الجيش التونسي ينتشر في عدة محافظات بعد “أعمال شغب” – مصدر24

الجيش التونسي ينتشر في عدة محافظات بعد “أعمال شغب”

تونس – عززت وحدات من الجيش وقوات الأمن التونسي، مساء الأحد، وجودها في عدد من المحافظات لحماية المقرات السيادية بعد اندلاع “أعمال شغب”، وفق ما نقلته إذاعة “موزاييك” الخاصة عن محمد زكري الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية.

وقال زكري “تمّ نشر وحدات عسكرية أمام منشات عمومية ومقرات سيادة في ولايات سليانة (شمال غرب) والقصرين (غرب) وبنزرت (شمال) وسوسة (شرق) تحسبا لتطور الأوضاع جراء أعمال الشغب والتخريب التي يمكن أن تستهدف هذه المنشآت”.

وأضاف أن” قوات الجيش الوطني بصدد المشاركة في دوريات مشتركة في كافة جهات الجمهورية”.

وتجددت التحركات الاحتجاجية ليل الأحد في العاصمة تونس و15 مدينة أخرى من بينها سليانة وبنزرت والمنستير ومنوبة ونابل والقيروان، حيث شهدت أعمال شغب وغلق لطرقات رئيسية من طرف مجموعات من الأفراد إلى جانب عمليات كر وفر بين هذه المجموعات ورجال الأمن.

وتصدت الشرطة لمحاولات اقتحام مجهولين مراكز تجارية كبرى ونهبها إضافة إلى مركز أمني ومستودع بلدي وفرع بنكي وغيرها من الممتلكات الخاصة والعامة.

وأعلنت السلطات التونسية في وقت سابق، الأحد، أنها اعتقلت 240 شخصا معظمهم من المراهقين، بعد اشتباكات عنيفة مع الشرطة في عدة مدن خلال ليل السبت ونهار الأحد.

صورة

وبعد عشر سنوات من الثورة على تفشي البطالة والفقر والفساد والظلم، قطعت تونس طريقا سلسا صوب الديمقراطية لكن الوضع الاقتصادي ازداد سوءا وسط تردي الخدمات العامة بينما أوشكت البلاد على الإفلاس.

ولم تُعلن مطالب واضحة خلال الاحتجاجات العنيفة التي وصفتها السلطات ووسائل إعلام محلية بأنها أعمال شغب، لكنها تأتي مع تنامي الغضب بسبب صعوبة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بينما تركز النخبة السياسية اهتمامها على معركة النفوذ والصراع على السلطة.

وشهدت منطقة حي التضامن بالعاصمة تونس مواجهات بين قوات مكافحة الشغب وشبان وأطفال رشقوا الشرطة بالحجارة بينما ردت قوات الأمن بإلقاء قنابل الغاز وأيضا باستخدام خراطيم المياه.

و اندلعت في منطقة المنهيلة بالعاصمة أيضا مواجهات وأحرق المحتجون إطارات سيارات وحاولوا إغلاق الطرق.

وكانت المهدية وسوسة وبنزرت والقيروان وقبلي وسليانة ونابل ومنوبة وقفصة والمنستير، من بين المدن التي شهدت أعنف الاحتجاجات.

وقال شهود إن محتجين نهبوا متاجر في عدة مدن، وأظهر مقطع فيديو مجموعة من الشباب يقودون سيارة شرطة.

صورة

ودارت مواجهات عنيفة أيضا بمدينة باجة (شمال البلاد) منذ بداية حظر التجول في الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي، كما اندلعت في بلدة سبيطلة (الوسط) وفي القصرين، حيث لاحقت قوات الأمن المحتجين وأطلقت قنابل الغاز.

وفي بلدة جلمة بمحافظة سيدي بوزيد، ألقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق شبان أغلقوا الطرقات وأحرقوا إطارات سيارات احتجاجا على التهميش والفقر والبطالة.

وتضاربت التقديرات في وصف طبيعة الاحتجاجات والأطراف التي تقف خلفها، حيث اعتبرها البعض غير “عفوية” وتحمل أبعادا سياسية، مشيرين إلى أن هناك من الأطراف السياسية من يرغب في تسخير بعض الأدوات الاحتجاجية والخروج بالصراع إلى الشارع لتحقيق بعض الأهداف السياسية.

في المقابل ذهب البعض الآخر إلى أن انهيار الأوضاع الاقتصادية في البلاد جراء توقف آلة الإنتاج وارتفاع نسب البطالة إلى 18 في المئة بحسب آخر الإحصائيات الرسمية، خلق حالة من الاحتقان الاجتماعي في مختلف المحافظات.

وتمثل الاحتجاجات اختبارا حقيقيا لقدرة حكومة رئيس الوزراء هشام المشيشي على التعامل معها بينما يشهد الوضع توترا كبيرا بين الفرقاء السياسيين.

'