السالمونيلا مفاجأة شوكولا “كيندر” قبل عيد الفصح – مصدر24

السالمونيلا مفاجأة شوكولا “كيندر” قبل عيد الفصح

باريس – تنفي “فيريرو” صحّة اتهامات وجهتها إليها منظمة غير حكومية بالتقاعس بعد إخطارها في منتصف ديسمبر بوجود السالمونيلا في مصنع شوكولا “كيندر” في بلجيكا، في وقت تم الإعلان أخيرا عن ارتفاع عدد الإصابات في صفوف الأطفال دون سن العاشرة بهذه البكتيريا في أوروبا بسبب منتجات للشركة الإيطالية.

ومنذ نهاية مارس، يُسجل ازدياد مطرد في أعداد المصابين بالسالمونيلا، وهي بكتيريا تسبب أعراضا شبيهة بما يعانيه المصابون بالتهاب المعدة والأمعاء، مع رصد حالات في تسعة بلدان أوروبية.

ويعود الإنذار الأول إلى الثالث والعشرين من مارس عندما أبلغت السلطات البريطانية المجموعة الإيطالية بأن منتجاتها قد تكون مصدرا للإصابات بالسالمونيلا.

لكن وفق وكالات المراقبة الصحية الأوروبية، فإن الحالة الأولى المكتشفة في إنجلترا تعود إلى الحادي والعشرين من ديسمبر، من دون إثبات وجود صلة بينها وبين تناول شوكولا كيندر.

وأعلنت الوكالة الأوروبية لسلامة الغذاء، والمراكز الأوروبية للوقاية من الأمراض ومراقبتها الأربعاء عن تسجيل 150 حالة إصابة بالسالمونيلا في 9 دول أوروبية في الآونة الأخيرة وترجع هذه الحالات إلى “مصنع إنتاج بلجيكي” تابع لشركة “كيندر” والذي تم إغلاقه بضع مرات.

ارتفاع عدد ضحايا الشكولا خصوصا لدى أطفال في ألمانيا وبلجيكا وإسبانيا وفرنسا وأيرلندا ولوكسمبورغ والنرويج وهولندا والسويد

وأضافت الوكالتان “تحديد منتجات محضرة من الشوكولا المصنوعة من جانب إحدى الشركات داخل مصنع إنتاج بلجيكي تم التعريف عنه على أنه أصل البؤرة الوبائية للسالمونيلا”.

ولفت البيان إلى أن الإصابات “حصلت خصوصا لدى أطفال دون سن العاشرة” وتم الإبلاغ عنها في 9 بلدان أوروبية هي ألمانيا وبلجيكا وإسبانيا وفرنسا وأيرلندا ولوكسمبورغ والنرويج وهولندا والسويد.

ولفت خبراء أوروبيون إلى ضرورة إجراء تحقيقات إضافية “لتحديد المصدر الدقيق واللحظة المحددة للإصابة”، والبحث في “الاستخدام الأوسع للمواد الأولية المسببة للإصابات في مصانع أخرى”.

ويسأل كاميل دوريوز وهو مسؤول الحملات في منظمة “فود ووتش” غير الحكومية “ماذا فعلت فيريرو بين ديسمبر ومارس؟”، مبديا استغرابه لتأخر فرنسا في إصدار أمر بسحب المنتجات المعنية بهذه القضية حتى الرابع من أبريل.

لكن الفرع الفرنسي للمجموعة الإيطالية “لم يتلق أي إخطار في هذا الشأن من مديرية حماية السكان سوى في الثلاثين من مارس”، بحسب إدارة هذا الفرع.

وأشارت “فيريرو” إلى أنها قامت في الخامس عشر من ديسمبر، بتحديد وحظر كميات من المنتجات الملوثة بالسالمونيلا في مصنعها البلجيكي، وقالت إنها اتخذت إجراءات صحية للقضاء على انتشار البكتيريا.

مذاق خاص لكن بطعم المفاجأة الضارة 

أما السلطات الصحية البلجيكية فلم تكن قد تلقت حينها أي إخطار في هذا الشأن، وفق “فيريرو”. وأوضح الفرع الفرنسي للمجموعة بشأن التحقيقات القضائية البلجيكية أن “التحقيق جار ويهدف إلى فهم سبب تسجيل الإصابات بعد حظر المنتجات”.

وسُحبت أخيرا كل منتجات الشوكولا المصنوعة في مصنع “كيندر” بمدينة أرلون البلجيكية، وتشمل خصوصا بيض المفاجآت “كيندر سيربرايز” ومنتجات “شوكو بونز”، في الثامن من أبريل.

وبسبب عدم وجود ضمانات، أمرت وكالة الصحة البلجيكية بإغلاق المصنع، ما أضر بصورة العلامة التجارية قبل أيام قليلة من عيد الفصح، وهي فترة الذروة لمبيعات الشوكولا.

الإنذار الأول يعود إلى الثالث والعشرين من مارس عندما أبلغت السلطات البريطانية المجموعة الإيطالية بأن منتجاتها قد تكون مصدرا للإصابات بالسالمونيلا

 

وتعتبر “فود ووتش” أن “فيريرو” تعطي “انطباعا بأنها تحاول الهروب من مسؤولياتها”، منتقدة “نقص الشفافية” في تعامل المجموعة الإيطالية في هذه القضية.

وتنتقد المنظمة غير الحكومية في المقام الأول عمليات سحب المنتجات الأولى في فرنسا والتي طاولت مجموعات معينة فقط، في حين أن هذه العدوى، رغم أنها خفيفة بشكل عام، يمكن أن تكون قاتلة في بعض الأحيان.

وحذرت المنظمة غير الحكومية في بيان من أن “بيض عيد الفصح وأرانب كيندر ماكسي ميكس، ليست الوحيدة المعنية في الفضيحة”، قائلة إن بعض منتجات كيندر قد تكون ملوثة بالسالمونيلا منذ عيد الميلاد الماضي.

وترى “فوود ووتش” أن الشركة تعمّدت التغاضي عن المسألة نظرا إلى أهمية موسم الأعياد لدى “فيريرو” التي “من الواضح أنها فضلت المجازفة حتى النهاية وعدم المضي قدما في سحب المنتجات في ذلك الوقت”.

وتقول “فيريرو” في المقابل إن “هذه المنتجات ليست خطرة”، لافتة إلى أن منتجات عيد الميلاد خرجت من مصنع الشركة قبل الخامس عشر من أكتوبر، بداية فترة سحب الشوكولا. وتوضح “فيريرو” أن سحب منتجاتها حصل في إطار حرصها على “التوحيد القياسي والفهم الجيد لدى المستهلكين”.

وأثارت مشكلة السالمونيلا هذه وأيضا الإصابات ببكتيريا الإشريكية القولونية الناتجة عن استهلاك بيتزا “بويتوني”، انتقادات بشأن عمليات مراقبة الجودة الذاتية، وهو أمر إلزامي في صناعة الأغذية الفرنسية.

ويقول كاميل دوريوز “الأمر نفسه يتكرر دائما: هناك وباء، ثم يقود التحقيق إلى منتج ما، ونكتشف لاحقا أن عمليات المراقبة الذاتية أتت نتائجها إيجابية ولم يتم فعل أي شيء”.

وبسبب التشابه الكبير في الأعراض مع الإصابات بالتهاب المعدة والأمعاء، سيكون من الصعب معرفة ما إذا كانت حالات سالمونيلا أخرى قد نتجت عن استهلاك منتجات “كيندر”. ويؤكد الفرع الفرنسي للمجموعة أنه “تم تعزيز كل الإجراءات”.

اتهامات مباشرة
'