الانتخابات الأمريكية: ما هو الكراكن ولماذا أطلقته محامية ترامب السابقة؟ – مصدر24

الانتخابات الأمريكية: ما هو الكراكن ولماذا أطلقته محامية ترامب السابقة؟

الكراكن هو وحش بحري عملاق من الفولكلور الاسكندنافي يرتفع من المحيط ليلتهم أعداءه.

لقد أصبح الكراكن أيضا ميما شائعا على الإنترنت يُمثل مجموعة كبيرة جدا وغير مثبتة من المزاعم التي تدعي أنها توضح قضية التزوير على نطاق واسع في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وقد قامت المجموعات المؤيدة لترامب، ومن ضمنها منظرو المؤامرة كيوأنان بتضخيم الفكرة تحت وسم ” #ReleaseTheKrake” (اطلقوا الكراكن)، ويشارك هذا الوسم على نطاق واسع أولئك الذين يدعمون الحملة القانونية للطعن في نتائج الانتخابات.

محامية “الكراكن”

وصفت المحامية سيدني باول، التي كانت حتى وقت قريب جزءا من الفريق القانوني لدونالد ترامب وتعمل الآن بشكل مستقل، القضية التي كانت تتصاعد على أنها “كراكن” عندما يطلق سراحه سيدمر قضية فوز الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة الأمريكية.

ومع ذلك، بمجرد الإفراج عن الوثائق ، ما يقرب من 200 صفحة، اتضح أنها تتألف في الغالب من نظريات مؤامرة وادعاءات لا أساس لها قد تم فضح زيفها على نطاق واسع بالفعل.

باول
التعليق على الصورة،زعمت باول أن فوز جو بايدن بالانتخابات جاء بسبب “الأموال الشيوعية”

وقد تم بالفعل رفض بعض هذه المزاعم في المحاكم التي تنظر في هذه القضايا، في حين أن البعض الآخر مثل الاتهامات بأن المكائن المستخدمة في عملية الاقتراع هي جزء من مؤامرة نشأت في عهد الزعيم الفنزويلي السابق هوغو شافيز لم يتم دعمها بأي دليل موثوق.

ولم ترد باول على طلب بي بي سي للتعليق.

نظريات المؤامرة

ويتابع باول عن كثب مؤيدو نظرية المؤامرة كيوأنان، الذين يعتقدون أن الرئيس ترامب يحارب سرا دولة عميقة من عبدة الشيطان والمتحرشين بالأطفال في الحزب الديمقراطي ووسائل الإعلام وعالم الأعمال وهوليوود.

ولا يزال الكثيرون في هذه الحركة مقتنعين بأن الرئيس ترامب سيتم تنصيبه لولاية ثانية في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، على الرغم من خسارته في الانتخابات.

وقد عززت باول مكانتها كشخصية مفضلة لدى أتباع الحركة من خلال الظهور في برامج كيوأنان المشهورة عبر الإنترنت، والتفاعل مع المؤثرين في هذه الحركة وإعادة مشاركة تغريداتهم أو استخدام عبارات كيوأنان في تغريداتها.

الكراكن
التعليق على الصورة،ملصق “اطلقوا الكراكن” في مظاهرة في العاصمة الألمانية برلين احتجاجا على قيود فيروس كورونا

وتعززت سمعة باول في عالم أتباع كيوأنان من خلال علاقتها بمايكل فلين، أول مستشار للأمن القومي للرئيس ترامب، وشخصية رئيسية أخرى بين مؤيدي كيوأنان.

وباتت باول محامية الدفاع عن فلين بعد إدانته خلال تحقيق وزارة العدل في التدخل الروسي المزعوم في انتخابات عام 2016، وحثته على سحب إقراره بالذنب. وقد عفا الرئيس عن فلين هذا الأسبوع.

ويعتقد بعض أتباع كيوأنان أن فلين ضالع بشكل مباشر في معركة ترامب السرية ضد الدولة العميقة.

ومن جانبهما، أنكر كل من باول وفلين أي تورط لهما مع حركة كيوأنان.

ناشرو “الكراكن”

وتثير المناقشات في وسائل التواصل الاجتماعي حول الكراكن حالة من الاستقطاب، مثل تلك الحالة التي يثيرها الوضع الحالي للسياسة الأمريكية.

ويبدو أن العديد من المنشورات التي يبثها مؤيدو كيوأنان و ترامب واثقة من أن الوثائق التي نشرتها باول هي دليل على وجود تزوير كبير في الانتخابات في حين أن المعارضين سخروا منهم بسبب الأخطاء الإملائية في منشوراتهم وعدم وجود أدلة ملموسة.

ويذكر أنه كان هناك ما يقرب من 100 ألف تغريدة تشير إلى كراكن في الـ 48 ساعة الماضية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.

أهمل Twitter مشاركة, 1

نهاية Twitter مشاركة, 1

وبحسب البيانات العامة من كراودتانغل، وهي أداة تحليلات مملوكة لشركة التواصل الاجتماعي فيسبوك، كان هناك ما يزيد قليلا عن مليون تفاعل تضمن كلمة كراكن منذ مساء الأربعاء الماضي.

أهمل Facebook مشاركة, 1

المحتوى غير متاح

Facebook اطلع على المزيد فيبي بي سي ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية.

نهاية Facebook مشاركة, 1

(بي بي سي ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية)

ما الذي جاء في المستندات؟

تتضمن المستندات العديد من مزاعم تزوير الانتخابات غير الدقيقة أو التي لا أساس لها والتي قمنا بفحصها في السابق.

كما أنها تقدم مزاعم أخرى مستبعدة حول آلات التصويت التي تم استخدامها في ولايات رئيسية.

وتقول باول إن برنامج المكائن المستخدمة في عملية الاقتراع و المصنعة من شركة دومينيون، الذي استخدم في ميشيغان وجورجيا يسمح “بحشو بطاقات الاقتراع الإلكترونية”، وقد وصل عملاء أجانب إلى تلك الآلات للتلاعب في نتائج الانتخابات الأمريكية.

ولا يوجد دليل على وجود تدخل أجنبي في الانتخابات الأمريكية لعام 2020، أو تحويل الأصوات من مرشح لآخر.

ولقد تم تحديد مشكلة في مقاطعة واحدة في ميشيغان، ولكن تم إرجاعها إلى خطأ بشري وليست مشكلة في برنامج دومينيون، ويقول مسؤولو الانتخابات إن الخطأ تم رصده وتصحيحه بسرعة.

وتقول باول أيضا إن برنامج دومينيون لا يسمح “بمراجعة بسيطة للكشف عن عيوب تتعلق بسوء تخصيص أو إعادة توزيع أو حذف الأصوات “، لذلك فإن الدليل الآن “أصبح غير مرئي تقريبا”.

لكن توفر مكائن دومينيون نسخة احتياطية من بطاقات الاقتراع للتحقق من النتائج، وأجرت جورجيا إعادة فرز يدوية لبطاقات الاقتراع التي أكدت فوز جو بايدن.

أمريكا
التعليق على الصورة،استخدم برنامج دومdنيون على نطاق واسع في الانتخابات الأمريكية

ويقول دان والاش، عالم الكمبيوتر الذي يعمل مستشارا بشأن المبادئ التوجيهية الوطنية فيما يتعلق بالمكائن المستخدمة في عملية الاقتراع : “مع المكائن الأحدث التي تنتج بطاقات الاقتراع الورقية، بما في ذلك تلك المستخدمة في جورجيا، فإن أي نوع من حشو أوراق الاقتراع الإلكترونية قد ينطوي بالضرورة على طباعة أوراق اقتراع خاطئة والتي من المؤكد أن يتم اكتشافها أثناء تواصل عملية الانتخابات نفسها”.

ومن جانبها، نفت شركة “دومينيون فوتينغ سيستمز” أن تكون أجهزتها قد تعرضت للاختراق بأي شكل من الأشكال.

ما الذي يمكن أن يحدث بعد ذلك؟

يقول خبراء قانونيون إنه من غير المرجح أن تقطع الدعاوى القضائية شوطا طويلا في المحاكم لأنها تتضمن تأكيدات عديدة دون الاستشهاد بأي دليل مقنع.

وتم تقديم دليل رئيسي جديد في شهادة تحت القسم قدمها “مُبلغ عن مخالفات دومينيون”، لكن قد أخفي اسمه.

وأشار خبراء قانونيون إلى أنه إذا تم تقديم شاهد فهناك حاجة للطعن في شهادته، وهو أمر لا يمكن القيام به بشكل فعال إذا تم إخفاء هويته.

وقال المحامي مايك دانفورد: “إذا احتاج شاهدك إلى إبقاء هويته مخفية بسبب مخاوف مشروعة بشأن سلامته فهناك طرق لتحقيق ذلك، لكن هذه الطرق لا تشمل إخفاء الهوية عن المحكمة ومحامي الطرف الآخر”.

ولقد اتصلنا بمسؤولي الإدارة العامة في ولايتي جورجيا وميشيغان للرد على مزاعم سيدني باول، لكننا لم نتلق ردا.

وقالت وكالة الأمن السيبراني التابعة للحكومة الأمريكية إن الانتخابات الأمريكية لعام 2020 كانت “الأكثر أمانا في التاريخ الأمريكي”.

'