الرياضات الجامعية بوابة الشباب للاحتراف العالمي – مصدر24

الرياضات الجامعية بوابة الشباب للاحتراف العالمي

بيروت – تعرّفت نيلا سنيور على رياضة الركبي ليغ في الجامعة، وتقول “شدني التحدي الذي تشكله هذه اللعبة. وقد وضعت كل جهدي في التمارين والتدريبات بينما كنت أنهي دراستي الجامعية. فأصبحت لاعبة فريق الجامعة. ثم لاعبة محترفة وكابتن المنتخب الوطني”.

لعبة الركبي ليغ هي رياضة جامعية بامتياز، انطلقت من الجامعات اللبنانية في العام 2002، بمبادرات فردية من الشباب وجعلت لبنان البلد الصغير يحتل المركز العشرين عالميا فيها، وفق تقرير نشرته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية.

وانطلق الدوري اللبناني للركبي ليغ في العام 2005. ويشكل الشباب الجامعي، من لاعبين وجمهور، ركيزة أساسية من ركائز هذه اللعبة في لبنان.

التزام عال

ترى سنيور أن على النساء الإقبال على ممارسة رياضة الركبي أو أي نوع آخر من الرياضة، لأنها قد تكون متنفسا إيجابيا يتيح للمرأة أن تتخطى تحديات المجتمع.

وتتطلب هذه اللعبة التزاما عاليا وجهدا جسديا وفكريا، وتضيف سنيور أنها “تحتاج إلى التوفيق أيضا بينها وبين حياة الفتاة الدراسية أو المهنية أيضا. لكن هذا لم يكن عائقا بيني وبين لعبة الركبي. فنحن نواظب على التمرين المتواصلة. ما أثر إيجابيا في حياتي المهنية والشخصية”.

ورغم عدم شعبية هذه اللعبة، إلا أن المنتخب اللبناني تمكن من الوصول للمرة الأولى، إلى بطولة كأس العالم 2017، التي نظمت في أستراليا ونيوزلندا وبابوا غينيا الجديدة، في مجموعة تضم أستراليا وفرنسا وإنجلترا، من بين 14 منتخبا مشاركا، بحسب ما يقول رئيس الاتحاد اللبناني للركبي ليغ محمد حبوس.

وفي لبنان، توجد خمسة أندية للركبي ليغ، 2 منها في شمال لبنان، و2 في بيروت وواحد في جونيه، بالإضافة إلى 11 فريقا جامعيا. ويلقى الاتحاد دعم وزارة الشباب والرياضية، في أمور بسيطة مثل تلبية طلبات التراخيص وتأمين الملاعب وغيرها.

ويواجه الاتحاد صعوبات تجعله مثالا يحتذى به بين فرق الركبي ليغ العالمية. ويوضح حبوس أن “الفرق العالمية تنظر إلينا كمثل أعلى نظرا لما حققناه رغم الصعوبات”.

ووصل العديد من الشباب اللبناني إلى الاحتراف العالمي وأكملوا مسيرتهم الرياضية في الدول الغربية انطلاقا من الجامعة. وتعتبر الجامعات ملتقى للشباب للتعبير عن آرائهم وتطلعاتهم الثقافية، الرياضية والفنية إلى جانب رغبتهم في متابعة تحصيلهم العلمي. وأحد أهم هذه التطلعات هو ممارسة الألعاب الرياضية بأنواعها والتي دائما ما تجذب إليها الكثير من الشباب.

فرصة للاحتراف

الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية يعمل على بناء صورة ذهنية عن الأنشطة الرياضية لجعلها جزءا من ثقافة المجتمع
الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية يعمل على بناء صورة ذهنية عن الأنشطة الرياضية لجعلها جزءا من ثقافة المجتمع

تحتل الرياضة الجامعية مكانة بارزة في عالم الرياضة والتعليم، فهي تمثل جانبا أساسيا من جوانب إعداد الشباب وتأهيلهم وتوفير فرص للاحتراف.

والرياضة الجامعية تنمي حب الرياضة وتصقل القدرات الرياضية وتخرّج الأبطال، وتساعد أيضا في نشر قيم الانفتاح والروح الرياضية والتضامن والامتياز، التي تفيد المجتمع برمته.

وأعلنت منظمة اليونسكو 20 سبتمبر من كل عام، اليوم العالمي للرياضة الجامعية، وهو التاريخ الذي تم إقراره منذ خمس سنوات عندما اقترح الاتحاد الدولي للرياضة الجامعية  (FISU) في عام 2015، على منظمة اليونسكو، أن تقيم يوما دوليا مخصصا للرياضة الجامعية، وأشادت الدول الأعضاء بالمقترح في الدورة الثامنة والثلاثين للمؤتمر العام لليونسكو، والتي عقدت في باريس في نوفمبر 2015، وبناء عليه فقد أعلن 20 سبتمبر يوما عالميا للرياضة الجامعية، ويتزامن هذا اليوم في معظم البلاد حول العالم مع بداية السنة الدراسية، كما أن سبب اختياره هو أنه تاريخ انطلاق أول بطولة عالمية للطلاب قبل 94 عاما، في عام 1924.

ويسعى الاتحاد الدولي للرياضة الجامعية من خلال اختيار هذا اليوم من كل عام للجامعات والرياضة، إلى لفت الانتباه إلى الدور الرئيسي الذي يمكن بل ويتوجّب على الجامعات لعبه، من أجل الارتقاء إلى مستوى تحديات العصر، وذلك من أجل اكتساب المعرفة ونقلها، وكذلك مواجهة التحديات المتعلقة بالسياسة الاجتماعية والاقتصادية على المستويات المحلية والوطنية والدولية.

والاتحاد الدولي للرياضة الجامعية مكون من 167 اتحادا رياضيا جامعيا وطنيا، ويمثل المئات من مؤسسات التعليم العالي.

نتائج دراسية أفضل

أظهرت دراسة حديثة أن ممارسة الطلاب للرياضة، لاسيما أثناء فترة الدراسة الجامعية، ترتبط بالحصول على درجات أفضل. وتشير نتائج الدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة ولاية ميشيغان الأميركية، إلى أن ممارسة الرياضة يمكن أن تؤدي إلى تحسين الأداء الأكاديمي، وخاصةً لطلاب الجامعات.

وأكدت الدراسة أن ممارسة الرياضة الترويحية قد تحسّن من متوسط درجات الطلاب، وارتبطت باحتمالات أقل لانقطاع الطلاب عن الدراسة أو إخفاقهم في السنة الدراسية الأولى.

ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة كيري فاسولد “إن ممارسة الرياضة كان لها تأثير كبير على الوقت الذي يستغرقه الطالب للتخرج، حيث تقلل من عدد السنوات التي يقضيها للدراسة، مما يحد من النفقات”.

إلا أن المؤلف المشارك جيم بيفارنيك، أستاذ علم الحركة، نصح بعدم الانضمام إلى العديد من الرياضات في نفس الوقت، بل المشاركة في عدد معتدل من الأنشطة، مع إدراك أن الشاب أنهم ليسوا مضطرين لأن يكونوا نجوما في لعبة واحدة فقط.

والمشكلة في غالبية الدول العربية أن الاهتمام بالرياضة يقتصر على كليات الرياضة والتربية البدنية في العموم، في حين يؤكد الطلاب رغبتهم بالمشاركة والانضمام إلى رياضات مختلفة سواء فردية وجماعية، مستفيدين من مرحلة الدراسة الجامعية التي تسبق الانخراط في سوق العمل، ووجود متسع من الوقت مع إمكانية تطوير مواهبهم.

ممارسة الرياضة الترويحية تحسن من متوسط درجات الطلاب، وارتبطت باحتمالات أقل لانقطاع الطلاب عن الدراسة

ومؤخرا بدأ الاتحاد الرياضي للجامعات المصرية خطة جديدة، بالتشكيل الجديد للاتحاد والاستعانة برياضيين مشاهير، والتوسع في المشاركة بالبطولات العالمية، وزيادة حجم المشاركة النسائية من الطالبات، وتوسيع مشاركة القطاع الخاص في دعم البطولات الجامعية، هذا إلى جانب أهمية مشاركة الطلاب الوافدين في الأنشطة لضمان انخراطهم في العملية التعليمية.

وقرر الاتحاد، دعم تنظيم سباق النيل للسباحة بالزعانف، وسباق المراكب الشراعية بجامعة أسوان، الموافقة على الدعوة الواردة للاتحاد، للمشاركة في اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للرياضة الجامعية، لبحث تنظيم مصر للدورة العربية الثالثة للجامعات، بعد توقفها منذ آخر دورة أقيمت بمصر عام 2010 وبحث مشاركة مصر في البطولة الأفريقية للجامعات.

ويدرس الاتحاد زيادة موازنته من خلال توفير دعم القطاع الخاص والرعاة للبطولات الجامعية، ودعم الطلاب المتميزين رياضيا من خلال حوافز مقدمة من المجلس الأعلى للجامعات، ومنح لدراسة اللغات والحاسب الآلي، ومراعاة الطلاب الرياضيين اجتماعيا، وتفعيل مشاركة الاتحادات الرياضية للطلاب، بأنشطة الاتحاد وتقديم منح دراسية بالجامعات الحكومية والخاصة لطلاب الثانوية العامة المتميزين رياضيا، وتشكيل اللجنة الطبية، وكذلك تشكيل لجنة للتسويق وتنمية الموارد.

واقترح الإعلامي أحمد شوبير، عضو مجلس إدارة الاتحاد الرياضي للجامعات، توفير دعاية إعلامية للبطولات الرياضية الجامعية ودوري وكأس الجامعات، وتنظيم ندوات رياضية للمشاهير الرياضيين بالجامعات، لتحقيق التواصل بينهم وبين الطلاب.

وفي المقابل تشهد المعاهد الفنية في مصر إهمالا كبيرا بالنسبة للرياضات، وتفتقد هذه المعاهد لإدارات رعاية الشباب وإن كانت موجودة في بعضها لا يشعر بها أحد من الطلبة، حيث أن ميزانياتها محدودة، إضافة إلى عدم انخراط موظفيها مع الشباب بل إن مهمتهم تقتصر على العمل الروتيني المكتبي.

يعتبر طلاب المعاهد الفنية محرومين فعليا من جميع الأنشطة الرياضية، والمشاركات والمنافسات، وخارج أي حسابات، وتكتفي إدارة رعاية الشباب بالمعاهد ببعض الرحلات الترفيهية المحدودة، وبعض الأنشطة الفنية التي تتم بشكل فردي وبمجهود شخصي من القائمين على النشاط ووفقا لرؤية إدارة كل معهد.

وفي بعض الدول ازداد الوعي مؤخرا بأهمية الرياضات الجامعية ليس فقط من أجل الاحتراف وتأهيل الشباب للبطولات العالمية، بل باعتبارها أحد معايير جودة الحياة.

وتتجه الجامعات السعودية نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 عبر السعي إلى رفع نسبة ممارسي الرياضة في المجتمع، وعملت من هذا المنطلق على استثمار إمكاناتها لتهيئة البيئة المناسبة والبرامج الرياضية الخاصة بالطالبات.

وتتوازى جهود الجامعات مع أحد أهداف برنامج جودة الحياة، ضمن برامج تحقيق الرؤية، وهو “الوصول بالفرد ومن ثم الأسرة والمجتمع إلى حياة متوازنة من خلال عدة أهداف من ضمنها تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع، وتحقيق التميز في عدة رياضات إقليميا وعالميا”.

الركبي ليغ رياضة جامعية بامتياز
الركبي ليغ رياضة جامعية بامتياز

ويبرز دور الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية في بناء صورة ذهنية عن الأنشطة الرياضية في المجتمع وجعلها جزءا من ثقافته عبر برامج الغاية منها توسيع قاعدة ممارستها في المملكة لاسيما في مجتمعات الطالبات، الأمر الذي دفع بالاتحاد إلى تنفيذ حزمة من المبادرات والمشاريع بغية إحداث نقلة نوعية في بيئة الرياضة الجامعية تسهم في تكافؤ الفرص بين الجنسين.

وبحسب رئيس الاتحاد الدكتور خالد بن صالح المزيني، فإن برامج الاتحاد الرياضي للجامعات المنضوي تحت مظلة وزارة التعليم تسعى إلى تعميم فائدة ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع كما تستشرفها الرؤية المستقبلية وصولا إلى هدفها وأثرها الإيجابي على صحة أفراد المجتمع من خلال إتاحة استعمال المنشآت الرياضية القائمة للطلاب والطالبات على حد سواء، في حين ستوجه الميزانيات المخصصة لإعادة تأهيل المنشآت القائمة واستحداث أخرى جديدة لخدمة للطالبات.

ويعكف الاتحاد خلال الفترة القادمة على تطوير شامل للرياضة الجامعية، مع التركيز على الشريحة الأكبر من مجتمع البيئة الجامعية، لتحفيز وتشجيع النشاط البدني المرتبط بالصحة وفتح المجال لممارسة الرياضة بما يضمن تحقيق أهداف شرائح الممارسين سواء كانت أهدافهم للصحة أو للترويح، أو للتنافس الرياضي بمختلف مستوياته، وصولا إلى لاعبي النخبة.

بيئة مواتية

في الوقت الذي يتطلع فيه الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية لأن تكون البيئة الجامعية من أفضل الأماكن لممارسة الرياضة النسائية يجري العمل حاليا على مشروع حاضنات التدريب في الجامعات لتوفر للطالبات أفضل بيئات التدريب طوال العام.

وأفادت وكيلة عمادة شؤون الطلاب لشؤون الطالبات بجامعة الملك سعود الدكتورة رؤى القفيدي، أن النادي الرياضي للطالبات بالجامعة يقدم برامجَ في مختلف الأنشطة الرياضية بإشراف مدربات متخصصات، ومختصات مهمتهن الاعتناء بالجوانب الصحية والتغذية العلاجية والنظام الغذائي، مفيدة أن النادي أقام 78 برنامجا رياضيا خلال العام الماضي استفادت منه 15000 مشاركة في مختلف الأنشطة الرياضية و919 مستفيدة من خِدْمات عيادات التغذية.

وشهد النادي الرياضي بالجامعة خلال الفترة الماضية تعاونا مع عدة اتحادات رياضية وطنية في رياضات الملاكمة ورمي السهام والجودو، كما أسس أول فريق نسائي على مستوى المملكة للجودو وشارك في المعسكر التدريبي في القاهرة، وأول فريق نسائي لرياضة الـ”بوب” والـ”سكيتينغ”، إلى جانب تأسيس أندية رياضية بكليات الجامعة بهدف تدريب المنتسبات إليه وترشيح المميزات لتمثيل منتخب الجامعة.

'