الاستثمار الرياضي يمهّد طريق السعودية للمنافسة العالمية – مصدر24

الاستثمار الرياضي يمهّد طريق السعودية للمنافسة العالمية

الاستثمار الرياضي يمهّد طريق السعودية للمنافسة العالمية

توزع السعودية جهودها لخوض المنافسة العالمية في رياضة كرة القدم وفق استراتيجية طموحة تراعي ما تحقق في الداخل من مؤهلات كبيرة مكنتها من احتضان العديد من التظاهرات العالمية وفتحت شهيتها لدخول عالم الاستثمار الرياضي من أوسع أبوابه.

الرياض – تتزايد رغبة المملكة العربية السعودية في الاستثمار في القطاع الرياضي بأهداف طموحة وسعي جاد يعطي الأولوية لكرة القدم نظرا للشعبية الكبيرة التي تحظى بها هذه اللعبة عبر العالم.

ويتأكد هذا المعطى بعد الكشف عن خطط المملكة لتوجيه استثماراها نحو أكثر الدوريات إثارة وتشويقا في عالم كرة القدم، الدوري الإنجليزي الممتاز “البريميرليغ”.

وكشفت صحيفة ميرور البريطانية الخميس أن الملاك السعوديين يسعون إلى التقدم بعرض للفوز بحقوق بث الدوري الإنجليزي الخاصة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدلا من شبكة قنوات بي.إن سبورتس القطرية.

ومن المقرر أن ينتهي العقد الحالي بين شبكة بي.إن سبورتس القطرية والبريميرليغ في عام 2022، والذي تبلغ قيمته 500 مليون جنيه إسترليني.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أنه ستتم إعادة التفاوض بشأن حقوق البث خلال العام المقبل.

ويلفت محللون رياضيون إلى أهمية هذه الخطوة ضمن المشروع الطموح الذي تعتزم المملكة إقامته في إنجلترا خصوصا بعد اقتراب صندوق الاستثمار السعودي الذي يقوده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من شراء نادي نيوكاسل يونايتد.

ويؤكد هؤلاء على المكانة التي باتت المملكة تحظى بها في رياضة كرة القدم والتي تؤهلها إلى معانقة العالمية بعد احتضانها لعدة تظاهرات رياضية بينها السوبر الإسباني والإيطالي إضافة إلى عدة مباريات دولية هذا العام.

وكشفت مصادر إخبارية أن السعودية اقترحت على رابطة الدوري الإنجليزي شراء حقوق بث البريميرليغ بقيمة أعلى من قيمة عقد مجموعة بي.إن سبورتس القطرية. وقالت المصادر إن صندوق الاستثمار السعودي اشترط قبول أوراق شراء نادي نيوكاسل، إذا ما أرادت رابطة الدوري الإنجليزي التفاوض على صفقة قياسية بشأن حقوق بث مباريات أقوى مسابقة دوري في العالم.

وشنّت مجموعة بي.إن سبورتس القطرية حملة ضغط مضللة في مسعى لتبديد آمال السعوديين للفوز بصفقة نيوكاسل، لكنّ محللين رياضيين يؤكدون أن رهان المملكة الأساسي سيكون منصبا على القيمة المالية التي ستطرحها للفوز بالعرض.

وواجه صندوق الاستثمار السعودي صعوبات للاستحواذ على أسهم نادي نيوكاسل بعد الشكوى التي قدمتها مجموعة بي.إن سبورتس إلى رابطة الدوري الممتاز ضد السعودية والتي تزعم فيها أنها كانت حاضنة لقناة قرصنة محتوى ترفيهي ورياضي تدعى “بي.أوت كيو” بين 2017 و2019.

مصادر إخبارية كشفت أن السعودية اقترحت شراء حقوق بث البريميرليغ بقيمة أعلى من قيمة عقد  بي.إن سبورتس القطرية

لكنّ صحفا بريطانية قالت مؤخرا إن رابطة الدوري الإنجليزي لم تجد أي سبب يمنع إتمام الصفقة التي سيتم إعلانها رسميا خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأشارت وسائل إعلام إلى أن رابطة الدوري الإنجليزي قامت بالتحقيق الشامل في جميع المزاعم التي ربطت بين الحكومة السعودية والانتهاكات الخاصة بأعمال قرصنة حقوق البث التلفزيوني، ولم تجد أي سبب قوي يدعو إلى عرقلة الصفقة في الوقت الذي نأت فيه الحكومة البريطانية بنفسها عن التدخل في هذا الأمر، وتركت حرية اتخاذ القرار النهائي لرابطة البريميرليغ.

وأكدت مصادر أن صندوق الاستثمار السعودي يسعى إلى ضرب الفخ القطري في مقتل بتقديم عرض لا يُرفض لرؤساء رابطة الدوري الإنجليزي.

وأوضحت القناة الإخبارية السعودية الرسمية اقتراب صندوق الاستثمار بالتعاون مع بعض رجال الأعمال من شراء أسهم نيوكاسل نظير 300 مليون جنيه إسترليني من المالك الحالي مايك آشلي.

ومن جانبها قالت صحيفة ديلي ميل “السعودية لن تكتفي بشراء نيوكاسل فقط، بل تنوي كذلك شراء حقوق بث مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز التي تمتلكها مجموعة قنوات بي.إن سبورتس القطرية منذ عدة أعوام”.

وأضافت أن “الأزمة السياسية الخليجية ضاعفت قلق مسؤولي قنوات بي.إن سبورتس من ضياع حقوق بث الدوري الإنجليزي، وفوز السعودية بالحقوق خلال الموسم الأخير للقناة القطرية مع المسابقة 2022-2021”.

وأشار تقرير لصحيفة ديلي ميل إلى أن نجاح عملية الاستحواذ السعودي على نيوكاسل ستتبعه عملية أخرى تتعلق بشراء حقوق بث الدوري الإنجليزي نفسه في مناقصة مفتوحة من المقرر أن تبدأ خلال عام 2021.

وستواجه قطر صعوبات حقيقية من أجل الاحتفاظ بحقوق بث الدوريات الكبرى مثل الدوري الإنجليزي والإسباني والإيطالي والألماني بسبب الخسائر المالية المتوقعة بعد جائحة فايروس كورونا، بالإضافة إلى إنفاق الدوحة أموالا طائلة على تجهيز منشآت كأس العالم 2022 والتي ما زالت تواجه انتقادات واسعة.

ويرى محللون أن العديد من القنوات سوف تتجه إلى طلب بث مباريات الدوري الإنجليزي بعقود مخفضة بعد جائحة كورونا، لكن السعودية ستكون أمام فرصة مثالية لمسؤولي المسابقة لتعويض جزء كبير من الخسائر المنتظرة.

'