الازدراء القطري يظهر تونس كبلد متسول وليس شعبا رائدا في الإصلاح – مصدر24

الازدراء القطري يظهر تونس كبلد متسول وليس شعبا رائدا في الإصلاح

الازدراء القطري يظهر تونس كبلد متسول وليس شعبا رائدا في الإصلاح

اعتذار وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني لا يبدد الاستياء التونسي من النظرة القطرية الضيقة.

تونس – لم يُبدد اعتذار وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، لنظيره التونسي، خميس الجهيناوي، عن اللافتة الدعائية المسيئة لتونس التي ظهرت في عدد من الأماكن التجارية بالدوحة، حالة السخط والغضب لدى التونسيين الذين رأوا فيها إهانة لهم ولبلدهم، وصلت إلى سقوف غير مسبوقة من الفظاظة وما يفيض منها من نظرة دونية لشعب تونس وتاريخها وحضارتها.

ولا يبدو أن غضب التونسيين الذين استفزتهم تلك اللافتة التي رسمت صورة لتونس على أنها بلد متسوّل، والحال أنها بشعبها المتعلم، دولة رائدة في مختلف مجالات الإصلاح السياسي والاجتماعي.

وتُجمع ردود الفعل التي تناولت تلك اللافتة التي تقف وراءها “مؤسسة قطر الخيرية” التي يُوصف نشاطها بالمشبوه في تونس، على أنها أماطت اللثام عما تبقى من خبايا التعالي، وبقايا التكبر التي تمارسها دولة قطر في علاقتها بتونس.

منجي الحرباوي: تصاعد الاستياء من اصطفاف أحزاب تونسية مع قطر

وأثارت تلك اللافتة استنكار الرئيس الباجي قائد السبسي الذي كلف وزير الخارجية، خميس الجهيناوي، بإبلاغ نظيره القطري استنكار تونس ورفضها لتلك اللافتة التي تناولت تونس بطريقة “مهينة”.

وقالت وسائل إعلام تونسية محلية، إن وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أبلغ في اتصال هاتفي مع نظيره التونسي، خميس الجهيناوي، أن “مؤسسة قطر الخيرية” تعتذر عن تلك اللافتة الدعائية التي تخص تونس، ووصفها بالخطأ.

وأضافت أنه شدد خلال الاتصال الهاتفي على “عمق العلاقات التونسية-القطرية، والاحترام الذي يميزها”، لافتا إلى أنه تم الشروع في إزالة تلك اللافتة، التي سبق وأن اعتبرت “مؤسسة قطر الخيرية” في بيان لها أن ما جاء فيها “لم يكن أبدا الهدف منه الإساءة إلى جمهورية تونس أو شعبها الكريم”.

وكانت “مؤسسة قطر الخيرية” قد أطلقت حملة لجمع تبرعات لفائدة تونس، أرفقتها ببوستر دعائي تضمن صورة لامرأة في وضع سيء، ونص يقول “تحت الصفر 100 ريال قطري تمنح الدفء لتونس″.

واستفز البوستر التونسيين المقيمين في قطر، حيث سارعوا إلى مطالبة السلطات الرسمية التونسية بالتدخل لوقف هذه الحملة، وإزالة المعلقات الدعائية، وسط حالة من الاستنكار الشديد الذي تحول إلى غضب لدى كافة التونسيين الذين رأوا في تلك الحملة أن ظاهرها جمع تبرعات، وباطنها إهانة لتونس.

وكشفت تلك الحملة الدعائية عن حقيقة نظرة قطر إلى تونس، وعكست فظاظة غير مسبوقة، باتت تستدعي ضرورة أن تأخذ علاقة تونس مع قطر سياقا جديدا يختلف كليا عن الراهن بالأوهام التي تُروج لها حركة النهضة الإسلامية من خلال الاصطفافات المعاكسة التي دخلتها.

وقال النائب البرلماني، منجي الحرباوي، لـ”العرب”، إن غضب التونسيين الذي ازدحمت به مواقع التواصل الاجتماعي، إزاء تلك المعلقة الدعائية، مشروع وله كل المُبررات الأخلاقية والسياسية.

وشدد على أن “تونس دولة التاريخ والحضارات الكبيرة، ودولة المدنية والحداثة، والإصلاح بأبعاده المُتعددة والمُتنوعة، والدولة التي تحظى فيها المرأة بمكانة مُتميزة ورائدة، والدولة التي ساهمت ولا تزال تُساهم برجالها في بناء دولة قطر، لا يمكن أبدا أن تقبل مثل تلك الصورة المُهينة”.

Thumbnail

واعتبر في المقابل، أن الإشكال الحقيقي لا يكمن في تلك اللافتة ومن يقف وراءها، وإنما يكمن بالأساس في جانب من التونسيين الذين اصطفوا إلى جانب قطر في سياق التحالف القطري-التركي-الإخواني، وذلك في إشارة واضحة إلى حركة النهضة الإسلامية التي ما زالت تُدافع عن قطر.

ودعا في هذا السياق إلى ضرورة أن تقوم مختلف القوى السياسية في البلاد بمراجعة مواقفها إزاء الجمعيات ومؤسساتها، وخاصة منها مؤسسة قطر الخيرية التي تنشط في تونس، لا سيما وأن هذه المؤسسة “مشبوهة، ويُحيط بنشاطها الكثير من علامات الاستفهام في علاقة بتمويلها للتنظيمات المُتطرفة التي تُمارس الإرهاب”.

وكانت أربع دول عربية، هي الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، قد أدرجت في 17 يونيو من العام الماضي، “مؤسسة قطر الخيرية” ضمن قائمة المؤسسات والكيانات القطرية التي تُشكل خطرا على الأمن والسلم في المنطقة بسبب نشاطها الداعم للمنظمات الإرهابية.

'