدني والقوى السياسية الفاعلة والحركات المسلحة التي تملك ثقلا عسكريا وجغرافيا في بعض المناطق.

السودان.. إعفاء الأعضاء المدنيين في مجلس السيادة

السودان.. تعليق الحوار بعد انسحاب المكون العسكري

 وبحسب عبد الرحمن، لا تمتلك هذه المبادرة، التي يحاول الإخوان فرض أنفسهم من خلالها بتصدير الجيل الثاني من قياداتهم، إلا هدف أساسي واحد وهو إعادة إنتاج النظام القديم، ولن تنتج إلا مزيدا من الانقسام، بل وهي مغامرة ستصدع الشارع أكثر، ومخرجاتها لن تزيد الوضع إلا تعقيدا”.

ويوليو الماضي، اتهمت قوى “الحرية والتغيير” تنظيم الإخوان بمحاولة العودة إلى الحكم عبر “تأجيج النزعات العنصرية واللعب بورقة القبلية ودعم السلطة الحالية”، على خلفية الاشتباكات القبلية الدموية في منطقتي النيل الأزرق ومدينة كسلا شرق البلاد.