التنظيم العالمي للإخوان “المسلمين” معجب بمسيحية بايدن – مصدر24

التنظيم العالمي للإخوان “المسلمين” معجب بمسيحية بايدن

الدوحة – تجاوز التنظيم العالمي للإخوان المسلمين تحفظاته التقليدية ورجّح السياسي على الدعوي، وصار مروجا لورع الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن المسيحي.

وأعرب أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القره داغي، الخميس، عن تقديره لما سماه “البعد الديني” في شخصية بايدن.

وقال القره داغي في تدوينة على فيسبوك “في أميركا يبدأ الرئيس بايدن حياته الرئاسية بقداس في كنيسة ويقسم على إنجيل وتتخلل الحفل كلمة القس ودعاء، وقد رأيت الحضور وقد نكسوا رؤوسهم عند سماع موعظة القس احترامًا وتواضعًا”.

وتساءل “لماذا يقتدي العلمانيون في بلادنا العربية والإسلامية بمظاهر الإلحاد والقصور الأخلاقي ومهاجمة الدين الإسلامي ورموزه ولا يحترمون هوية شعوبهم الجمعية ومقدساتهم الدينية؟”.

ووفق إعلام أميركي، لا ينص دستور الولايات المتحدة على أداء الرؤساء اليمين على كتاب ديني، لكنّ العرف والتقاليد التاريخية حوّلا الإنجيل إلى جزء من احتفالات التنصيب منذ انتخاب جورج واشنطن عام 1789.

ويأتي مدْح القره داغي لمسيحية بايدن في سياق تفاعل واسع لنشطاء وقياديين محسوبين على جماعة الإخوان المسلمين مع حفل تنصيب الرئيس الأميركي الجديد، والتركيز على المقاربة بين ما اعتبروه تسييسا للمسيحية في مناسبة أميركية مهمة، والمعارضة التي يلقاها تسييسهم للدين كمدخل لاختراق الدولة والسيطرة عليها.

ويقول مراقبون إن الهدف من هذه الحفاوة هو التقرب من إدارة بايدن وتثبيت الأواصر التي تم بناؤها في فترة الحملة الانتخابية بين ممثلي الرئيس الجديد وداعميه وأنصاره من جهة، وبين جمعيات إسلامية مقربة من جماعة الإخوان كانت ساعدت على جلب أبناء الجالية المسلمة لانتخاب بايدن، من جهة ثانية.

 

كمال حبيب: إدارة بايدن قد تعمل على ملف حقوق الإنسان وليس عودة الإخوان

 

ولم يخف التنظيم “غبطته” بوصول بايدن إلى الرئاسة، واعتبر ذلك فرصته الثانية لإعادة إحياء مشروع الإخوان في المنطقة العربية، بدعم من قطر وتركيا، وبتأييد مفتوح من إدارة ديمقراطية سبق أن جربت الإخوان في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.

وتعتقد جماعة الإخوان المسلمين أن تسلم بايدن الرئاسةَ قد يفتح لها باب العودة إلى الحياة في مصر، إذ أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كان داعما قويا لنظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. كما لم يبد أي ممانعة في تصنيف الجماعة منظمةً إرهابية في دول مثل مصر والسعودية والإمارات.

ونشرت الجماعة بيانا على موقعها الرسمي بعد فوز بايدن، قالت فيه على لسان نائب المرشد العام إبراهيم منير “آن الأوان لمراجعة سياسات دعم ومساندة الدكتاتوريات، وما ترتكبه الأنظمة المستبدة حول العالم من جرائم وانتهاكات في حق الشعوب”.

لكن كمال حبيب، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، يستبعد أن تحصل الجماعة على أي دعم أميركي للعودة إلى الواجهة في المرحلة القادمة، معتبرا أن إدارة بايدن قد تعمل على “تحسين حال حقوق الإنسان أو العمل الحزبي أو الأهلي، وليس عودة الإخوان”.

ويعتقد المراقبون أن إدارة بايدن ليس بمقدورها العودة إلى نقطة الصفر في الرهان على الإخوان، وأن الأمر ليس مرتبطا بشخصية ترامب، بل هو جزء من سياسة أميركية بدأت برفع اليد عن الجماعة منذ فترة أوباما نفسه.

وكانت إدارة أوباما راهنت على الإخوان في الفترة الأولى من “الربيع العربي”، لكن نتائج حكمهم في مصر وتونس، وتحالفاتهم في سوريا واليمن، دفعت تلك الإدارة إلى تغيير موقفها وترك مسافة واضحة تفصل بينها وبين التنظيم المثير للجدل في المنطقة.

وشهدت إدارة أوباما سقوط إخوان مصر في سنة 2013، وقيام ثورة شعبية واسعة على حكمهم. كما تابعت الأوضاع المتوترة أمنيا وسياسيا في تونس وموجة الاغتيالات في العام نفسه، ولم يصدر عن تلك الإدارة ما يفيد بأنها داعمة للجماعة وبقائها في السلطة، خاصة في ظل موجة الغضب الشعبي الرافض لحكم الإخوان.

'