الإمارات وكوريا الجنوبية تستكملان شراكتهما الاستراتيجية الخاصة – مصدر24

الإمارات وكوريا الجنوبية تستكملان شراكتهما الاستراتيجية الخاصة

الإمارات وكوريا الجنوبية تستكملان شراكتهما الاستراتيجية الخاصة

الشيخ محمد بن زايد من سيول: مهتمون بالخبرة الكورية في الابتكار واستخدام الذكاء الاصطناعي.

سيول – بدأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، الثلاثاء، زيارة رسمية إلى كوريا الجنوبية، وذلك في خطوة جديدة تدعم العلاقات الواسعة ومتعدّدة الأوجه بين دولة الإمارات وكوريا ومساعي الانتقال بها من “مرحلة الشراكة الاستراتيجية الحالية إلى مستوى أعلى لتصبح علاقات شراكة استراتيجية خاصة”، وذلك بناء على مقترح صريح من قبل سيول طرحته في سنة 2018.

وزار الشيخ محمد بن زايد، الثلاثاء، مقر الجمعية الوطنية الكورية (البرلمان)، حيث التقى رئيس الجمعية مون هي سانغ وعددا من الأعضاء. كما كانت له محادثات مع سانغ شملت عددا من القضايا.

وأشار الشيخ محمد بن زايد خلال اللقاء إلى الشراكة الاستراتيجية للإمارات ‏مع جمهورية كوريا، معتبرا أن زيارته للجمعية الوطنية تأكيد للطبيعة المؤسسية التي تميّز علاقة البلدين، مثنيا على الثقافة الكورية ‏ونمط العمل والابتكار والتقدم في المشهد الكوري.

مون هي سانغ: دولة الإمارات العربية المتحدة تقود السلام والاستقرار في المنطقة

كما عبّر عن ‏تمنياته ‏في نجاح قمة الرئيس الأميركي ورئيس كوريا الشمالية من أجل إحلال السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.

وفي سياق حديثه عن جهود السلام في المنطقة والعالم قال الشيخ محمّد بن زايد إن دولة الإمارات منذ تأسيسها ترسل رسالة إيجابية إلى العالم بأن هناك أملا وتفاؤلا في إرساء السلام والاستقرار والعيش المشترك في منطقة الشرق الأوسط، مضيفا “لذلك تشرفنا بزيارة تاريخية لشيخ الأزهر وبابا الفاتيكان إلى دولة الإمارات تمخضت عن توقيع وثيقة الأخوّة الإنسانية التي تهدف إلى تحقيق السلام بين الأديان”. ‏

كما تحدث ولي عهد أبوظبي عن العلاقات القائمة بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا، قائلا إنّ “جسور التعاون قوية ومتينة وصلبة ونحن دائما نطمح إلى الأفضل في هذه العلاقات”.

وقال رئيس البرلمان الكوري إنّ زياراته المتعددة لدولة الإمارات، وآخرها زيارة قام بها في ديسمبر الماضي، تركت لديه انطباعا إيجابيا عن الدولة، واصفا الإمارات بالدولة المثالية التي تتمتع بالاستقرار السياسي والانفتاح، وبأنها تقود السلام والاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى زيارة بابا الفاتيكان الأخيرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ومعتبرا أنها أرسلت رسالة سلام من الإمارات إلى العالم.

‏كما عبّر رئيس البرلمان الكوري عن دعم الجمعية الوطنية بكل الأطياف السياسية الممثلة داخلها للعلاقات القائمة بين بلاده والإمارات. ولفت إلى أنّ مشروع براكة للطاقة النووية السلمية في الإمارات يمثل أهم رموز التعاون بين البلدين، ومؤكّدا أن المشروع يمثل نجاحا مهما لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.

كذلك زار الشيخ محمدّ بن زايد مركز سامسونج لأبحاث أشباه الموصلات حيث اطلع على أحدث الابتكارات والمشاريع، وأكّد في تغريدة على حسابه في تويتر اهتمام “دولة الإمارات بتوسيع قاعدة التعاون مع الشركات الكورية والاستفادة من خبراتها وتجاربها المتقدمة في الابتكار واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي”.

ويلبي تطوير العلاقات مع كوريا الجنوبية على هذا النحو مطامح الإمارات العربية المتحدة، الدولة الصاعدة التي شرعت منذ سنوات في إرساء تجربتها العلمية والتكنولوجية الخاصّة عبر الاستفادة من تجارب الدول الرائدة في المجال بهدف جلب العلوم والتكنولوجيات المتطورة وتوطينها والمساهمة في إنتاجها بدل الاكتفاء بتوريد منتجاتها الجاهزة.

وفي المقابل تلبي دولة الإمارات لبلد مثل كوريا الجنوبية جميع مواصفات الشريك الموثوق باقتصادها النشط والمزدهر، واستقرارها السياسي والأمني الفريد الذي تحوّل إلى عامل تشجيع على الاستقرار في محيطها الملتهب بالصراعات.

وتمّ على هامش زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى كوريا الجنوبية توقيع ثلاث اتفاقيات إطارية بين شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك”، وشركات كورية للطاقة لبحث فرص التعاون المشترك في مجالات الاستكشاف والتطوير والإنتاج، والاستثمارات المحتملة في مجال التكرير والبتروكيماويات، ونقل شحنات النفط والغاز الطبيعي المسال وتحميلها على السفن.

وقال وزير الدولة الإماراتي سلطان الجابر الرئيس التنفيذي لـ”أدنوك” إنّه “تم خلال المناقشات مع الشركات الكورية بحث فرص النمو المتاحة في عدد من المجالات على المستويين المحلي والعالمي، بما في ذلك نقل شحنات النفط والغاز الطبيعي المسال وتحميلها على السفن، وتلبية الطلب المتنامي لكوريا على الطاقة، واستقطاب الاستثمارات الكورية للمساهمة في تنفيذ خطط أدنوك لتوسعة عملياتها في مجالات الاستكشاف والتطوير والإنتاج، والتكرير والبتروكيماويات والغاز”.

وتابع “فيما نمضي بنجاح في تنفيذ استراتيجيتنا المتكاملة 2030 للنمو الذكي، نعتزم الاستمرار في التعاون مع شركاء استراتيجيين قادرين على المساهمة في تحقيق أقصى قيمة ممكنة من مواردنا ونقل التكنولوجيا المتطورة وضمان الوصول إلى مراكز الطلب العالمي الجديدة”.

'