الحرس الثوري الإيراني يتولى مهمة قمع الاحتجاجات – مصدر24

الحرس الثوري الإيراني يتولى مهمة قمع الاحتجاجات

إذا لم تتوقف الاحتجاجات بحلول الثلاثاء، سنقوم بإنزال قوات الباسيج إلى الشوارع،  بهذا أوعز النظام الإيراني، الذي فشل سياسيا في احتواء الاحتجاجات العارمة التي ضربت البلاد إثر الترفيع في أسعار البنزين، لأذرعه الأمنية بقمع المتظاهرين وترهيبهم. وأوكل النظام المأزوم اقتصاديا المهمة للحرس الثوري أشرس أجهزته الدموية، حيث سبق وأن تمكن هذا الجهاز من قمع تظاهرات سابقة، لكن هذه المرة تبدو المهمة أكثر تعقيدا بعد أن نفذ صبر الإيرانيين، مطالبين بإسقاط المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في تحد غير مسبوق.

 

طهران 

حذّر الحرس الثوري الإيراني الاثنين، المحتجين المناهضين للحكومة من إجراء “حاسم” إذا لم تتوقف الاضطرابات التي بدأت بسبب رفع أسعار البنزين، مما يشير إلى أن حملة أمنية قاسية تلوح في الأفق.

وانتشرت الاحتجاجات في مختلف أنحاء الجمهورية الإسلامية منذ الجمعة، واتخذت منحى سياسيا مع مطالبة المحتجين بتنحي كبار رجال الدين الذين يقودون البلاد. وأشارت وسائل الإعلام الرسمية إلى إحراق مئة بنك على الأقل والعشرات من المباني.

ولا يزال نطاق الاحتجاجات التي أشعلها الإعلان عن توزيع البنزين بالحصص وزيادة سعره بنسبة 50 في المئة على الأقل غير واضح، حيث تفرض السلطات قيودا على الإنترنت لمنع استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في تنظيم المظاهرات ونشر مقاطع الفيديو.

ولكن يبدو أن الاحتجاجات هي الاضطرابات الأخطر في البلاد منذ أواخر عام 2017 عندما لقي 22 شخصا حتفهم في العشرات من المدن والبلدات في احتجاجات على انخفاض مستويات المعيشة طالب المحتجون خلالها باستقالة شخصيات كبيرة في النخبة الشيعية.

لطف الله ديجكام: إذا لم تتوقف الاحتجاجات، سنقوم بإنزال قوات الباسيج

وقالت حكومة الرئيس حسن روحاني إن الهدف من زيادة سعر البنزين هو تحصيل نحو 2.55 مليار دولار لإضافتها إلى الدعم الذي تستفيد منه 18 مليون أسرة محدودة الدخل. لكن كثيرا من الإيرانيين يشعرون بالغضب واليأس بعد العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها على طهران، وساعدت في تقويض وعود الحكومة بمزيد من الوظائف والاستثمارات. وتتوق السلطات إلى إنهاء الاضطرابات.

وقال الحرس الثوري، وهو القوة الأمنية الرئيسية المدججة بالسلاح في إيران، في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية “إذا تطلب الأمر فسنتخذ إجراء حاسما وثوريا ضد أي تحركات مستمرة لزعزعة السلام والأمن”.

وأنحى الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي الأحد باللائمة في الاضطرابات على معارضي الجمهورية الإسلامية وأعدائها الأجانب، واصفا المحتجين الذين هاجموا الممتلكات العامة بأنهم “بلطجية” و”مثيرو شغب”.

وصارت معاناة الإيرانيين لتلبية احتياجاتهم المالية أشد العام الماضي عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني الموقّع مع الدول الكبرى، وأعاد فرض العقوبات الأميركية على طهران، وهي العقوبات التي كانت واشنطن قد رفعتها بمقتضى الاتفاق.

وتفاقمت خيبة الأمل مع التخفيض الحاد في قيمة الريال الإيراني والزيادات في أسعار الخبز والأرز وسلع أخرى منذ بدء تطبيق سياسة “الضغوط القصوى” التي انتهجتها واشنطن لانتزاع المزيد من التنازلات النووية والأمنية من إيران.

ويرى كثير من مواطني إيران المنتجة للنفط أن البنزين الرخيص حق أساسي لهم، كما أثارت زيادة سعره مخاوف من ضغوط أكبر على تكاليف المعيشة، فيما ذكر مراقبون أن الحكومة الإيرانية تتجه نحو رفع الدعم على عدة منتجات أساسية لمجابهة وطأة العقوبات الأميركية.

وقُتل مدني الجمعة وأصيب آخرون بجروح في تظاهرات اتّسعت رقعتها السبت في إيران، ومن المتوقع أن تبلغ ذروتها الأسبوع الجاري، على الرغم من التحذيرات الأمنية.

والاثنين، دعت الحكومة الألمانية القيادة السياسية في إيران إلى الحوار مع المتظاهرين، واحترام حق التجمّع والتعبير عن الرأي.

وقالت أولريكه ديمر، نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية، في برلين عن الاحتجاجات ”إن من الأمور المشروعة والتي تستحق الاحترام من وجهة نظر الحكومة الألمانية، أن يعلن الناس بشجاعة عن مطالبهم السياسية والاقتصادية على الرأي العام، كما يحدث حاليا في إيران”. وأضافت ديمر أن برلين تتابع بقلق تطورات الوضع في إيران، ولاسيما التقارير التي تحدثت عن سقوط قتلى والقبض على العديد من الأشخاص.

وقالت إن ”الناس في إيران لا بد أن تتاح لهم إمكانية إبداء عدم رضاهم عن التطورات السياسية والاقتصادية والتعبير عن آرائهم بحرية وسلمية والاستعلام من المصادر العامة المتاحة وتبادل الآراء مع بعضهم بعضا”.

وفقدت نظرية المؤامرة التي يلجأ اليها النظام الإيراني في كل مرة لتبرير خياراته الاجتماعية زخمها بعد أن تجاوزت المطالب الاحتجاجية بعدها الاجتماعي إلى الشق السياسي أين رفعت شعارات مناوئة للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

وقال آية الله لطف الله ديجكام، ممثل المرشد الإيراني في ولاية فارس (جنوب غرب البلاد)، إن قوات التعبئة العامة “الباسيج”، التابعة للحرس الثوري، ستتدخل ضد الاحتجاجات في مدينة “شيراز”، إذا لم تتوقف بحلول الثلاثاء.

وأضاف ديجكام، الإثنين، أن الاحتجاجات المستمرة في مركز المدينة (عاصمة الولاية)، على زيادة أسعار الوقود، يقف خلفها أناس قدموا من الخارج، كما اتهم المحتجين بـ”المفسدين”.

وأكد “إذا لم يوقف مجلس أمن الولاية الاحتجاجات بحلول الثلاثاء، سنقوم بإنزال قوات الباسيج إلى الشوارع”

'