الرياض تغرق الأسواق وموسكو تشكو وطأة انهيار أسعار النفط – مصدر24
الرياض تغرق الأسواق وموسكو تشكو وطأة انهيار أسعار النفط

الرياض تغرق الأسواق وموسكو تشكو وطأة انهيار أسعار النفط

الرياض تغرق الأسواق وموسكو تشكو وطأة انهيار أسعار النفط

لندن – قالت وزارة الطاقة السعودية، أمس، إنها وجهت شركة النفط الوطنية أرامكو بالاستمرار في ضخ النفط الخام بمعدل قياسي مرتفع يبلغ 12.3 مليون برميل يوميا خلال الأشهر المقبلة.

وأكدت أنها ستعزز إمدادات الخام في أبريل إلى ذلك المستوى، وأن تتجاوز صادراتها من النفط عشرة ملايين برميل يوميا اعتبارا من مايو المقبل، وهو مستوى قياسي مرتفع أيضا.

في المقابل قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ردا على سؤال عما إذا كانت موسكو ستدرس استئناف التعاون مع أوبك، إن موسكو ترغب في أن ترى أسعار النفط ترتفع عن مستواها الحالي، الذي تراجع أمس دون 27 دولارا لبرميل مزيج برنت القياسي.

ديمتري بيسكوف: موسكو ترغب برؤية أسعار النفط ترتفع عن مستواها الحالي

وأضاف “سنتابع الوضع في أسواق النفط العالمية عن كثب جدا ونسعى لوضع توقع للمستقبل القريب وفي الأمد المتوسط” وأن موقف موسكو من العودة إلى تحرك مشترك مع أوبك “سيتوقف على ذلك”.

وتشتبك السعودية مع روسيا في معركة أسعار منذ انهيار محادثات تحالف أوبك+ في وقت سابق من الشهر الحالي بشأن تمديد تخفيضات منسقة للإنتاج، تنتهي بنهاية الشهر الجاري.

وأبدت إصرارا على إغراق الأسواق برفع إنتاجها إلى مستويات قياسية، وأعلنت أنها تسعى لزيادة الإنتاج إلى 13 مليون برميل يوميا.

وقالت شركة أرامكو السعودية، مطلع الأسبوع، إنها ستبقي على الأرجح على إنتاج النفط المرتفع المزمع لشهر أبريل كما هو في مايو أيضا، وإنها “مرتاحة للغاية” لسعر ثلاثين دولارا للبرميل، مما يشير إلى استعداد الرياض لتحمل الأسعار المنخفضة لفترة.

وقالت السعودية، وهي أكبر مصدر للنفط، الأسبوع الماضي إنها ستشرع في برنامج لزيادة الطاقة الإنتاجية للمرة الأولى في أكثر من عشر سنوات، ملوحة لروسيا والمنافسين الآخرين بأنها مستعدة لمعركة طويلة على الحصة السوقية.

وتراجعت أسعار النفط بأكثر من 45 في المئة منذ انهيار المحادثات بين أوبك والمنتجين المستقلين دون اتفاق على تعميق أو تمديد تخفيضات الإنتاج المعمول بها منذ يناير 2017.

وكانت السعودية تريد زيادة تخفيضات الإنتاج لدعم الأسعار التي تضررت من وباء فايروس كورونا، لكن روسيا لم توافق على مزيد من التخفيضات.

ويقول محللون إن وطأة انهيار الأسعار على موسكو ستكون كبيرة في ظل العقوبات المفروضة عليها وتراجع قيمة الروبل واتساع الاختلالات المالية.

وأعلن وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف، أمس، أن روسيا تواجه عجزا في الميزانية يبلغ نحو 38 مليار دولار بسبب الانهيار الحالي في أسعار النفط.

ويبيع البنك المركزي الروسي العملة الأجنبية لديه في محاولة لدعم الروبل، الذي تراجعت قيمته أمام الدولار، أمس، إلى أقل مستوى منذ أكثر من أربع سنوات. وفقد الروبل، المرتبط بقوة بأسعار النفط، أكثر من 10 في المئة من قيمته منذ بداية الشهر الجاري.

وأغلقت روسيا بشكل فعال حدودها أمام الأجانب غير الدبلوماسيين ممن لا يحملون تصاريح الإقامة، كما أمرت ببقاء تلاميذ المدارس على مستوى البلاد في منازلهم، وفرضت قيودا على الفعاليات العامة في الكثير من المدن، وذلك للحد من الإصابة بفايروس كورونا.

ثامر الغضبان: دعوة لاجتماع طارئ لتحالف أوبك+ لإعادة التوازن لسوق النفط

في هذه الأثناء تصاعدت شكوى الكثير من الدول المنتجة للنفط من وطأة انهيار الأسعار وبدأت تكثف تحركاتها للعودة إلى تخفيضات الإنتاج.

وأظهرت رسالة بعثها وزير النفط العراقي ثامر الغضبان إلى أوبك، الثلاثاء، دعوته إلى عقد اجتماع طارئ لدول المنظمة والمنتجين غير الأعضاء من أجل التحرك لإعادة التوازن إلى سوق الخام.

وطلب الغضبان في الرسالة من الأمين العام لمنظمة أوبك، محمد باركيندو، عقد اجتماعات غير عادية لمجموعة أوبك+ لبحث سبل التوصل إلى خطوات جادة وفورية من أجل استعادة توازن سوق النفط وتخفيف الوضع المتدهور الحالي.

وتفجر النزاع في السادس من مارس الجاري بين أوبك وروسيا والمنتجين الآخرين، عقب رفض موسكو دعم تعميق تخفيضات الإنتاج للتصدي لتفشي فايروس كورونا، بعد ثلاث سنوات من التعاون.

وقالت موسكو وأعضاء آخرون في أوبك إن الخلاف لا يعني إلغاء قيود الإنتاج بالكامل. في حين اندفعت السعودية إلى الإعلان عن عزمها زيادة الإنتاج وضخ النفط بأقصى طاقة لزيادة الصادرات إلى مستويات قياسية.

وأدى ذلك إلى إلغاء اجتماع لجنة فنية بين أوبك والمنتجين غير الأعضاء كان مقررا له الأربعاء في ظل عدم تقدم محاولات الوساطة بين السعودية وروسيا.

ودعا الوزير العراقي في الخطاب إلى عقد اجتماع غير عادي أيضا للجنة الفنية المشتركة وللجنة الوزارية المنبثقة عن تحالف أوبك+.

وتجاهلت الرياض حتى الآن جميع الدعوات للعودة إلى المحادثات، في إصرار على دخول معركة طويلة، لتصحيح توازنات السوق وإيقاف نزيف الحصص بخفض الإنتاج لحماية الأسعار.

ويرى محللون أن المعركة لا تقتصر على مواجهة موسكو ومنتجي النفط في تحالف أوبك+ بل تشمل استعادة الحصص التي ذهبت إلى النفط الصخري، مرتفع التكلفة

'