الخرطوم تتهم أديس أبابا برفع سقف مطالبها بشأن قسمة نهر النيل – مصدر24

الخرطوم تتهم أديس أبابا برفع سقف مطالبها بشأن قسمة نهر النيل

الخرطوم – كشف السودان الأحد أن إثيوبيا رفعت سقف مطالبها بشأن مياه نهر النيل، في إطار أزمة سد النهضة المتواصلة منذ نحو 10 سنوات.

وقال ياسر عباس وزير الري والموارد المائية السوداني إن “إثيوبيا رفعت السقف للمطالبة ببحث قسمة مياه النيل”، دون أن يخوض في التفاصيل.

وشدد عباس من كينشاسا على وجوب التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث قبل التعبئة الثانية لسد النهضة الإثيوبي، الذي تفوق كلفته 4 مليارات دولار.

وأكدت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم قبل البدء في الملء الثاني لسد النهضة في يوليو المقبل.

وأضافت المهدي في تدوينة عبر فيسبوك “التقينا بالجالية السودانية في الكونغو الديمقراطية، عقب وصولنا إلى (عاصمتها) كينشاسا للمشاركة بجولة جديدة لمفاوضات السد”.

ووصل الأحد وفود الدول الثلاث إلى كينشاسا لبدء الجولة الجديدة من المفاوضات التي ترعاها الكونغو الديمقراطية وتستمر لمدة ثلاثة أيام، والتي سبقتها اجتماعات فنية بدأت السبت تحضيرا للاجتماع الوزاري.

واجتمع الوفد الفني السوداني المرافق للوزراء بمسؤولي الاتحاد الأفريقي والرئاسة الكنغولية قبيل الاجتماع الوزاري بطلب منهم، لعرض وتأكيد موقف السودان وشواغله التي شملت ضرورة تعديل وتحديد منهجية فعالة للوساطة وتسهيل التفاوض بين الدول الثلاثة وعدم قبول الملء الأحادي المعلن من إثيوبيا.

وقال الرئيس فيليكس تشيسيكيدي، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، إنه لا ينبغي أن ينظر إلى الخلافات بخصوص سد النهضة على أنها دائمة، بل كفرصة للتقارب والتعاون بين دول القارة.

وأضاف في مستهل المفاوضات على المستوى الوزاري أنه ينبغي علينا أن نجد طرقا للحديث وتبادل الرؤى والمعلومات في ما بيننا.

وعبر عن أمله في إيجاد حل نهائي لأزمة سد النهضة وفتح صفحة جديدة من التعاون بين الدول الثلاث.

وتتفاقم أزمة السد مع تعثر المفاوضات الفنية بين الدول الثلاث، التي بدأت منذ نحو 10 سنوات، ويديرها الاتحاد الأفريقي منذ أشهر.

وتصر أديس أبابا على الملء الثاني للسد في يوليو المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه، فيما تتمسك القاهرة والخرطوم بعقد اتفاقية تضمن حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل‎ البالغة 55.5 مليار متر مكعب، و18.5 مليار متر مكعب على التوالي.

وقبل أسبوع من انطلاق المفاوضات ارتفع منسوب التوتر بين القاهرة وأديس أبابا، حينما لوح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بتحرك يؤثر على أمن المنطقة بالكامل.

وينظر المراقبون لأزمة سد النهضة إلى اجتماع كينشاسا على أنه فرصة جديدة لإعادة المفاوضات إلى سكة التقارب، لاسيما مع الرسائل التي خرجت من الدول الثلاث خلال الأيام الماضية.

ويسعى الاتحاد الأفريقي الذي يشدد على حياده في المفاوضات إلى إحداث اختراق لدى الأطراف المتنازعة، وتقريب وجهات النظر مجددا للتوصل إلى حل يرضي شركاء مياه النيل.

وتتمسك إثيوبيا بوساطة الاتحاد الأفريقي، في مقابل إصرار سوداني مصري على وساطة رباعية تتمثل في الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحادين الأوروبي والأفريقي.

'