البرازيل تعانق المجد في ماراكانا مع لقب كوبا أميركا – مصدر24

البرازيل تعانق المجد في ماراكانا مع لقب كوبا أميركا

صنع المنتخب البرازيلي ملحمة حقيقية في نسخة بطولة كوبا أميركا 2019 التي احتضنتها بلاده توّجها بإحراز اللقب للمرة التاسعة في تاريخه والخامسة على أرضه، وتمكن من إدخال الفرحة على جماهيره لينسيها خيبة ماض أليم في مونديال 2014.

ريو دي جانيرو- تمكن المنتخب البرازيلي (السيليساو) من أن يضع وراءه انتكاسة لقاء بيلو هوريزونتي حين انقاد إلى هزيمة مذلّة أمام ألمانيا المدججة بأبرز نجومها 1-7 في نصف نهائي مونديال 2014، وتمكن من رفع لقب كوبا أميركا 2019 على أرضه ووسط جماهيره بعد أن قهر منتخب بيرو في اللقاء الختامي على ملعب ماراكانا، واستطاع الفوز عليه  بنتيجة 3-1 رغم غياب نجمه نيمار.

وعبّر المدير الفني للمنتخب البرازيلي أدينور ليوناردو باتشي “تيتي”، عن سعادته باللقب الجديد للسيليساو، بالقول “لا أجد كلمات لوصف سعادتي لكنّي سأستمتع بالتتويج حتما حين أعود إلى المنزل”. وأشار تيتي إلى صعوبة إعداد قائمة المنتخب لهذه البطولة وعدم استدعاء دوغلاس كوستا ومارسيلو، وقال إنه ربما سيكونان في الفريق في مناسبات قادمة.

وفي شوارع البرازيل، احتفل المشجعون بهذا اللقب الذي توج به منتخب بلادهم “دون نيمار”، ومن ساو باولو عبّرت إيلاين فييرا بيسوا دي سوزا (43 عاما) عن فرحتها، بالقول “نحن الأبطال مرة أخرى! والأفضل أن الأمر تحقق دونه (نيمار). هذه هي البرازيل، بغض النظر عمن يخوض اللقاءات”.

ومرّ المنتخب البرازيلي في طريقه إلى هذا اللقب الأول له منذ 12 عاما، وتحديدا منذ 2007 حين توج بطلا لكوبا أميركا بالذات، بالملعب المشؤوم “استاديو مينيراو” في بيلو هوريزونتي الذي كان شاهدا على سقوطه التاريخي قبل 5 أعوام، لكنه نجح هذه المرة في التعويض وفك النحس بأفضل طريقة ممكنة من خلال الفوز على غريمه التاريخي المنتخب الأرجنتيني 2-0 في نصف النهائي.

وجاء التتويج التاسع للبرازيل بلقب كوبا أميركا، بينها خمسة من أصل خمس نسخ استضافتها على أرضها، وسط غياب نجمها “الأوحد” نيمار الذي غاب عن السيليساو بسبب إصابة في كاحله تعرض لها قبيل البطولة خلال مباراة ودية ضد قطر.

وخلافا لمونديال 2014 حين غاب نيمار عن نصف النهائي ضد ألمانيا ثم مباراة المركز الثالث التي خسرتها بلاده ضد هولندا بثلاثية نظيفة بسبب إصابة تعرض لها في ربع النهائي ضد كولومبيا، لم يتأثر السيليساو بافتقاده لخدمات نجم برشلونة الإسباني سابقا وباريس سان جرمان الفرنسي حاليا وقدم أداء جماعيا بمزيج من لاعبي الخبرة والشباب.

وكشف حارس ليفربول الإنكليزي أليسون بعد الفوز على بيرو أنه “دون نيمار، كان الوضع معقدا لأنه لاعب موهوب جدا يقدم الكثير للفريق. كان من المهم جدا أن نفوز من أجل المجموعة”.

واعتبر الحارس المتوج الموسم الماضي بلقب دوري أبطال أوروبا أنه “في بعض الأحيان، كل الأضواء تكون مسلطة عليه ونبقى نحن جانبا، لكن الجميع يقدره. أنا متأكد من أنه سيتعافى وسيمنحنا (بعودته) المزيد من القوة”. وسبق لمدرب المنتخب تيتي أن قال قبيل البطولة بأنه “لا غنى عن نيمار في ما يتعلق بنوعية لعب المنتخب البرازيلي، لكن بالإمكان تعويضه”.

أجيال جديدة تظهر

خلافا للمواسم الماضية التي عرفت تراجعا في مستوى لعب البرازيليين وخروجهم من المسابقات القارية والعالمية، وهي الأرض “الولاّدة” للنجوم عبر التاريخ، فإن نسخة كوبا أميركا لعام 2019 أظهرت أن البرازيل تملك الخيارات اللازمة لتعويض لاعب من طراز نيمار الذي سجل 60 هدفا بقميص المنتخب في 97 مباراة.

أدينور ليوناردو باتشي: الفريق أمامه هامش للتحسن وهناك  لاعبون يتطورون

وانتظر البرازيليون أن يكون دافيد نيريس مفتاح المنتخب بعد الموسم الرائع الذي قدمه مع أياكس أمستردام الهولندي، لكن إيفرتون هو من خطف الأضواء من الجميع على الرغم من أن الجناح الشاب (23 عاما) هو اللاعب الوحيد في التشكيلة الأساسية الذي يلعب في الدوري المحلي حيث يدافع عن ألوان غريميو.

وأنهى إيفرتون الذي يتميز بمراوغاته، البطولة القارية كأفضل هداف مشاركة مع البيروفي باولو غيريرو بتسجيله ثلاثة أهداف، أهمها الهدف الذي مهد به الطريق لمنتخب بلاده من أجل الفوز باللقب في الدقيقة 15 من المباراة النهائية.

وإضافة إلى إيفرتون برز نجم آخر وكان مردوده مؤثرا جدا وهو لاعب مانشستر سيتي الإنكليزي غابريال جيزوس الذي بدأ البطولة القارية من مقاعد البدلاء قبل أن يفرض نفسه أساسيا لا غنى عنه منذ مباراة الجولة الأخيرة من دور المجموعات ضد بيرو بالذات (5-0).

ورغم أعوامه الـ22، خلق جيزوس الفارق بالنسبة إلى بلاده بتسجيله هدفا مع تمريرة حاسمة في مباراة نصف النهائي ضد الأرجنتين، ثم كرر الأمر ذاته في النهائي بتسجيله الهدف الثاني وتمريره كرة الهدف الأول لإيفرتون، قبل أن تنتهي مشاركته ببطاقة حمراء نتيجة نيله إنذارين، دون أن تكون لذلك عواقب وخيمة على البلد المضيف.

وإذا كان الشباب عنوان القوة الهجومية للبرازيل، فإن خط الوسط شكّل مزيجا لافتا بين الخبرة التي يؤمنها كاسيميرو وفيليبي كوتينيو (كلاهما 27 عاما) وطموح الشباب المتمثل بآرثر (22 عاما).

بديل الخط الخلفي جاهز

بالنسبة إلى تيتي، فإن الخط الأهم الذي يجب التركيز عليه في المستقبل هو الدفاع الذي كان مفتاح نجاح المنتخب منذ أن تولى هذا المدرب منصبه قبل ثلاثة أعوام، إذ لم تتلق الشباك البرازيلية سوى 11 هدفا في آخر 42 مباراة، بينها واحد فقط في كوبا أميركا 2019. ويقول تيتي في هذا السياق إن فريقه أمامه “هامش للتطور في الجانب الفني وأن هناك لاعبين يتطورون وآخرون يحافظون على مستواهم العالي..”.

لكن المشكلة التي ربما يواجهها تيتي هي أن عليه إيجاد البديل لكل من تياغو سيلفا والقائد الجديد داني ألفيش الذي اختير أفضل لاعب في البطولة، لأن الأول يبلغ 34 عاما والثاني 36، ما يعني أن مشاركتهما في مونديال 2022 مستبعدة إلى حد كبير، لاسيما بالنسبة إلى الأخير.

وعلى المدرب البرازيلي تيتي أن يراقب إيدر ميليتاو (21 عاما) الذي خاض دقائق معدودة في نهائي الأحد، لمعرفة ما إذا كان يتمتع بالقدرات التي رآها فيه العملاق الإسباني ريال مدريد عندما قرر إنفاق 50 مليون يورو لضمه إلى صفوفه من بورتو البرتغالي بعقد لستة أعوام.

'