السودان يقيّد استخدام الإنترنت لمحاصرة الانتفاضة – مصدر24

السودان يقيّد استخدام الإنترنت لمحاصرة الانتفاضة

السودان يقيّد استخدام الإنترنت لمحاصرة الانتفاضة

السلطات الأمنية تعمل ما في وسعها للسيطرة على الشبكة العنكبوتية في السودان من خلال وضع قيود تقنية تحدّ من حرية المستخدمين.

الخرطوم – بدأت الحكومة السودانية باتخاذ إجراءات للتضييق على وسائل التواصل الاجتماعي، وتعطيل استفادة الشارع السوداني منها، كونها البوابة الرئيسية في تجميع المحتجين وشحذ هممهم وترويج أخبار التحركات والاعتقالات وتوحيد الشعارات والمطالب.

وكشف مستخدمون لشبكة الإنترنت أن السلطات السودانية حجبت مواقع شهيرة للتواصل الاجتماعي استخدمت في تنظيم الاحتجاجات، ونشر أخبارها على مستوى البلاد.

وتتخوف الخرطوم من تأثير الشبكة العنكبوتية في إغراء المحتجين بتقليد تجارب سابقة لـ”الربيع العربي” والتي كان للإنترنت دور أساسي في تحريك الجموع وقيادة التظاهرات.

وتتحدث دراسات عن أن نحو 13 مليونا، من بين سكان السودان البالغ عددهم نحو 40 مليون نسمة، يستخدمون الإنترنت وأن أكثر من 28 مليونا يملكون هواتف محمولة.

وتعمل السلطات الأمنية ما في وسعها للسيطرة على الشبكة العنكبوتية في السودان من خلال وضع قيود تقنية تحدّ من حرية المستخدمين. وقال مستخدمو الشركات الثلاث التي تقدم خدمة الإنترنت في البلاد إن الدخول على مواقع فيسبوك وتويتر وواتسآب لم يعد ممكنا إلا باستخدام شبكة افتراضية خاصة.

وتكشف مصادر مراقبة من الخرطوم أن السلطات الأمنية السودانية لن تذهب إلى قطع كامل ورسمي لشبكة الإنترنت بسبب ما يمكن أن يحدثه ذلك من اعتراف بالقلق الذي يعتري نظام الرئيس عمر حسن البشير الذي يواجه أحد أكبر التحديات منذ وصوله إلى الحكم عام 1989.

ولم تكرر السلطات قطع خدمة الإنترنت مثلما فعلت أثناء احتجاجات عنيفة في عام 2013. لكن الفريق صلاح عبدالله مدير جهاز الأمن الوطني والمخابرات قال في مؤتمر صحافي في 21 ديسمبر الماضي “كان هناك نقاش داخل الحكومة بشأن حجب مواقع التواصل الاجتماعي وفي النهاية اتخذ القرار بحجب هذه المواقع″.

ويمثل لجوء الحكومة السودانية إلى ضبط حركة الإنترنت والإعلام الاجتماعي كأدوات رادعة تضاف إلى لغة التهويل والتخوين ضد من تصفهم الخرطوم بـ”مثيري الفوضى” في البلاد.

ويشكك مراقبون في إمكانية القضاء على الحراك الميداني في السودان من خلال التضييق على الإعلام الاجتماعي. ويقول هؤلاء إن هذا الفضاء بات يتأقلم مع القيود التي تفرض عليه وأن وسائل تقنية رخيصة قادرة على اختراق أي حواجز تقنية تفرضها السلطات الرسمية في أي بلد في العالم.

'