التزلج على الرمال في السعودية رافد سياحي واعد – مصدر24

التزلج على الرمال في السعودية رافد سياحي واعد

أغلق وباء كورونا الحدود فتوقفت الحركة السياحية في المملكة العربية السعودية لكنه فتح آفاقا جديدة للقطاع السياحي من خلال تحول السعوديين إلى اكتشاف بلادهم، فولعوا بالكثبان الرملية التي يعرفونها جيدا لكنهم اهتموا أكثر بالتزلج عليها وحوّلوها إلى مستويات جديدة حيث أقبل الشباب السعودي والكثير من المقيمين عليها بشكل كبير.

الرياض – يحاول السعوديون والمقيمون في المملكة التغلب على القيود التي فرضها وباء كورونا، ومنع بسببها السفر وأغلقت الحدود، بالتوجه إلى السياحة الداخلية.

ومع بداية الموسم الشتوي، يخوض الكثيرون تجربة التزلج على الكثبان الرملية في منطقة “سعيد” الصحراوية، على بعد 110 كيلومترات شرق العاصمة الرياض.

يقول أحد المغرمين بهذه الرياضة سلطان القبالي، إن التزلج على الرمال رياضة تحظى بإقبال كبير في المنطقة، وتعد إحدى الألعاب القديمة التي تُمارس على مرتفعات الكثبان الرملية بطرق بدائية، لكنها تطورت مع تطبيق بعض مبادئ التزلج على الجليد، وتم تنظيمها بشكل جديد، وتقديمها كمنتج سياحي، مشيرا إلى أنها وجدت استحسان وإقبال الأهالي والزوار الوافدين على المناطق الصحراوية.

ونشط العديد من المشغلين السياحيين لتوفير مسارات رملية آمنة لخوض مغامرة التزلج من خلال تأمين فرق السلامة إضافة إلى توفير رحلات برية تهدف إلى التأمل والاسترخاء وكذلك مراقبة الطيور والهايكنغ ورصد النجوم وتجربة كل ما يخص الحياة البدوية التي تعد المتنفس من ضغط الحياة في المدينة.

وارتفعت حجوزات الرحلات إلى المنتجعات الصحراوية في منطقتي حائل وتبوك شمال غربي السعودية التي تشهد عادة إقبالاً كبيرا مع انطلاق الموسم السياحي الشتوي.

وتتميز صحراء السعودية بكثبانها الرملية ذات الملمس الناعم التي تعكس جمال الطبيعة وانعكاسات أشعة الشمس وقت الغروب، حيث تسحر الناظر وتجذب عشاق اليوغا.

وعبّر السائح السعودي ناصر الحربي، أن العديد من أصدقائه جربوا رياضة التزلج على الرمال، وكانوا يدعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لممارستها، لما تتضمنه من إثارة، كما أنها لفتت الأنظار أيضا إلى السياحة البيئية، إذ تمتاز السعودية بصحرائها الجاذبة  لعشاق السفاري.

التدريب ضروري
التدريب ضروري

وتمتاز السعودية بسياحة السفاري، إذ تنتشر المناطق الصحراوية والجبلية والواحات في عدة محافظات، ما يوفر عناصر المتعة والمغامرة لهواة هذا النمط من الرحلات البرية.

قال غازي العنزي، صاحب وكالة سياحية أنه عند إغلاق الحدود بسبب كورونا، أصبح الكثير من الناس يطلبون السياحة الداخلية التي بات الإقبال عليها أكبر من السابق.

وأضاف، أن التزلج على الرمال فرصة كبيرة وجديدة لتنمية السياحة في السعودية، مؤكدا، أن الشباب يفضل عادة التفحيط على الكثبان الرملية بالسيارات الرباعية الدفع رغم خطورتها، إلا أن رياضة التزلج بالألواح تجعل الصغار والكبار يمتطون الكثبان دون خوف.

وعادة ما تستخدم في رياضة التزلج على الرمال ألواح خشبية مصنوعة من “الفورميكا” أو “اللامينكس”، ويتم دهنها من الأسفل بمادة الشمع، لتسهيل عملية التزلج على الكثبان الرملية الناعمة.

لكن متعة التزلج على الرمال لا تخلو من ضوابط كما يؤكد أغلب المشرفين على هذه الرياضة في المنتجعات الصحراوية، لما تطلبه من جهد بدني. كما تحتوي على مستويات مختلفة من الممارسين للعبة، إذ تضم لاعبين محترفين وآخرين مبتدئين يرغبون في المتعة والتجربة ومن ثمة تطوير أدائهم ليصبحوا متمكنين من التحكم في حركاتهم على المنحدرات.

ومع التدريب والتوجيهات ممن خبروا هذه الرياضة يصبح الهاوي قادرا على الانطلاق من أعلى الكثبان نحو السفح مع مراعاة زاوية الانحدار والمحافظة على توازنه بسهولة.

وينزلق المتزلج على منحدر رملي على خشبة بنفس حجم المزالج المستخدمة على الجليد، ورغم أن محترفي هذه الرياضة يمكنهم الوقوف أثناء التزلج على الكثبان الرملية، إلا أن المبتدئين يضطرون للاستلقاء على الظهر أو البطن، ويمكن لأفضل المتزلجين تحقيق سرعة 64 كلم في الساعة.

رياضة ممتعة تجذب جميع الأعمار من الرجال والنساء، لكنها خطرة أيضا خاصة في بعض الكثبان المنحدرة بشكل كبير
رياضة ممتعة تجذب جميع الأعمار من الرجال والنساء، لكنها خطرة أيضا خاصة في بعض الكثبان المنحدرة بشكل كبير

ومن تقنيات الانحدار أيضا، أنه حين يصل المتزلج إلى أسفل الكثبان يتوجب عليه الصعود مرة أخرى قبل الوصول إلى خط النهاية. ويجمع كثيرون أنها رياضة ممتعة تناسب جميع الأعمار من رجال ونساء، لكنها خطرة أيضا خاصة في بعض الكثبان المنحدرة بشكل كبير.

وأشار المدرب ياسر حسن إلى أن رياضة التزلج يمكن الاستفادة منها خلال المهرجانات السياحية خاصة أن الصحراء السعودية تزخر بالعديد من المواقع الأثرية التي ستساهم بانتعاش هذه الرياضة التي كثر عشاقها ممن لا يستطيعون السفر للتزلج على الجليد.

وتعتبر هذه الرياضة أقل رواجا من التزلج على الجليد ويعود السبب إلى صعوبة تركيب وصنع مصاعد رملية، ولهذا على المتزحلق المشي إلى أعلى الكثبان على القدمين أو في السيارات.

ويمكن ممارسة التزحلق على الرمال على مدار العام بينما التزلج على الجليد فيكون عادة في فصل الشتاء.

ويؤكد ياسر حسن، أن هذه الرياضة لها الكثير من العشاق والمتابعين من مختلف دول العالم، مشددا على أن جائحة كورونا ومنع السفر كان لهما جانب إيجابي حيث تعرّف السعوديون على وجهات سياحية داخلية جديدة، وأغرموا بهذه الرياضة التي ستكون رافدا سياحيا جاذبا للسياح من مختلف دول العالم بعد الانتصار في الحرب على الوباء.

Thumbnail
'