الإمارات تستعد لما بعد كورونا بهيكل حكومي جديد – مصدر24

الإمارات تستعد لما بعد كورونا بهيكل حكومي جديد

الإمارات تستعد لما بعد كورونا بهيكل حكومي جديد

أبوظبي – اعتمد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتّحدة هيكلا جديدا للحكومة الاتحادية، كان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قد أعلن عن إجرائه بالتشاور مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، وذلك بهدف إضفاء المزيد من المرونة والكفاءة على العمل الحكومي “وصولا لأفضل نموذج حكومي يواكب العصر الجديد ويحقق تطلعات شعب الإمارات خلال المرحلة القادمة”، وفق ما جاء في تغريدة للشيخ محمّد بن راشد عبر حسابه في تويتر.

وحمل الهيكل الحكومي الجديد جملة من السمات الرئيسية المستجيبة للمستجدّات التي طرأت مع انتشار جائحة كورونا وما فرضته من متغيّرات ذات صبغة عالمية، من ضمنها التركيز على الاقتصاد “كأولوية وطنية استراتيجية مطلقة” وإيلاء المزيد من الأهمية للقطاع الصناعي وتسريع الرقمنة والاعتماد على الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى مضاعفة الاهتمام بضمان الأمن الغذائي والمائي وتعظيم مساهمة الإنتاج المحلّي في تحقيقه.

وشمل التشكيل الوزاري الجديد إلغاء خمسين في المئة من مراكز الخدمة الحكومية وتحويلها لمنصات رقمية خلال عامين، ودمج نحو خمسين في المئة من الهيئات الاتحادية مع بعضها البعض أو ضمن وزارات، بالإضافة إلى استحداث مناصب وزراء دولة جدد، وخلق مناصب رؤساء تنفيذيين في قطاعات تخصصية.

أنور قرقاش: هيكلة الحكومة الاتحادية استجابة لأولويات المرحلة

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” إن الإعلان، الأحد، عن التشكيل الوزاري الجديد للحكومة جاء متوافقا مع ما كان أعلنه الشيخ محمد بن راشد في ختام فعاليات اجتماع حكومة الإمارات الذي عقد عن بعد بعنوان “الاستعداد لمرحلة ما بعد كوفيد – 19”، في مايو الماضي بمشاركة مسؤولي أكثر من مئة جهة حكومية اتحادية ومحلية، وخبراء عالميين وباحثين ومخططين استراتيجيين في مختلف مجالات العمل الحكومي، حيث أكد آنذاك أنه ستتم مراجعة هيكل الحكومة وحجمها، كما سيتم دمج وزارات واستحداث تغييرات، لافتا إلى أن العالم بعد وباء كورونا ليس كما قبله، ومؤكّدا الحاجة “إلى حكومة أكثر رشاقة ومرونة وسرعة وقدرة على التأقلم، إلى جانب تعزيز الجاهزية وإعادة ترتيب الأولويات الوطنية وتطوير الخطط والاستراتيجيات للتكيف مع المتغيرات بسرعة أكبر، وتطوير منهجية استباقية شاملة تستشرف معالم هذه المرحلة وتبتكر الحلول لمواجهة التحديات المستقبلية”.

ومن بين الوزارات الجديدة المستحدثة إنشاء وزارة للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة تعمل على تطوير القطاع الصناعي بالدولة، وتعيين ثلاثة وزراء ضمن وزارة الاقتصاد، واستحداث منصب وزير دولة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وتطبيقات العمل عن بعد، إلى جانب إنشاء المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات.

وشملت الهيكلية الجديدة دمج وزارة الطاقة مع وزارة البنية التحتية لتصبح وزارة الطاقة والبنية التحتية، ودمج المجلس الوطني للإعلام والمؤسسة الاتحادية للشباب مع وزارة الثقافة، بالإضافة إلى دمج الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية ضمن وزارة تنمية المجتمع، ودمج الهيئة الوطنية للمؤهلات مع وزارة التربية ودمج هيئة التأمين مع هيئة الأوراق المالية والسلع وغيرها.

وقال الشيخ محمّد بن راشد في سلسلة تغريداته عبر تويتر “هدفنا من التغييرات الهيكلية اليوم هو حكومة أسرع في اتخاذ القرار وأكثر مواكبة للمتغيرات وأفضل في اقتناص الفرص وفي التعامل مع المرحلة الجديدة في تاريخنا.. حكومة مرنة وسريعة هدفها تعزيز منجزات ومكتسبات الوطن”.

كما أعلن في تغريداته “دمج وزارات وهيئات وتغيير صلاحيات ومسؤوليات وإعادة تشكيل حكومة الإمارات”، مشيرا إلى إنشاء وزارة للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة تعمل على تطوير القطاع الصناعي بالدولة ودمج هيئة المواصفات والمقاييس معها ونقل وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة لتكون تحت مظلتها، وتعيين سلطان الجابر وزيرا للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة. بالإضافة إلى إنشاء مركز للمحتوى المحلي لدعم الصناعات المحلية، تابع لوزارة الصناعة والتكنولوجيا.

وتم وفقا للهيكل الجديد نقل ملف جودة الحياة والسعادة لوزارة تنمية المجتمع، وإلحاق الهيئة الاتحادية للموارد البشرية، بمكتب رئاسة الوزراء.

وبيّن الشيخ محمّد بن راشد أن عمليات الدمج المؤسسي في الهيكل الحكومي الجديد شملت دمج وزارة الطاقة مع وزارة البنية التحتية، لتصبح وزارة الطاقة والبنية التحتية، وإلحاق برنامج زايد للإسكان والهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية بالوزارة الجديدة، وتعيين سهيل المزروعي وزيرا لها. كما أعلن أيضا دمج المجلس الوطني للإعلام والمؤسسة الاتحادية للشباب مع وزارة الثقافة لتكون وزارة الثقافة والشباب، وتضم وزيرين هما شما المزروعي وزيرة دولة للشباب ونورة الكعبي وزيرة للثقافة والشباب، ونقل وكالة أنباء الإمارات لشؤون الرئاسة، ولفت إلى إلحاق الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء ومجموعة بريد الإمارات ومؤسسة الإمارات العامة للنقل ومؤسسة الإمارات العقارية بجهاز الإمارات للاستثمار وإعداد استراتيجية استثمارية حكومية جديدة للمرحلة القادمة.

وشدّد الشيخ محمّد بن راشد على أنّ ملف الأمن الغذائي سيبقى أولوية عبر وزيرين، وزيرة الدولة للأمن الغذائي والمائي لمتابعة المخزون الغذائي الوطني والاستثمار في تكنولوجيا الغذاء والعلاقات الدولية في هذا المجال، ووزير البيئة في دعم المزارعين ورعاية وتطوير الثروة السمكية والحيوانية.

ولدى الإعلان عن تعيين محمد حمد الكويتي رئيسا للأمن السيبراني في حكومة الإمارات، قال الشيخ محمّد بن راشد إنّ “أمن حكومتنا الرقمية هو جزء أساسي من أمننا الوطني الشامل، وحماية حدودنا الوطنية الرقمية جزء لا يتجزأ من حماية كامل ترابنا الوطني”.

وتعليقا على الهيكلة الحكومية الجديدة قال وزيرالشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش في تغريدة على تويتر “تبقى ديناميكية وحيوية دولة الإمارات عنوانا عربيا مضيئا”، مضيفا “إعادة الهيكلة للوزارة الاتحادية مقصدها التجديد والاستجابة لأولويات المرحلة”.

'