الضغط الإسرائيلي يجبر إيران على سحب قواتها من سوريا – مصدر24

الضغط الإسرائيلي يجبر إيران على سحب قواتها من سوريا

الضغط الإسرائيلي يجبر إيران على سحب قواتها من سوريا

دمشق- أثر تصاعد نسق الغارات الإسرائيلية على قدرة إيران على الاستمرار في سوريا ولاسيما مع ما تعانيه من أزمة داخلية مركبة جراء العقوبات الأميركية وتفشي جائحة كورونا، اللذين أضعفا بشكل ملموس إمكانياتها في تمويل عملياتها الخارجية.

وكشفت مصادر دفاعية إسرائيلية أن إيران بدأت للمرة الأولى منذ انخراطها في الحرب السورية، في سحب الآلاف من قواتها والميليشيات التابعة لها، وأخلت عددا من قواعدها العسكرية المنتشرة في أنحاء هذا البلد.

وتقاتل إيران إلى جانب القوات السورية منذ العام 2013 في مواجهة فصائل المعارضة، مستثمرة هذا التدخل لتعزيز نفوذها في هذا البلد، في إطار مساعيها الرامية لفرض نفسها رقما صعبا في المعادلة الإقليمية.

ونقلت صحيفة جيروزالم بوست عن أحد المصادر في وزارة الدفاع الإسرائيلية قوله إن الوجود الإيراني تحول إلى عبء ثقيل على نظام الرئيس بشار الأسد نفسه، الذي يشعر بوطأة الأثمان الباهظة التي يدفعها جراء هذا الوجود.

نفتالي بينيت: لن نتوقّف قبل  أن يغادر الإيرانيون سوريا

ولفت المصدر الذي تحفظ عن ذكر اسمه إلى أن إسرائيل حذرت مرارا وتكرارا من التهديد الإيراني وتطلعاته إلى الهيمنة الإقليمية، مشددا على أنه من غير المسموح به القبول بتركيز طهران موطئ قدم في سوريا.

وغداة غارات إسرائيلية جديدة استهدفت قوات إيرانية وميليشيات عراقية في شرق سوريا، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت الثلاثاء أنّ بلاده ستواصل عملياتها في سوريا حتى “رحيل” إيران منها.

وقال بينيت في مقابلة مع قناة “كان11” التلفزيونية الإسرائيلية إنّ “إيران لا شأن لها في سوريا.. ولن نتوقّف قبل أن يغادروا (الإيرانيون) سوريا”، من دون أن يعلن صراحة مسؤولية بلاده عن الغارات التي وقعت ليل الاثنين في محافظتي دير الزور وحلب. وأضاف أن إيران “دخلت” سوريا في إطار الحرب الدائرة في هذا البلد منذ 2011 وتسعى إلى “ترسيخ” مكان لها على الحدود الإسرائيلية من أجل “تهديد” مدن مثل “تلّ أبيب والقدس وحيفا”.

وتابع الوزير الإسرائيلي “لقد أصبحت إيران عبئا. في السابق كان (الإيرانيون) مصدر قوة للسوريين، فقد ساعدوا الأسد ضدّ داعش، لكنّهم أصبحوا عبئا”، مطالبا النظام الإيراني بالتركيز على إدارة الأزمة الناجمة عن تفشّي فايروس كورونا المستجدّ في بلاده.

وقتل 14 مقاتلا على الأقل من القوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها في غارات استهدفت ليل الاثنين مواقع في محافظة دير الزور في شرق سوريا، بعد وقت قصير من قصف جوي اتهمت دمشق إسرائيل بتنفيذه واستهدف مستودعات عسكرية في منطقة السفيرة في محافظة حلب شمالا.

ويؤشر استهداف إسرائيل لمواقع إيرانية بعيدة نسبيا عن حيزها الجغرافي على أن تل أبيب دخلت مرحلة جديدة في مواجهتها مع طهران في سوريا حيث لم تعد تقتصر فقط على تحجيم الحضور الإيراني في المناطق القريبة منها نسبيا وتشكل خطرا مباشرا على أمنها مثل الجنوب السوري وريف دمشق، بل تحولت إلى ضرب هذا الحضور في شرق البلاد.

وتنتشر قوات إيرانية وأخرى عراقية داعمة للقوات السورية في منطقة واسعة في ريف دير الزور الشرقي خصوصا بين مدينتي البوكمال الحدودية والميادين.

وكانت إيران أعادت انتشارها في سوريا ولاسيما في الشرق عقب مقتل قائد فيلق القدس الجناح الخارجي لقوات الحرس الثوري قاسم سليماني إثر غارة أميركية بالعراق في يناير الماضي.

ويرى متابعون أن مقتل سليماني كانت له انعكاسات واضحة وملموسة على معنويات طهران وقواتها والميليشيات التي تدين لها بالولاء، في ظل غياب شخصية قادرة عمليا أن تحل مكانه.

تقاتل إيران إلى جانب القوات السورية منذ العام 2013 في مواجهة فصائل المعارضة، مستثمرة هذا التدخل لتعزيز نفوذها في هذا البلد

ويقول المتابعون إن الاستراتيجية الإسرائيلية في مواجهة الوجود الإيراني في سوريا واستغلالها للأوضاع المحيطة بطهران بدأ يؤتي أكله، وسط ترجيحات بأن التنسيق مع الجانب الروسي أحد عوامل هذا النجاح.

ويلفت هؤلاء إلى أن الغارة الإسرائيلية الأخيرة استهدفت شرق حلب الذي يقع ضمن نطاق السيطرة الروسية، وهذا يعني أن موسكو على تنسيق تام مع الجانب الإسرائيلي في استهداف المواقع الإيرانية.

وتقاتل روسيا إلى جانب إيران في سوريا لكن ذلك لا يخفي وجود تباينات بينهما وصراع على النفوذ في هذا البلد، وهو ما تجلى بشكل واضح في السنوات الأخيرة. ويقول محللون إن الضربات الجوية الإسرائيلية المتصاعدة ضد القوات الإيرانية تصب بشكل أو بآخر لصالح موسكو، التي ترنو إلى أن تكون المتحكم الوحيد في اللعبة السورية.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، أعلن الأسبوع الماضي، بشكل صريح أن هدف إسرائيل هو “إخراج القوات الإيرانية من سوريا قبل نهاية العام الجاري”، مشددا في حديث مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن إسرائيل تقود “في هذه الأيام معركة كبيرة جدا ضدا إيران في سوريا وفي أبعاد أخرى.

'