الحشد الشعبي يوجه رسالة قوية للكاظمي: الكلمة لنا – مصدر24

الحشد الشعبي يوجه رسالة قوية للكاظمي: الكلمة لنا

بغداد – اعتبرت أوساط سياسية عراقية أنّ الهجوم الذي شنّه أنصار الحشد الشعبي على مقرّ الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد وحرقه رسالة مباشرة إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي سعى في الأسابيع الأخيرة للحدّ من نفوذ الميليشيات في قلب العاصمة بغداد.

وهاجم مئات من أنصار الحشد الشعبي الموالي لإيران مقرّ الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد وأضرموا النار به تنديدا بانتقادات هوشيار زيباري القيادي في الحزب لهذه الميليشيات والدعوة إلى سحبها خارج المنطقة الخضراء وفي المناطق الحيوية في بغداد.

واقتحم أنصار الحشد الشعبي مقرّ الحزب التابع للزعيم الكردي مسعود البارزاني في وسط بغداد ودمّروا محتوياته، قبل إشعال النار فيه على الرغم من انتشار كبير للشرطة.

ووسط أعمدة من الدّخان الأسود، لوّح المتظاهرون بأعلام الحشد وكذلك صور الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب قائد الحشد السابق أبومهدي المهندس اللذين قتلا في غارة أميركية في بداية العام الجاري.

وأقدم المحتجّون أيضا على حرق العلم الكردي وكذلك صور مسعود البارزاني وهوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي الأسبق والمسؤول التنفيذي الأول للحزب الديمقراطي الكردستاني.

وكانت “العرب” توقّعت منذ أيام أن تعمل الميليشيات المرتبطة بإيران على إرباك المشهد السياسي والأمني في العراق من خلال عمليات ذات بعد طائفي لإظهار أنها اللاّعب الرئيسي في العراق، وأنه لا يمكن القيام بأيّ ترتيبات دون مشاورتها ومشاركتها وقراءة حساب المصالح الإيرانية.

ومن الواضح أنّ الهجوم على المقرّ الكردي يحمل رسالة إلى رئيس الوزراء الذي يسعى للحد من نفوذ هذه الميليشيات في الجانب الأمني، وأيضا من خلال تحريك ملفّات الفساد ضد قيادات بارزة، محسوبة على الميليشيات أو من داعميها، وهو أمر قد يمثّل أكبر تحدّ للأحزاب الحاكمة.

ويتوقّع مراقبون أن تواصل القوى الميليشياوية محاولة التصعيد الطائفي ضد الأكراد والسنة خلال الأشهر القليلة القادمة التي تسبق الانتخابات، على أمل أن تنجح في حشد الشارع الشيعي خلفها، والظهور بمظهر المدافع عنه.

Thumbnail

وندد رئيس إقليم كردستان نجيرفان البارزاني بقيام “فئة خارجة عن القانون بإحراق مقر الحزب في بغداد وإحراق علم كردستان وصور الرموز الكردية ورفع علم الحشد الشعبي على المبنى”.

وقال البارزاني في بيان صحافي “تلك الهجمة تعدّ عملاً تخريبياً ومهاجمة مقر حزب ساهم في إسقاط الدكتاتورية في العراق، هي بالتالي مهاجمة التاريخ النضالي المشترك للكرد والقوى العراقية الثائرة للقضاء على الظلم، كما أنها مهاجمة للتعايش السلمي وتقويض للسلم المجتمعي والسياسي، ولا تتفق مع مبادئ الدستور والديمقراطية وحقوق الإنسان”.

بدوره، استنكر رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني الهجوم. وقال “ندين بشدة هذا الاعتداء الجبان”، مشيراً إلى أن “هذه الاعتداءات لن تقلل من مكانة الكرد والقيم العليا لشعب كردستان”. وأضاف “ننتظر من الحكومة الاتحادية اتخاذ الاجراءات المناسبة ضد هذا الاعتداء”.

وكان زيباري دعا قبل أسبوعين الحكومة العراقية إلى “تنظيف المنطقة الخضراء من التواجد الميليشياوي الحشدي”، ووصف الحشد الشعبي بأنه “قوة خارجة عن القانون”.

وأعلنت كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني في البرلمان العراقي إدانتها الشديدة لحرق علم إقليم كردستان العراق في بغداد السبت.

وأكدت في بيان صحافي أن “حرق علم الإقليم يمثل اعتداء وإهانة لجميع أبناء الشعب الكردي، ولا يمثل حزبا أو طائفة، بل يمثل رمز شعبٍ بكامله دستورياً، والاعتداء عليه يشكل تهديداً للسلم الأهلي ووحدة العراق و شعبه”.

وشدد البيان على أن “هذا العلم ضحينا من أجله بالغالي والنفيس و لن نقبل بالتجاوز على قدسيته بتاتاً”.

ويؤكد الحشد الشعبي أنه اندمج في القوات النظامية بعدما قاتل إلى جانب الدولة والتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وأنه صار شريكا في المؤسسة الأمنية والعسكرية ومن ثمة لا يمكن استهدافه.

وأدانت فيان صبري رئيسة كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في مجلس النواب الحادثة. وقالت إن “ثقافة الحرق والسحل ما زالت موجودة لدى البعض”، مشيرة إلى أنه “بالفعل كان هناك حرق سفارات وحوادث مماثلة غيرها”.

وأضافت “هذه ليست تظاهرة لأن التظاهر يجب أن يكون سلميا وفق الدستور”، متهمةً “فصائل غير منضبطة بالوقوف وراء هذه الأعمال”، من دون ذكر تفاصيل.

واتهمت قوات مكافحة الإرهاب في كردستان الحشد بإطلاق صواريخ على مطار أربيل حيث يتمركز جنود أميركيون في الأول من أكتوبر.

وفي نهاية شهر أغسطس الماضي اقتحم محتجون يرفعون رايات الحشد محطة تلفزيونية تابعة لسياسي سنّي لبثها برنامجًا احتفاليًا في يوم عاشوراء أكثر الأيام قدسية لدى الشيعة.

Thumbnail
Thumbnail
Thumbnail
Thumbnail
'