“التحريم” آخر أدوات استهداف الإعلام المناهض للإسلام السياسي – مصدر24

“التحريم” آخر أدوات استهداف الإعلام المناهض للإسلام السياسي

“التحريم” آخر أدوات استهداف الإعلام المناهض للإسلام السياسي

لندن – انضمت منظمات إسلامية مرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين إلى حملة تشنها وسائل إعلام قطرية وتركية منذ بداية شهر رمضان على قناة “إم بي سي” بسبب بث مسلسل يستعرض التعايش بين اليهود والعرب في حقبة سبقت تأسيس إسرائيل، متهمةً السعودية بـ”التطبيع الثقافي”.

وأفتت رابطة “علماء فلسطين” في قطاع غزة، الثلاثاء، بحُرمة مشاهدة القنوات العربية التي تبثّ المسلسلات الرمضانية الداعية إلى التطبيع مع إسرائيل، ودعت إلى مقاطعتها.

وبدوره ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بالإعلام “المضلل” والمسلسلات “الهابطة” التي تروج للأعداء والمحتلين، داعيا الأمة الإسلامية إلى حماية المسجد الأقصى والقدس.

والمسلسلان هما “مخرج 7” و”أم هارون”، وتعرضهما قناة “إم بي سي” منذ بداية شهر رمضان.

ويتساءل متابعون للدراما العربية عن تجاهل هذه المنظمات لمسلسل “زنقة الريح” الليبي الذي بثته قناة “سلام” المحسوبة على تيار الإسلام السياسي، وتشير بعض المصادر إلى أنها على ملك عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي الصلابي، حيث نال الوجود اليهودي في المسلسل مساحة ليست بسيطة، جعلت كثيرين يعتبرون أن التركيز على الجالية ليس سوى مغازلة لإسرائيل وعدد من اليهود الليبيين الذين لا يخفون رغبة في العودة إلى ليبيا.

ويثير تطرق وسائل الإعلام القطرية إلى التطبيع مع إسرائيل اندهاش المتابعين الذين يعتبرون أن قناة الجزيرة القطرية كانت أول من فتح أبواب التطبيع الإعلامي مع مسؤولين إسرائيليين ومنحتهم الفرصة لتبرير اعتداءاتهم على الشعب الفلسطيني.

وسبق للقناة أن استقبلت عام 2008 تسيبي ليفني عندما كانت وزيرة للخارجية الإسرائيلية وتحدثت تقارير إعلامية إسرائيلية آنذاك عن لقاء ليفني بكبار مذيعي ومحرري الجزيرة.

فاروق يوسف: المفارقة أن تؤدي الفتوى إلى زيادة أعداد مشاهدي المسلسلين

ويربط مراقبون انخراط الإعلام الرسمي التركي، وفي مقدمته وكالة الأناضول، في هذه الحملة بحالة الانفصام التي يعيشها النظام التركي الذي يقيم علاقات دبلوماسية واقتصادية مع إسرائيل في حين يسوق للعالم الإسلامي خطابا يدغدغ مشاعر المتلقي.

ويرى هؤلاء أن الحملة التي يشنها الإعلام القطري والتركي، والتحقت بها منظمات إسلامية، تستخدم القضية الفلسطينية لتشويه السعودية ولا هم لها بفلسطين ومعاناة شعبها.

ويقول الناقد الفني والكاتب السياسي فاروق يوسف لـ”العرب” إنه بسبب الضغوط الشعبية كان لا بد أن تدلي المؤسسة بدلوها، فمسألة المسلسلين المذكورين خرجت من نطاق الفن لتتخذ طابعا وطنيا، عملت فعاليات كثيرة على التعامل معه باعتباره عنوانا لخلاف سياسي.

وأضاف “أتوقع أن الأمر لم يخل من التنسيق مع القيادة السياسية لحركة حماس وهي المهيمنة على قطاع غزة” وتربطها علاقة جيدة بتركيا وقطر.

وتابع “غير أن المفارقة تكمن في أن تؤدي الفتوى إلى زيادة أعداد مشاهدي المسلسلين إرضاء لفضول، لم يكن موجودا قبل أن يتخذ الأمر طابعا دينيا”.

وكانت منظمات نشرت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي لحث المشاهدين على مقاطعة المسلسل، مشيرة إلى أن “الدراما الخبيثة تتسلل إلى كل بيت. قاطعوا مسلسل أم هارون”.

لكنّ كاتبَيْ المسلسل، الأخوين البحرينيين محمد وعلي عبدالحليم شمس، قالا في بداية شهر رمضان إن المسلسل لا يحمل أي رسالة سياسية.

وأضاف الأخوان أن الناس تحدثوا وحكموا قبل أن يشاهدوا، وقالا “الرسالة هي أساسا تتمحور حول تعامل المسلمين وطباعهم التي ترتكز على المحبة وحسن النوايا والسلام مع غير المسلمين”.

وكانت مجموعة “إم بي سي” قالت إن بياناتها تفيد بأن المسلسل تصدر الدراما الخليجية في السعودية لشهر رمضان، ومن بين أفضل 5 مسلسلات درامية في جميع المجالات.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم المجموعة مازن حايك، أن رسالة “أم هارون” الرئيسية إنسانية، فهي ممرضة تعالج الناس بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى.

وأشار حايك إلى أن المسلسل يركز أيضا على التسامح والاعتدال والانفتاح، وأن الشرق الأوسط كان يوما منطقة فيها قبول للآخر قبل أن تسود تفسيرات منحرفة وصور نمطية للمنطقة من جانب المتشددين والمتطرفين على مدى العقود الأخيرة.

'