الجيش الليبي ينعي آمر القوات الخاصة اللواء ونيس بوخمادة – مصدر24

الجيش الليبي ينعي آمر القوات الخاصة اللواء ونيس بوخمادة

بنغازي – توفي اللواء ونيس بوخمادة آمر القوات الخاصة في الجيش الوطني الليبي، أثناء إلقائه كلمة في أحد التجمعات، الأحد، على إثر وعكة صحية ألمت به.

ونعت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي اللواء الراحل في بيان نشره الناطق باسمه اللواء أحمد المسماري.

وقالت القيادة العامة “بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تنعي القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية أحد أبطالها الذين عرفتهم ميادين الشرف والرجولة اللواء ونيس عبدالكريم بوخماده المغربي آمر القوات الخاصة الصاعقة الذي وافاه الأجل صباح اليوم بعد مرض لم يمهله طويلا”.

وتابع البيان “إذ ننعي اللواء ونيس نستذكر مواقفه البطولية في محاربة الإرهاب ووقوفه الدائم إلي جانب الشعب فقد كان دائما يتقدم الصفوف لم تغريه المكاتب والمناصب ولم يغريه متاع الدنيا الزائل”.

واللواء بوخمادة  من مواليد مرزق، إحدى واحات الجنوب الليبي العام 1960، ينتمي إلى قبيلة “المغاربة”، وهو متزوج وأب لخمسة أبناء، تخرج من الكلية العسكرية العام 1981.

شارك في حرب تشاد خلال الثمانينات، وتقلد عدة مناصب بالقوات الخاصة “الصاعقة” أبرزها آمر فرع الاحتياط، وخلال مسيرته المهنية تحصل على عدة أوسمة، أبرزها أربعة أنواط الواجب ونوط الخدمة الطويلة، ونوط التدريب العسكري، وشارك في عديد الدورات الاحترافية، منها دورات الصاعقة، والمظلات والعمليات الخاصة.

كان خلال أحداث فبراير 2011 من أول المنتمين إلى صفوف المعارضة المسلحة، وقاد العمل الميداني في عدة محاور بالجبهة الشرقية، ليكلَّف بعد الإطاحة بالنظام السابق آمرا لعمليات سبها وتأمين المدينة وضواحيها جنوب غرب ليبيا،

وظل يتولى هذه المهمة لأكثر من عام، وهناك احتفظ له أهل الجنوب بخطابه الذي شدد فيه على ألا تستخدَم قوة الجيش على حساب تقاليده العسكرية، وعلى حساب القيم والأعراف الاجتماعية والأخلاقية، وقد سمعوه وهو يعبر عن ذلك بلغة الناس بما تحمل من بساطة المفردات وقوة التعبير “ليس من عوائد أهلنا ولا من أخلاقنا أن نقصف بيوت الناس بحجة مطاردة المارقين”.

وقاد اللواء بوخمادة جهودا كبيرة في توحيد كتائب القوات الخاصة (الصاعقة)، تحت راية الجيش الوطني الليبي، عقب إطلاق عملية الكرامة عام 2014، ويعرف في الوسط العسكري، وخاصة بين قوات الصاعقة، بـ”الفهد الأسمر” و”أسد الصاعقة”، لدوره البارز في قيادة القوات الخاصة الليبية في المعارك التي شنها الجيش الوطني ضد الإرهابيين المدعومين من قطر وتركيا منذ عام 2014 وحتى الآن، في مدن درنة وبنغازي.

وخاض بوخمادة مع ضباط وجنود قواته الخاصة في يوم 16 أيار 2014، اشتباكات قوية مع المليشيات المسلحة الإرهابية المدعومة من قطر، وأبرزها مليشيا “أنصار الشريعة” وميليشيا “17 فبراير”، حيث شنت تلك المليشيات الإرهابية عمليات مسلحة واغتيالات في مدينة بنغازي، مما أدى إلى ضرورة الخلاص منها وتحرير المدينة، كما قامت القوات الخاصة، بقيادة بوخمادة، بالعديد من المداهمات والعمليات في معارك بنغازي، التي انطلقت على إثر إعلان الجيش “عملية الكرامة” لتحرير المدينة.

وفي يناير 2018، أعلن اللواء بوخمادة اعتزام قوات الصاعقة الانتقال بكامل أفرادها وعتادها إلى كل محاور مدينة درنة لمواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة وتحريرها، وبالتزامن مع عمليات تحرير درنة من الجماعات الإرهابية، التي أعلن الجيش تحريرها في 28 يونيو، عثر الجيش الليبي على أسلحة، عليها ختم القوات المسلحة القطرية، في مخازن الإرهابيين.

وأكد اللواء بوخمادة، في أكثر من مناسبة، أن بعض الدول المارقة تسعى لدمار وخراب ليبيا، موضحا أن قطر وتركيا ترسل الأسلحة لخلايا إرهابية متواجدة في الغرب الليبي وتدعم المجموعات المتطرفة.

وفي نوفمبر 2019 وجّه رئيس النيابة العسكرية كتابا إلى آمر القوات الصاعقة اللواء بوخمادة بخصوص ضبط أصحاب السوابق المحسوبين على القوات الخاصة، فما ما كان من بوخمادة إلا أن أصدر تعليماته لشعبة التحريات الخاصة بضبط المركبات المدنية التي تحمل شعار القوات الخاصة الصاعقة والمركبات المطلية بالطلاء الخاص بقوات الصاعقة، وشدد على ضرورة القبض على أي شخص يحمل تعريفا أو رسالة صادرة من القوات الخاصة الصاعقة منتهي الصلاحية، إضافة إلى القبض على أي شخص مدني يرتدي الزي العسكري.

وفي يونيو 2016 نجا اللواء بوخمادة، من محاولة اغتيال في محيط مستشفى الـ1200، تعرض ها حين كان يشارك في إعداد “مراسم تشييع جثمان الشهيد على المرتجع التاورغي”.

ونجا أيضا من محاولة اغتيال في يوليو 2019 عندما نفذ إرهابيون تفجيرا استهدف مقبرة الهواري خلال تشييع جنازة اللواء خليفة المسماري أحد قيادات القوات الخاصة في مدينة بنغازي.

'