التحريم يصل إلى #قرنقشوه في سلطنة عمان – مصدر24

التحريم يصل إلى #قرنقشوه في سلطنة عمان

مثل الاحتفال بقرنقشوه موضوع جدل كبير في سلطنة عمان هذا العام إذ أحيا البعض فتوى تعود إلى العام 2015 للتأكيد على حرمة الاحتفال به فيما انتقد معلقون التضييق على الناس.

مسقط – رافقت احتفالات الأطفال في سلطنة عمان بقرنقشوه، وهي موروث شعبي شهير ليلة النصف من رمضان، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبعد الانقطاع لمدة عامين بسبب جائحة فايروس كورونا، احتفلت دول الخليج، مساء الجمعة، بهذا الموروث الشعبي الذي تعاقبت عليه الأجيال والذي يسمى “القرقيعان” في الكويت والسعودية، أو “القرقاعون” في البحرين، أو “القرنقعوه” في قطر، ويسميها العمانيون “القرنقشوه”، هو تقليد شعبي واحد تبرز من خلاله المظاهر الاحتفالية، حيث يخرج الأطفال من منازلهم وهم يرتدون الأزياء الشعبية ويرددون الأهازيج المختلفة يجمعون من خلال رحلتهم بين الأحياء القريبة الحلوى والمكسرات وغيرهما.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي في سلطنة عمان، حالة انقسام كبيرة بين مؤيد ومعارض لاحتفال “قرنقشوه”. وتصدر هاشتاغ بعنوان “#قرنقشوه” الترند بتويتر.

وفيما اعتبر مغردون أن هذا الاحتفال فكرة جيدة ومصدر بهجة للأطفال في رمضان ولا يوجد فيه ما يحرمه، ذهب آخرون إلى تحريمه باعتباره غير موافق للشريعة الإسلامية، مستندين إلى فتوى دينية تؤكد أن أصول هذا الاحتفال وثنية في الأصل وليست لها صلة بالتراث العماني.

وتداول معلقون فتوى سابقة لرجل الدين كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان تعود إلى عام 2015 يؤكد فيها أن “قرنقشوه” عادة أصولها وثنية. واستند الخروصي في فتواه إلى علماء الآثار والأنثربولوجيا الذين أكدوا أن أهل الكنيسة قد نصروا هذه العادة وأطلقوا عليها “عيد كل القديسين” أو “الهالويين”، ويخرج فيها الأطفال إلى المنازل المجاورة لهم ويتسولون من أصحابها – بحسب قوله –

وقال ناشط:

وقالت مغردة:

nahrawaniyah@

القرنقشوه إذا جئنا نتكلم بصراحة فهي عادة دخيلة على مجتمعنا ولا تمتّ للعادات والتقاليد العمانية بأيّ صلة. وأنا ضد هذه العادة اللي تعلم الطفل معنى التسوّل ناهيك عن رأي العُلماء فيها في الوقت الذي يجب أن يُحترم فيه رأي العلماء وأن يُأخذ به بعين الاعتبار وكلنا سمعا وطاعة #قرنقشوه.

وأعرب البعض عن سعادته بإلغاء الاحتفالات بقرنقشوه في بعض الأماكن العامة في عمان وسخر مغرد:

khalhamdi1@

من يوم عضو مجلس الشورى يراكض علشان يوقف #قرنقشوه أنا غسلت يديني.

وقال آخر:

khaledj84@

يجب على الحكومة التحرك وفصل سيطرة رجال الدين على السلطة فلا يعقل أن سعادة وال ومدير بلدية يمنعان احتفالية أطفال تقليدية لمجرد رأي رجل دين قد يخطئ ويصيب! #قرنقشوه.

ورفض البعض هذه الفتوى واعتبروها مبالغة كبيرة من رجل الدين وتشددا لا مبرر له، حيث أن إسعاد الأطفال وإدخال السرور عليهم أمر جيد وجائز شرعا. وانتقدوا التضييق على الناس. وكتب مغرد:

وتساءل مغرد:

azizaaltaie@

كيف نحارب فرحة طفل ومناسبة تدخل البهجة والسرور في نفسه، وتربطه بعلاقة روحانية مع أقرانه، وتعزز تواصله برحمه، وتعمق طقوس دينه، وتغرس محبة ربه؟ #قرنقشوه #قرقيعان كفوا هداكم الله عن وأد الطفولة، يكفي ما تعيشه من جمود وإحباط وضياع.

ونشر الكثير من المغردون صورا لأطفالهم وهم يحتفلون، وشددوا في الوقت ذاته على أن هذا الاحتفال لا تحدث فيه أيّ مخالفات دينية بما يحرم حدوثه، وأنه لا يتم تقليد أيّ أحد سواء الوثنية أو غيرها في هذا الاحتفال. وهو مجرد يوم سعيد للأطفال بمناسبة رمضان يحرص الخليجيون عليه فقط.

وفي هذا السياق كتب الدكتور زكريا البلوشي:

واعتبر مغردة “لا أعرف مصدر هذا الاحتفال الجميل بمنتصف شهر رمضان قرنقشوه. لكنني أعتقد أن من ابتكر الفكرة يستحق منا التقدير، لأنه ببساطة نجح في ربط شهر رمضان في أذهان الأطفال بمناسبة سعيدة يحبونها. ليدخل هذا الشهر في ذاكرتهم من بوابة الحب والفرح وليس الخوف والتذمر”.

وانتقد حساب في سلسلة تغريدات التعاطي غير الناضج مع الموضوع .

وغرد:

وأضاف

abu_musthil1@

فأيها المثقف: إثارتك لموضوع منته منذ سنوات يعني أنك مفلس وقاصر رؤية وفارغ ولا تعرف أن ما تقوم به من إثارة لجدل منته له آثار سلبية على لحمة الوطن اعقلوا.

يذكر أنه مع كل عام، يتجدّد النقاش والجدل بشأن الرأي الشرعي حول هذه الاحتفالات التي تقيمها دول إسلامية أخرى، بين من يفتي بحرمتها مطلقا ويؤكد أنها ”بدعة“ تخالف الشرع ويدعو لمنع إقامتها، وبين من يرى أنها احتفالات جائزة ولا علاقة للشرع بها وأنها من وسائل إدخال البهجة إلى نفوس الأطفال وتشجيعهم على الصيام.

ومن غير المعروف تاريخ بدء هذا التقليد التراثي في دول الخليج، كما تختلف الروايات بشأن أصل الاسم، بين من يقول ”إنه مشتق من قرة العين وهو ما فيه فرح الإنسان وسروره“، وبين من يرى أن هذا المصطلح ”مأخوذ من قرع الأطفال للأبواب للحصول على الحلوى“.

'