السعودية تشترط منطقة عازلة مع اليمن لوقف الحرب – مصدر24

السعودية تشترط منطقة عازلة مع اليمن لوقف الحرب

عدن – تأكيد لما انفردت به “العرب” في وقت سابق حول تحرك سعودي مدعوم دوليا لإنهاء الحرب في اليمن، نقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر مطلعة إبلاغ الرياض جماعة الحوثي في اليمن في محادثات رفيعة المستوى موافقتها على اقتراح للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار على مستوى البلاد الذي تتضمنه مبادرة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث التي تحمل عنوان “الإعلان المشترك”، في حال وافقت الجماعة المتحالفة مع إيران على إقامة منطقة عازلة على طول حدود المملكة.

وتبدي الحكومة السعودية انفتاحا على الحراك الدولي لإنهاء الحرب في اليمن التي تمر في عامها السادس، في حال توفرت الضمانات لأمنها القومي، والحد من التهديدات التي تمثلها أنشطة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران في اليمن.

وذكرت المصادر أن الرياض طلبت مزيدا من الضمانات الأمنية من الحوثيين، ومنها منطقة عازلة على طول الحدود مع شمال اليمن، إلى أن يتم تشكيل حكومة انتقالية تدعمها الأمم المتحدة.

وتريد الرياض من قوات الحوثي مغادرة ممر على طول الحدود السعودية لمنع التوغلات ونيران المدفعية.

وفي المقابل، ستخفف المملكة حصارا جويا وبحريا في إطار اقتراح الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار، والذي يشمل بالفعل وقف الهجمات عبر الحدود.

وكشفت “العرب” في أعداد سابقة عن لقاءات بين مسؤولين سعوديين وممثلين عن الجماعة الحوثية برعاية أميركية وأممية في كل من سلطنة عمان والأردن، وتمحورت اللقاءات حول إمكانية تخلّي الحوثيين عن ارتباطهم بالأجندة الإيرانية والانخراط في حوار سلام لتشكيل حكومة انتقالية في اليمن بمشاركة الحوثيين.

وتحدثت مصادر سياسية يمنية لـ”العرب” في وقت سابق عن صراع داخل الجماعة الحوثية بين تيار براغماتي وآخر عقائدي مرتبط بطهران يرفض أيّ تقارب مع محيط اليمن العربي لا يمر عبر بوابة المصالح الإيرانية.

العرض السعودي يمثل نقطة فارقة في الصراع اليمني
العرض السعودي يمثل نقطة فارقة في الصراع اليمني
وتسعى السعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن للخروج من دائرة الصراع المغلقة في اليمن تزامنا مع تحوّلات متوقّعة في السياسة الخارجية الأميركية بعد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، وتزايد المؤشرات على توافق المجتمع الدولي على إغلاق ملف الحرب في اليمن عبر دعم صيغة أممية، أكدت مصادر “العرب” أنه قد يتم تمريرها عبر مجلس الأمن الدولي.

ويعتبر مراقبون أن العرض السعودي بإقامة منطقة عازلة كشرط لدعم الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية سياسية منذ أن بدأ الصراع في عام 2014، قد يشكل نقطة فارقة في ملف الصراع اليمني الذي لا يعتقد أنه سيتوقف بعد بشكل كلي، غير أنه قد ينتقل إلى مستوى أقل حدة وأكثر محلية.

وشهدت الساحة اليمنية خلال الآونة الأخيرة عددا من التفاعلات اللافتة، من بينها إرسال طهران أحد أبرز مشرفي الملف اليمني لديها إلى صنعاء بصفته سفيرا لها، في مؤشر على خشيتها من عقد اتفاق بين حلفائها الحوثيين والتحالف العربي لا تكون مصالحها الاستراتيجية طرفا فيه.

وتستبعد مصادر يمنية مطلعة على مجريات الملف اليمني، نجاح أيّ صفقة منفردة بين التحالف العربي والحوثيين برعاية أممية ودولية لإنهاء الحرب في اليمن، بالنظر إلى حجم التأثير الذي يتمتع به التيار العقائدي والعسكري الموالي لطهران داخل الجماعة الحوثية والذي تشير معطيات أولية إلى وقوفه خلف تصفية قيادات حوثية إما سياسيا أو جسديا مثل وزير الشباب في حكومة الحوثي حسن زيد، على خلفية مواقفها البراغماتية المنادية بإنجاز صفقة منفردة من هذا النوع مع دول التحالف العربي بعيدا عن تعقيدات الملف الإيراني.

'