الجهاد الإسلامي: إسرائيل تستعد لحزب الله الفلسطيني في الضفة – مصدر24

الجهاد الإسلامي: إسرائيل تستعد لحزب الله الفلسطيني في الضفة

نابلس (فلسطين) – كشفت المواجهات الأخيرة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين محسوبين على الجهاد الإسلامي أن الحركة موجودة بقوة في مدينة نابلس والضفة الغربية ككل، وأنها يمكن أن تتحول إلى قوة إزعاج لإسرائيل شبيهة بحزب الله في جنوب لبنان في حال كثفت إيران دعمها المالي والعسكري للحركة.

ويرى مراقبون فلسطينيون أن الجهاد موجودة في غزة، لكنها مخنوقة بتواجد حركة حماس الطاغي في القطاع، ما منعها من إظهار قوتها في مواجهة إسرائيل وسط تقارير عن ضغوط مارستها حماس على الحركة خيّرتها فيها بين الالتزام بالتهدئة أو أنها ستضطر إلى مواجهتها ووضع اليد على أسلحتها في سياق مسارها لإثبات أنها القوة الوحيدة في غزة.

 

وفي التصعيد الأخير بالقطاع، وجدت الجهاد أنّ لا فرصة لها في غزة في أن تواجه الإسرائيليين أو أن تتخلص من خناق حماس، وهو ما يجعلها تراهن على دور أكثر فاعلية في الضفة.

 

ويرى المراقبون أن وضع الجهاد في الضفة سيتغير، وأن إيران ستعمل على تحويلها إلى حزب الله الفلسطيني لتكون بمثابة خطر داهم قريب من وسط إسرائيل، وهو ما يفسر دعوات نشطاء محسوبين على الحركة إلى انتفاضة مسلحة في الضفة الغربية، وحث القيادي إبراهيم النابلسي الذي قتلته إسرائيل على الاستمرار في المواجهات المسلحة مع إسرائيل، وهي دعوة من المتوقع أن تلهم أنصار الحركة المزيد من الصمود والتصعيد في مواجهة إسرائيل.

 

الجهاد وجدت أن لا فرصة لها في غزة في أن تواجه إسرائيل أو أن تتخلص من خناق حماس، ما جعلها تراهن على الضفة

وكان النابلسي، وهو قيادي كبير في فتح، عضوا في “كتيبة نابلس” التي تشكلت في الآونة الأخيرة، وهي تحالف من المسلحين الفلسطينيين في المدينة يضم أيضا مسلحين من حركة الجهاد الإسلامي.

 

ومن شأن تصاعد أنشطة هذه الكتيبة أن يزيد من استقطاب عناصر حركة فتح الرافضين لمسار السلام بين السلطة وإسرائيل، ويمكن أن يتحولوا إلى خزان إضافي لفائدة خطط الجهاد لتصبح اللاعب رقم واحد في نابلس، وهي تستفيد كذلك من مسار التهدئة الذي تتمسك به حماس.

 

ويعتقد المراقبون أن تركيز إسرائيل على استهداف قيادات الجهاد في الضفة بالقتل والاعتقال ناجم عن إدراكها أن الحركة هي المرشح الخطير لكي تصبح حزب الله الفلسطيني، واحتمال تنامي قوتها في تزايد مع تراجع قبضة السلطة الفلسطينية وغرقها في الصراعات والفساد.

 

وتعتبر الجهاد الفصيل الفلسطيني الأكثر ولاء لإيران وقربا منها، وهو ما يؤكده تردد أمينها العام الحالي زياد النخالة على طهران، وظهوره من هناك للتهديد بالرد على الهجمات الإسرائيلية التي طالت قياديين بالحركة، ثم استقباله على مستوى عال سواء من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أو قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي.

 

ويرى أحمد رفيق عوض، مدير مركز القدس للدراسات التابع لجامعة القدس، أن شعبية حركة الجهاد الإسلامي بعد الحرب الأخيرة تنامت في الضفة الغربية خاصة.

وأضاف “بعيدا عن حسابات الربح والخسارة، استطاعت حركة الجهاد أن تثبت قدرتها على مواجهة إسرائيل، حتى لو كانت منفردة”.

وأشار إلى أن “هذه الجولة رفعت من رصيد الحركة وسط الجمهور الفلسطيني، وخاصة في الضفة الغربية”.

Thumbnail

وتوقّع عوض أن تُنفّذ الحركة “سلسلة عمليات في الضفة والداخل (إسرائيل)، حيث تنامى شعور الغضب لدى عناصر الحركة بالضفة بعد العملية الإسرائيلية الأخيرة في غزة”.

وركّزت إسرائيل عمليتها على حركة الجهاد الإسلامي، التي تصفها بأنها وكيل لإيران، مع تجنب المواجهة المباشرة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأكبر والأقوى والتي تحكم قطاع غزة.

وبينما تركزت اشتباكات مطلع الأسبوع على غزة، سلط اعتقال قادة من الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية الضوء على قوة الحركة في مدن مثل جنين ونابلس، مما يشير إلى احتمال استمرار القتال في المستقبل.

واعتبرت الخبيرة بالشأن الفلسطيني نور عودة أن شعبية حركة الجهاد الإسلامي بعد العملية الأخيرة زادت، وبات لديها احتضان شعبي أكبر.

واستدركت “غير أن الحركة تلقت ضربة موجعة، وتحتاج إلى وقت طويل للتعافي بعد أن فقدت قيادات بارزة لها تأثير كبير”. وأوضحت “إسرائيل ترى أن الضفة هي شأن داخلي لها، أي أنها جزء من إسرائيل، في ظل تنامي قوة اليمين المتطرف”.

400

عدد المعتقلين من قبل القوات الإسرائيلية في جنين فيما قتلت 30 آخرين، وفقا لأرقام نادي الأسير الفلسطيني

ومنذ بداية العام الحالي اعتقلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 400 من جنين وقتلت 30 آخرين، وفقا لأرقام نادي الأسير الفلسطيني، بمن في ذلك البعض ممّن كانوا ينفذون هجمات في إسرائيل.

وقال مايكل ميلشتاين، المسؤول السابق في وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق وهي السلطة العسكرية الإسرائيلية التي تشرف على الضفة الغربية، “لا يمكنك العثور في أيّ مكان آخر على مجموعة من الخلايا المسلحة مثل تلك الموجودة في جنين”. وأضاف أن ذلك يمثل مشكلة لكل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وخاضت القوات الإسرائيلية معارك ضارية في شوارع جنين الخلفية خلال الانتفاضة الثانية، ودمرت معظم المخيم. وتكررت الاشتباكات في الأشهر الأخيرة لكن التقديرات الدقيقة لقوة الحركة نادرة.

وجاء في دليل وكالة المخابرات المركزية الأميركية أن تقديرات العام الماضي لأعضاء الحركة بين ألف وعدة آلاف. وذكر متحدث عسكري إسرائيلي أن إسرائيل قدرت العدد الإجمالي لنشطاء الجهاد الإسلامي بنحو عشرة آلاف.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إن الغارات الجوية على غزة كبدت الحركة خسائر فادحة في القدرات الصاروخية والقدرات المضادة للدبابات وقوّضت هياكل القيادة والتحكم.

لكن المتحدث باسم الجهاد الإسلامي مصعب البريم قال إنه يمكن استيعاب أمر فقْد كوادر بالحركة وإنها تسيطر على العنصر البشري، مضيفا أن الإعجاز البشري يمكن أن يعوّض ما فُقد من قدرات.

ولوّح المسلحون في التجمع الذي انعقد في ساحة قبالة الشارع الرئيسي في جنين بمجموعة من الأسلحة النارية منها بنادق أم – 16 وأسلحة آلية حديثة تستخدمها القوات الإسرائيلية، وأحيانا كانوا يطلقونها في سماء الليل.

وبأحجامهم الصغيرة ووجوههم الملثمة وبنيانهم الضئيل في ملابس القتال المموهة يبدو أن معظمهم لم يتخطوا سن المراهقة.

 

Thumbnail
Thumbnail
'