الإمارات تفوّت على قطر فرصة التصعيد – مصدر24

الإمارات تفوّت على قطر فرصة التصعيد

الإمارات تفوّت على قطر فرصة التصعيد

قطر تركز في حملاتها الإعلامية والدبلوماسية على استعداء الإمارات أملا في إحداث اختراق في جدار الدول المقاطعة، خاصة بين أبوظبي والرياض.

العرب  [نُشر في 2018/01/24، العدد: 10879، ص(1)]

أبوظبي – قالت الإمارات الثلاثاء إن قواتها المسلحة تلقت “تعليمات بعدم تصعيد الأزمة مع قطر، حفاظا على الأمن الإقليمي”، وذلك بعد اعتراض مقاتلات قطرية لطائرتين إماراتيتين، وهي خطوة اعتبرت أوساط خليجية أن هدفها تفويت الفرصة على الدوحة التي تسعى للتصعيد بأي شكل من الأشكال للخروج بأزمتها إلى العلن.

وأشارت الأوساط الخليجية إلى أن الإمارات تعرف جيدا نوايا قطر من خلال اعتراض طائراتها واختلاق حادثة قيام طائرة نقل عسكرية إماراتية باختراق مجالها الجوي في 3 يناير الجاري، وهي الرغبة في جر أبوظبي إلى رد فعل مشروع على التجاوزات القطرية بغاية إعادة ملف المقاطعة إلى الواجهة وتحميل الإمارات مسؤولية الاصطدام بين البلدين، ومن ثمة الاستنجاد بوسطاء جدد على أمل تحقيق اختراق ما.

أحمد الجلاف: التهديد القطري للطائرات الإماراتية كان متعمدا

ولم تستبعد هذه الأوساط أن يكون هدف قطر هو خلق حالة قصوى من التوتر تؤدي إلى اصطدام عسكري ولو كان محدودا لإعادة التسويق لمزاعمها عن وجود خطط للحسم العسكري لدى دول المقاطعة الأربع، وهو ما نفاه مسؤولو هذه الدول مرارا وعلى أعلى مستوى.

وذكر أحمد الجلاف المدير العام المساعد في الهيئة الإماراتية في تصريحات للصحافيين بأبوظبي الثلاثاء أن “الطائرات الإماراتية ستسلك مسارات بديلة فوق السعودية حتى لا تعترضها مقاتلات قطرية”، مضيفا أن “تغيير مسارات الطائرات يعد خيارا بديلا خلال الفترة المقبلة للحفاظ على أمن وسلامة الركاب”.

وأعلن الجلاف أن “التهديد القطري للطائرات المدنية كان متعمدا، والاستفزازات القطرية للطيران الإماراتي تعود إلى الـ27 من ديسمبر الماضي”، كاشفا عن أن “قطر بررت للولايات المتحدة اعتراض طائرات مدنية إماراتية بأن المقاتلات كانت في مهمة تدريب”.

ويرى متابعون للشأن الخليجي أن أبوظبي نجحت في تبديد خطة الدوحة الهادفة إلى التوتير وخلط الأوراق باعتبارها الباب الوحيد أمام قطر للخروج من الورطة، عبر اللجوء إلى القنوات الدولية الشرعية وكشف التجاوزات القطرية.

وأعلنت الإمارات نهاية الأسبوع الماضي عن تقديم مذكرتي إحاطة إلى كل من رئيس مجلس الأمن الدولي ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، “وذلك استنادا إلى نصوص ميثاق الأمم المتحدة، إثر ما أقدمت عليه قطر من تعريض حياة المدنيين للخطر، من خلال اعتراض الطائرات المقاتلة القطرية لطائرتين إماراتيتين كانتا تحلّقان ضمن المسارات المعتادة في طريقهما إلى مملكة البحرين عبر خطوط طيران معتمدة دوليا، بعد استيفاء لجميع الموافقات والتصاريح اللاّزمة”، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام”.

ولفت المتابعون إلى أن قطر تركز في حملاتها الإعلامية والدبلوماسية على استعداء الإمارات أملا في إحداث اختراق في جدار الدول المقاطعة، خاصة بين أبوظبي والرياض، لكن محاولاتها تبوء في كل مرة بالفشل، وهو ما كشف عنه اجتماع وزراء الدول الأربع الاثنين في الرياض.

تنسيق للحفاظ على الأمن القومي العربي

وتعهد الوزراء بمواصلة “التنسيق المشترك والتضامن الوثيق بين الدول الأربع، حفاظا على الأمن القومي العربي وصونا للسلم والأمن الإقليمي والدولي وتعزيزا للجهود الرامية للقضاء على الإرهاب بكل صوره وأشكاله والتصدي لكل من يدعمه أو يموله”، في إشارة إلى قطر.

وتشير مراجع خليجية إلى أن الموقف الإماراتي الهادئ تجاه التصعيد القطري، ليس مرتبطا باعتبارات ظرفية مثل سحب البساط من تحت أقدام السلطات القطرية التي تخطط للتصعيد، بل تقوده اعتبارات استراتيجية قوامها إيمان أبوظبي بأن العلاقة بين شعوب الخليج يجب أن تظل قوية ومتينة، وألا تتحمل الأخطاء السياسية التي يقوم بها بعض الأشخاص بسبب حسابات خاطئة تؤدي إلى ارتهان القرار الوطني لدول أجنبية أو الاستعانة بكيانات إرهابية لتهديد أمن الجيران الذي هو في الأصل أمن قومي واحد.

وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش قد وعد بردّ متزن وقانوني على الانتهاكات القطرية، قائلا إنّ الهدف هو ضمان أمان الأجواء وسلامة أرواح الركاب، ومحذّرا من أنّ “أيا من هذه الحوادث كان بإمكانه أن يؤدي إلى كارثة تطال حياة المدنيين ويمثل تصعيدا غير مسؤول في الأجواء السياسية التي تخلقها قطر عبر أزمتها”.

وتدفع الدوحة عبر افتعال حوادث تتعلق باختراق أجوائها أو بمخاطر صدام بهدف تأزيم الوضع الأمني مع جيرانها لإضفاء مشروعية على فتح أراضيها أمام التدخل التركي وتوسيع أنشطة القاعدة العسكرية التركية لإيواء الآلاف من الجنود والآليات، فضلا عن علاقتها المثيرة للتساؤل مع إيران.

وتبدو السلطات القطرية في وضع صعب خاصة أن تضخيم الخلاف مع دول الخليج لا يجد أي صدى لدى المواطن القطري، وهو ما تكشف عنه ردود القطريين المشككة على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن مواقف شيوخ بارزين من الأسرة الحاكمة معارضة لافتعال الأزمات مع دول الخليج

'