التقارب بين إيران وأرمينيا رسالة موجهة إلى تركيا – مصدر24

التقارب بين إيران وأرمينيا رسالة موجهة إلى تركيا

يريفان – قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي زار الأربعاء يريفان في إطار جولة إلى عدة عواصم، إن وحدة أراضي أرمينيا هي “خط أحمر”، وهو تصريح رأى فيه مراقبون رسالة ضمنية إلى تركيا.

وتعمل إيران الجارة القوية لتركيا على تعزيز علاقاتها ونفوذها في منطقة جنوب القوقاز وعدم ترك المجال مفتوحا لأنقرة للعب منفردا في هذا المجال الحيوي.

وتحاول إيران لعب دور معتدل في خضم الصراع بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم ناغورني قرة باغ، في وقت خيّرت فيه أنقرة دعم باكو عسكريا ضد يريفان.

ولا تريد إيران أن تترك المجال لتركيا وروسيا لكي تلعبا أدوارا في تلك المنطقة بعد عقد اتفاق السلام الذي أنهى القتال بين أرمينيا وأذربيجان.

وكانت تركيا قد تسببت في نشر الفوضى في منطقة ناغورني قرة باغ وعمدت إلى دعم الجيش الأذري بالسلاح والمرتزقة، وهو ما أثار انتقادات دولية واسعة ومخاوف إيرانية من وجود متطرفين ضمن المجموعات المقاتلة إلى جانب الجيش الأذري.

محمد جواد ظريف: وحدة أراضي أرمينيا خط أحمر بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية

وأنهى اتفاق لوقف إطلاق النار بين يريفان وباكو تحت رعاية موسكو في نوفمبر الماضي، ما يقرب من سبعة أسابيع من القتال العنيف في الإقليم، وهي منطقة جبلية متنازع عليها منذ عقود بين هذين البلدين في منطقة القوقاز.

كما تلعب إيران على الخلافات في تلك المنطقة الحيوية لدعم نفوذها ومواجهة مساعي أنقرة للتغلغل وفرض أجنداتها وأطماعها التوسعية، حيث ترى طهران أن الاتفاق الروسي التركي أقصاها عن المشهد في جنوب القوقاز.

وغابت أنقرة شكلا عن طاولة المفاوضات الثلاثية بين (روسيا، أذربيجان وأرمينيا) لكنها أثبتت حضورها عبر باكو المنتصرة، فيما تم استبعاد كافة اللاعبين الإقليميين والدوليين عن الاتفاقية التي وقعت بين الجانبين برعاية موسكو، فطهران التي يمكن وصفها بأكبر الخاسرين، التزمت الصمت وتعاملت بحذر طوال أسابيع المواجهة مع حليفتها يريفان، التي باتت مكبّلة بقيود المصالح الروسية من جهة ومن جهة أخرى بواقع ميداني فرضته باكو وتستغله أنقرة لصالحها.

وتحتفظ تركيا بقوات في أذربيجان وهي قادرة اليوم على الوصول مباشرة إلى بحر قزوين عبر ممر ناختشيفان – أذربيجان المقترح بل أصبحت تركيا قادرة على التأثير مباشرة في منطقة وسط آسيا، وهو أمر يقلق كثيرا الجانب الإيراني.

وبدأت القيادة التركية تسعى أكثر للوصول إلى وسط آسيا وتوسيع نفوذها هناك، ويظهر ذلك جليا من خلال إصرارها على استخدام ممر ناختشيفان لأغراض جيوسياسية.

وفتح الانتصار الأذري الطريق أمام أنقرة للتواصل مباشرة مع العالم التركي بعد سيطرة أذربيجان على طول الشريط الحدودي مع إيران، فتمكنت من تأمين ممر آمن بحماية روسية بين إقليم ناختشيفان الأذري المعزول بين (أرمينيا وإيران وتركيا) والأراضي الأذرية، الذي فتح لأول مرة منذ سقوط الاتحاد السوفييتي طريقا بريا – بحريا ما بين تركيا وأذربيجان ومنها إلى آسيا الوسطى قلب العالم التركي عبر تركمانستان أو كازاخستان.

وبذلك، حققت أنقرة حضورها على أحد الأفرع الرئيسية لطريق الحرير الجديد، وتحرّرت من القيود والشروط السياسية التي كانت تضعها عليها طهران باعتباره ممرها الأقرب إلى أذربيجان ودول آسيا الوسطى.

ورغم التقارب التركي الإيراني في عدد من الملفات لكن هناك خلافات جمّة في ما يخص النفوذ في منطقة القوقاز وظهر ذلك جليا من خلال إثارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لغضب إيران بقصيدة تلاها في العاصمة الأذرية خلال احتفال بمناسبة الانتصار العسكري الذي حققته أذربيجان على أرمينيا وذلك عن نهر أراس الذي يعتبره الإيرانيون نهرا إيرانيا.

وترى إيران أن تعزيز علاقاتها مع كل من أرمينيا وأذربيجان سيمكنها من حفظ مصالحها ويظهر ذلك أيضا من خلال تصريح ظريف عند زيارته لباكو وتأكيده على تأييد بلاده لاستعادة أذربيجان لأراضيها.

'