الاحتجاجات الأميركية تستعر بعد مقتل شاب أسود آخر على يد الشرطة – مصدر24

الاحتجاجات الأميركية تستعر بعد مقتل شاب أسود آخر على يد الشرطة

الاحتجاجات الأميركية تستعر بعد مقتل شاب أسود آخر على يد الشرطة

ألهبت حادثة مقتل شاب أسود على يد الشرطة الأميركية في أتلانتا من ولاية جورجيا الاحتجاجات التي عمّت البلاد وذلك تنديدا بالعنصرية وعنف الشرطة في وقت حاول فيه الرئيس دونالد ترامب تهدئة خطابه مع وزارة الدفاع (البنتاغون) بعد جدل أثاره بشأن إمكانية نشر الجيش لتطويق المظاهرات.

واشنطن- غزت الاحتجاجات مجددا شوارع أتلانتا في ولاية جورجيا الأميركية بعد مقتل شاب أسود على يد قوات الشرطة ما دفع قائدة الشرطة بالمدينة إلى تقديم استقالتها.

وأصاب شرطي من المدينة مشتبها به (27 عاما) برصاصة قاتلة خلال محاولة توقيف.

وتأتي هذه الحادثة في سياق يتسم بتوتر متصاعد داخل الولايات المتحدة سببه العنصرية وممارسات الشرطة وسط مطالبات بإصلاحها على خلفية وفاة جورج فلويد الأميركي الأفريقي اختناقا تحت ركبة شرطي أبيض في منيابوليس شمال البلاد.

ونشرت وسائل الإعلام المحلية صورا ظهر فيها مئات المحتجين في الشوارع مساء السبت والنيران تشتعل في أحد مطاعم سلسلة “وينديز” للوجبات السريعة.  وذكرت واحدة من وسائل الإعلام المحلية أن المتظاهرين أغلقوا طريقا سريعا أمام المطعم الذي قتل الشاب رايتشارد بروكس أمامه.

ويرى مراقبون أن هذه المظاهرات الجديدة تحرج أكثر الرئيس دونالد ترامب في سنة إعادة الانتخاب خاصة بعد الدعوات إلى إصلاح الشرطة وهي مطالبات يرفضها الرئيس الجمهوري.

دونالد ترامب: الجيش كان في الخط الأول لإنهاء مظلمة التمييز في الستينات

وأعلنت رئيسة بلدية المدينة كيشا لانس بوتومز أن الشرطي الذي أصاب بروكس أعفي من مهامه، بينما ذكرت شبكة “أي.بي.سي نيوز” أن الشرطي ويدعى غاريت رولف طرد من شرطة أتلانتا بينما تم تعليق مهام شرطي آخر.

وكان تقرير رسمي ذكر أن بروكس نام داخل سيارته عند مدخل مطعم للوجبات السريعة، فاتصل موظفو المطعم بالشرطة لأن سيارته كانت تعرقل طريق الزبائن.

وقال مكتب التحقيقات في جورجيا إنّ الرجل كان مخمورا وقاوَم الشرطة عندما حاولت اعتقاله. وأشار التقرير إلى أنّ تسجيلات المراقبة تُظهر أنّ بروكس وخلال محاولة تصدّيه جسدّيا لعناصر الشرطة “أمسك بمسدّس تيزر” (Taser) صاعق يعود لأحد الشرطيّين “وهرب”.

وأضاف التقرير أن رجال الشرطة طاردوا بروكس سيرا على الأقدام. وأثناء المطاردة، التفت بروكس نحو أحد العناصر ووجّه المسدّس الصاعق باتّجاهه. فاستخدم العنصر سلاحه وأصاب بروكس”. وأكد محامي بروكس، كريس ستيوارت، أن الشرطة استخدمت القوة المفرطة.

وقال ستيوارت “في جورجيا مسدس تيزر ليس سلاحا قاتلا.. هذا ما ينص عليه القانون”.  وأضاف أن تعزيزا لقوة الشرطة “وصل خلال دقيقتين على ما أعتقد. كان يمكن تطويقه واعتقاله. لماذا كان عليهم قتله؟”.

وذكرت الصحيفة المحلية “أتلانتا جورنال كونستيتيوشن” أن مقتل بروكس هو الحادثة الثامنة والأربعين التي يتورط فيها شرطي وطُلب من مكتب التحقيقات في جورجيا التحقيق فيها. وسقط في 15 من هذه الحوادث قتلى.

وأعلنت استقالة قائدة الشرطة، رئيسة بلدية أتلانتا كيشا لانس بوتومز التي طرح اسمها كمرشحة محتملة لمنصب نائب الرئيس مع الديمقراطي جو بايدن للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في نوفمبر المقبل.

وأضافت رئيسة البلدية في تصريحات للتلفزيون “بسبب رغبتها في أن تُصبح أتلانتا نموذجا لِما يجب أن يكون عليه الإصلاح الكبير في البلاد بكاملها، فقد قدّمت إريكا شيلدز استقالتها الفوريّة” من رئاسة شرطة أتلانتا.

ويأتي ذلك حين شهدت مدن عديدة في العالم السبت للأسبوع الثاني على التوالي تظاهرات دعم لحركة “حياة السود مهمة” والاحتجاج على العنصرية بعد وفاة جورج فلويد (46 عاما) في الولايات المتحدة.

وبدأت التظاهرات أساسا بعد موت الأميركي الأفريقي جورج فلويد اختناقا على يد شرطي أبيض في الولايات المتحدة في 25 مايو الماضي.

مقتل بروكس هو الحادثة الثامنة والأربعين التي يتورط فيها شرطي وطُلب من مكتب التحقيقات في جورجيا التحقيق فيها. وسقط في 15 من هذه الحوادث قتلى

ومن جهته، سعى ترامب إلى تهدئة الجدل مع وزارة الدفاع خلال احتفال تسليم الشهادات في أكاديمية “ويست بوينت” العسكرية المرموقة قرب نيويورك. وتبنى ترامب في خطابه لهجة رسمية بعيدة عن الأسلوب الهجومي الذي تعامل به مع الاحتجاجات ضد العنصرية والعنف الأمني خلال الأسابيع الأخيرة والذي دفع مسؤولين في البنتاغون إلى إبداء رفضهم لخطاب الرئيس.

وقال ترامب أمام 1107 من الضباط التلاميذ إن “الجيش كان في الخط الأول لإنهاء مظلمة التمييز” خلال الكفاح من أجل الحقوق المدنية في الستينات. وشكر “رجال ونساء الحرس الوطني” الذين نشروا من أجل “ضمان السلم، الأمن والحقوق الدستورية في شوارعنا”.

وكلف الحرس الوطني خاصة بحراسة محيط البيت الأبيض في واشنطن. وكان ترامب قد هدد بنشر الجيش لاستعادة “القانون والنظام” عقب عدة تظاهرات عنيفة وحوادث نهب في مدن أميركية في خطوة أحدثت جدلا كبيرا وقد رفضها وزير الدفاع مارك إسبر.

'