الإمارات تستكمل مسح بصمتها الكربونية بأول منشأة لإنتاج الميثانول – مصدر24

الإمارات تستكمل مسح بصمتها الكربونية بأول منشأة لإنتاج الميثانول

أبوظبي – وضعت الإمارات قدما أخرى في اتجاه بلورة استراتيجيتها المتعلقة بالتحول إلى الطاقة المستدامة وتوفير وقود صديق للبيئة مع الإعلان الخميس عن شراكة جديدة لتشييد أول منشأة عالمية لإنتاج الميثانول في البلاد.

وأبرمت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) اتفاقية مع شركة برومان، إحدى الشركات الرائدة في مجال إنتاج الميثانول في العالم، لتطوير المشروع وذلك ضمن منطقة تعزيز للكيماويات الصناعية في الرويس.

ووفقا للاتفاقية ستقوم شركة أبوظبي للمشتقات الكيماوية المحدودة (تعزيز) وبرومان ببناء منشأة لتحويل الغاز الطبيعي إلى ميثانول بسعة إنتاجية تبلغ 1.8 مليون طن سنويا، لكن أدنوك لم تكشف عن قيمة الاستثمار.

وتعد تعزيز مشروعا مشتركا بين أدنوك وأي.دي.كيو يهدف إلى دعم نمو مجمع الرويس الصناعي وقطاعات الكيماويات والصناعات المتقدمة في إمارة أبوظبي والمساهمة في جهود التنويع الاقتصادي في البلد الخليجي الثري.

سلطان الجابر: المنشأة تجسد خططنا الاستراتيجية لتنويع مزيج الطاقة

ومن المرجح أن يدعم إنتاج هذه المادة الكيميائية متعددة الاستخدامات محليا أهداف وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة لتنويع الاقتصاد المحلي وتسريع التنمية الصناعية.

وقال سلطان الجابر وزير الصناعة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك إن “المشروع يأتي كخطوة في استراتيجية المجموعة للمساهمة في تنويع الاقتصاد المحلي وتسريع النمو الصناعي وتمكين سلاسل الإمداد المحلية من خلال إنتاج مواد كيميائية جديدة”.

وأضاف أن “انضمام برومان في أول استثمار لها في الإمارات كشريك استراتيجي في المشروع يعزز تنافسية ومكانة بلدنا كمركز عالمي أساسي في قطاع البتروكيماويات ويؤكد على جاذبية الدولة كوجهة متميزة لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة”.

وتهدف المنشأة إلى تلبية الطلب المحلي والعالمي المتنامي على هذه المادة الكيميائية النظيفة والمتعددة الاستخدامات والتي تتعاظم أهميتها كمصدر للوقود منخفض الانبعاثات. كما أنه سيتم استخدام هذه المادة في تصنيع مجموعة واسعة من المنتجات.

وتستفيد الشراكة من القيمة الاستثمارية الكبيرة التي تتيحها خطط أدنوك لتوسيع أعمالها في مجال التكرير والبتروكيماويات، ومحفظة أي.دي.كيو المتنوعة من الشركات والمشاريع الصناعية، وإلى جانب ذلك خبرة برومان في مجال تشييد وتشغيل منشآت إنتاج الميثانول باعتبارها ثاني أكبر منتج لهذه المادة في العالم.

وتجد معظم الشركات حول العالم نفسها أمام ضغوط متزايدة لخفض الانبعاثات الضارة من استخدام الوقود الأحفوري، وهو ما يدخل المستثمرين والصناديق والشركات في منافسة قوية من أجل الاستثمار في الوقود الصديق للبيئة، ومن ضمنه الميثانول.

وقال ديفيد كاسيدي، الرئيس التنفيذي لبرومان، “نتطلع إلى مشاركة خبراتنا في إنتاج الميثانول لتطوير هذا المشروع وتوسيع حضورنا في الإمارات والعالم”.

ديفيد كاسيدي: برومان تتطلع عبر المشروع إلى توسيع نشاطها في العالم

وأوضح أن هذه المنشأة سوف تكون واحدة من أكثر المنشآت الصناعية كفاءة في العالم من حيث استخدام الطاقة وانخفاض مستوى الانبعاثات.

ومن المتوقع أن يؤدي تزايد الاهتمام العالمي بالميثانول كأحد مصادر الوقود النظيف منخفض الكربون، خاصة في قطاع الشحن، إلى حدوث زيادة كبيرة في الطلب العالمي على الميثانول خلال العقد القادم، كما أن الاقتصادات الناشئة في أفريقيا وآسيا ستسهم في دفع نمو الطلب عليه.

وفي ضوء ذلك يعتقد كاسيدي أن “الوقت مناسب للاستثمار في مشاريع تساهم في زيادة السعة الإنتاجية للإمارات في مجال صناعات التكرير والبتروكيماويات”.

ووضعت الإمارات أهدافا طموحة لتنويع مصادر الطاقة والتزامها بتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050 ضمن جهودها الرامية إلى بناء اقتصاد مستدام بما يدعم خطط الخمسين عاما المقبلة للدولة نحو مستقبل منخفض الكربون.

وتستهدف الحكومة توليد 50 في المئة من مزيج الطاقة من مصادر نظيفة، وقد أعلنت عن خطط لاستثمار أكثر من 163 مليار دولار خلال العقود الثلاثة المقبلة.

'