#السيسي بـ #روسيا وعينه على الغرب – مصدر24

#السيسي بـ #روسيا وعينه على الغرب

قال مراقبون إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لن يضحي بعلاقات بلاده القائمة مع واشنطن لاستعادة علاقتها القديمة بموسكو، وإن زيارته لروسيا محاولة لإيجاد توازن في العلاقات المصرية الأميركية التي تعاني بعض البرود منذ عزله الرئيس محمد مرسي.

أثارت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لروسيا تساؤلات بشأن توقيتها وأهدافها، خاصة أنها جاءت في وقت تمر فيه العلاقات المصرية مع الغرب بمرحلة من البرود، على عكس العلاقة مع روسيا التي سبق أن زارها السيسي قبيل توليه الرئاسة.

السيسي الذي وصل الثلاثاء الماضي إلى مدينة سوتشي الروسية بعد زيارة للسعودية بحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عددا من الملفات، كان أبرزها تنامي “الإرهاب” والأوضاع بالعراق وسوريا وليبيا، إضافة إلى تطورات القضية الفلسطينية والحرب على غزة.
ويرى مدير مكتب صحيفة الحياة في موسكو رائد جبر أن اللافت في الزيارة هو حجم الاهتمام الذي أولاه الروس لها و”الحفاوة البالغة” التي استُقبل بها السيسي، فقد بدا جليا أن المسؤولين الروس قدّروا اختيار السيسي روسيا لتكون من أوائل محطاته الخارجية، بحسب جبر الذي أكد للجزيرة نت أهمية هذا الأمر بالنسبة لروسيا في ضوء المواجهة مع الغرب.
استقطاب
وأضاف جبر يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الروس يتعاملون مع جميع القضايا الإقليمية “انطلاقا من مواجهتهم الحالية مع الغرب”، وبالتالي فهم “مستعدون للتقارب مع أي جهة تشاطرهم الرأي وتقف إلى جانب روسيا” في إطار حالة الاستقطاب، بدليل أن موسكو دعمت المبادرة المصرية المتعلقة بالعدوان على غزة “قبل أن تتضح معالمها النهائية”.

وأوضح جبر أن روسيا معنية بالانضمام إلى محور يضم السعودية ومصر، وكذلك بالتقارب مع أي طرف إقليمي “يواجه مشاكل مع الغرب”.

وقال إن علاقة مصر مع الغرب “متوترة” منذ الانقلاب العسكري وعزل السيسي الرئيس محمد مرسي، كما أن علاقة السعودية مع الأميركيين “متوترة بسبب التقارب مع إيران”، وهو ما يعني وجود نقطة التقاء مشتركة، وفق تصوره.

وتابع قائلا إن ثمة رغبة قوية لدى روسيا في التقارب مع السعودية لتخفيف الاحتقان الناجم عن الأزمة السورية، ومصر “يمكنها أن تلعب دورا مهما في هذا التقارب، فمن مصلحة روسيا أن استعادة التنسيق مع الرياض لضبط أسعار النفط وضمان عدم تهاوي الأسعار كما حدث قبيل انهيار الاتحاد السوفياتي”.
ولفت إلى أن روسيا ترى أن مصر في عهد السيسي “يمكن أن تكون حليفا مهما لها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتعوض فقدان سوريا بشار الأسد في حال سقوطه”.
وعن إمكانية استيراد روسيا منتجات مصرية يقول جبر إن مصر يمكنها أن توفر قسما مهما من سلة روسيا الغذائية -في ظل الحظر الذي فرضته روسيا على استيراد المواد الغذائية من الغرب- لذا “أعطى بوتين تعليماته بتوسيع استقبال المنتجات المصرية وإرسال وفود لتقييم القدرات المصرية”.
وفي المقابل، فإن مصر معنية بالتقارب مع روسية “كدولة كبرى” لإيجاد شيء من التوازن في علاقاتها مع الشرق والغرب، بحسب جبر الذي أوضح أن مصر “لن تبيع واشنطن مقابل موسكو، إلا أن تقاربها مع روسيا سيقوي موقفها مع الغرب”.

مصالح مشتركة
أما الخبير في شؤون الشرق الأوسط بيوتر مارتينوفتسيف فقد اعتبر أن منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “تشهدان اضطرابات وفوضى وانتشارا متزايدا لنفوذ الجماعات الإرهابية، وهو ما انعكس سلبا على الدول العربية والمنطقة”.

وأوضح في حديث للجزيرة نت أن روسيا لديها مصالح في هذه المنطقة الحيوية من العالم، ولديها حلفاء تدافع عنهم وبالتالي هناك نقاط التقاء “يمكن البناء عليها بين موسكو والرياض، ويمكن لمصر أن تلعب دورا إيجابيا في هذا الاتجاه”.
أما بالنسبة للسيسي الذي وصل إلى السلطة في مصر للتو ولم يتمكن بعد من الإمساك بزمام الأمور فهو بحاجة لتحقيق الاستقرار الداخلي والحصول على دعم سياسي من أطراف إقليمية ودولية، بحسب مارتينوفتسيف.
وأكد الخبير في شؤون الشرق الوسط أن مصر لديها علاقات قوية مع السعودية والإمارات، وأنها بحاجة لدولة مثل روسيا يمكن إقامة علاقة شراكة معها “خاصة أن علاقة الحكومة المصرية مع الولايات المتحدة وأوروبا تمر بمرحلة من البرود”.

 

المصدر : الجزيرة نت

'