الحوثيون يتحدّون الصرامة الشكلية لإدارة بايدن – مصدر24

الحوثيون يتحدّون الصرامة الشكلية لإدارة بايدن

عدن – يستشعر الحوثيون رخاوة في الموقف الأممي والدولي وتحديدا الأميركي تجاههم، ويواصلون تشدّدهم إزاء دعوات التهدئة التي يقابلونها بالتمادي في هجومهم على محافظة مأرب الإستراتيجية ومواصلة استهدافهم للأراضي السعودية والتحرّش بالملاحة الدولية التي تمثّل المياه اليمنية شريانا حيويا لها.

وأعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن عن إحباط هجوم وشيك بزورق مفخخ كان المتمرّدون المدعومون من إيران يستعدون لتنفيذه جنوبي البحر الأحمر.

وأعقبت محاولة الهجوم إعلان الولايات المتّحدة قبل أيّام عن فرضها عقوبات على قائدين عسكريين حوثيين مشاركيْن في الهجوم المتواصل على محافظة مأرب الغنية بالغاز الطبيعي، وذلك في مظهر على تحوّل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من التساهل إزاء الحوثيين إلى الصرامة بعد فشلها في إقناعهم بالاستجابة لجهود البحث عن حلّ سلمي للحرب في اليمن.

لكنّ تلك الصرامة بدت شكلية إلى حدّ بعيد، حيث إن فرض عقوبات فردية على عدد محدود من المسؤولين الحوثيين من قبيل تجميد الأرصدة والمنع من دخول التراب الأميركي لا يُلحق بهؤلاء المسؤولين أي أضرار ملموسة ولا يسلّط عليهم أي ضغوط من شأنها أن تقيّد حركتهم وتجبرهم على تغيير سلوكهم أو تضطرّ جماعتهم للعدول عن سياساتها.

محمد علي الحوثي: العقوبات لا تخيف المجاهدين.. سنضرب في أماكن غير متوقعة

وتحدّى محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا للجماعة العقوبات التي فرضتها واشنطن الأسبوع الماضي على كل من رئيس الأركان العامة الذي يقود هجوم الحوثيين في مأرب محمد عبدالكريم والقيادي الحوثي البارز المشرف أيضا على الهجوم يوسف المداني، وهدد بتوسيع نطاق الهجمات التي تشنّها جماعته.

وقال الحوثي عبر تويتر “العقوبات لا تخيف المجاهدين”، مضيفا “إذا استمروا بحصارهم وعدوانهم فربما تُضرَب أماكن غير متوقعة لبعض دول العدوان”.

ومن جهتها انتقدت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا فرض مثل تلك العقوبات وقلّلت من جدواها. وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إنّ “العقوبات الفردية التي تطاول قيادات الصف الأول في ميليشيا الحوثي في إطار الضغوط عليها للامتثال لجهود التهدئة وإحلال السلام، لم تؤثر على وتيرة عملياتها العسكرية في مأرب وأنشطتها الإرهابية التي تستهدف الأحياء السكنية ومخيمات النزوح في المناطق المحررة، ودول الجوار وخطوط الملاحة الدولية”.

ودعا في تغريدات على تويتر “المجتمع الدولي والإدارة الأميركية إلى إعادة النظر في أسلوب التعاطي مع ميليشيا الحوثي، وإعادة تصنيفها منظمة إرهابية كخطوة محورية لتجفيف منابعها المالية والحد من أنشطتها الإرهابية، ودفعها نحو الانخراط في جهود التهدئة وإحلال السلام وإنهاء المعاناة الإنسانية المتفاقمة لليمنيين”.

وكانت إدارة بايدن قد تحجّجت بالوضع الإنساني الصعب في اليمن لإلغاء قرار اتّخذته سابقتها إدارة دونالد ترامب في أواخر عهدها بتصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية أجنبية، وراهنت في مقابل إلغاء التصنيف على إطلاق عملية سلام شاملة في اليمن يشارك فيها الحوثيون.

لكنّ واشنطن بعد أشهر من الحراك الدبلوماسي الكثيف في المنطقة توصّلت إلى قناعة بعدم رغبة الحوثيين في السلام، وتبعا لتلك القناعة أعلن المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ الخميس الماضي، عن فرض عقوبات على القائدين العسكريين الحوثيين المرتبطين بالهجوم الذي تشنه الميليشيات الحوثية على مأرب.

معمر الإرياني: العقوبات الفردية على ميليشيا الحوثي لم تؤثر على أنشطتها

لكن ليندركينغ جدّد بالتوازي مع ذلك التزام بلاده بإيجاد حلّ للصراع في اليمن، مشيرا إلى أنه قام بخمس رحلات إلى دول مختلفة في منطقة الخليج ومن ذلك رحلته الأخيرة برفقة المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث والسيناتور الأميركي كريس مورفي والتي خرج منها حسب تعبيره، بخيبة أمل نتيجة رفض وفد الحوثيين في سلطنة عمان لقاء المبعوث الخاص للأمم المتحدة، مشدّدا على أن رفضهم ذلك الاجتماع بالتحديد لم يكن هو الشيء الوحيد الإشكالي حيث “أظهروا رغبتهم في الانخراط مع شتّى الأطراف المعنية ولكنهم سرعان ما كانوا يتراجعون عن مسارهم”.

وكشف المبعوث الأميركي في سياق حديثه عن التنازلات التي قدمتها واشنطن لتشجيع الحوثيين على الانخراط في التسوية السياسية، من خلال إلغاء تصنيف جماعتهم منظمة إرهابية ووضع بعض القيود على دعم القدرة الهجومية للتحالف الذي تقوده السعودية. مؤكدا أن “تلك إشارات قوية تفيد بأن الولايات المتحدة تريد القيام بالأمور في اليمن بطريقة مختلفة”.

وينطوي تهديد الملاحة البحرية قبالة السواحل اليمنية على تحدّ استثنائي للمجتمع الدولي المعني بشكل مباشر بانسيابية حركة التجارة عبر بحر العرب ومضيق باب المندب والبحر الأحمر، حيث تمرّ بشكل يومي كميات كبيرة من السلع والمواد في الاتجاهين بما في ذلك كميات النفط الضخمة المصدّرة من منطقة الخليج نحو الأسواق العالمية.

وحذّر تحالف دعم الشرعية اليمنية الاثنين في بيان، من أنّ ميليشيا الحوثي ما زالت تهدّد الممرات البحرية والتجارة العالمية.

ويعد البحر الأحمر من أكثر الممرات الملاحية ازدحاما في العالم إذ أنه يتصل بقناة السويس وتمر عبره الآلاف من السفن من خلال مضيق باب المندب عند طرفه الجنوبي.

وفي ديسمبر الماضي قالت السعودية إن ناقلة راسية في مرفأ جدة على البحر الأحمر أصيبت عندما اصطدم بها زورق مفخخ، وذلك بعد حادث منفصل في مرفأ سعودي آخر أصيبت فيه ناقلة بتلفيات جراء انفجار.

'