الطريق السريع دمشق – حلب سبيل الأسد إلى النصر – مصدر24

الطريق السريع دمشق – حلب سبيل الأسد إلى النصر

الطريق السريع دمشق – حلب سبيل الأسد إلى النصر

تواصل قوات النظام السوري تقدمها لتحرير محافظة إدلب من الجماعات الجهادية المدعومة من تركيا، بعد أن أحكمت سيطرتها التامة على الطريق الدولي أم 5، الذي يصل مدينة حلب بالعاصمة دمشق مرورا بحماة وحمص وصولا إلى الحدود مع الأردن. ويؤكد مراقبون أن النظام السوري بات أمام تحدي تأمين السيطرة على هذا الممر الاستراتيجي الذي يمثل مفتاح النصر العسكري.

دمشق – تقدمت قوات النظام السوري، الجمعة، في شمال غرب البلاد في مواجهة الجهاديين والفصائل المقاتلة المدعومة من تركيا بعد السيطرة على قاعدة عسكرية خسرتها قبل أكثر من سبع سنوات، في خطوة وصفها متابعون بالنصر الاستراتيجي في سبيل توفير حزام أمان لطريق أم 5 ، فيما لم يبق أمام قوات النظام السوري سوى استعادة منطقتي إرم الكبرى وكفر ناها لإحكام سيطرتها.

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن “الآن النظام بحاجة إلى السيطرة على إرم الكبرى وكفر ناها من أجل تأمين حزام أمان لطريق أم 5 دمشق حلب الدولي”. وأضاف “أصبحت أيضا على بعد أقل من 5 كلم من الأتارب”، أكبر بلدة بريف حلب الغربي تحت سيطرة الجهاديين والتي أصبحت خالية من سكانها”.

ويمتد الطريق السريع أم 5، المعروف أيضا باسم “الطريق الدولي” عبر جميع المدن الرئيسية في سوريا، مما يجعله مفتاح السيطرة على البلاد.

ويربط الطريق الذي يصل طوله إلى 450 كيلومترا (280 ميلا) بين أكبر أربع مدن ومراكز سكانية في البلاد وهي دمشق وحمص وحماة وحلب، ويمر عبر محافظة إدلب.

رامي عبدالرحمن: النظام بحاجة إلى تأمين حزام أمان للطريق أم 5

واستعادت قوات النظام السيطرة عليه بعد ثمانية أعوام من القتال، ما يعتبر من أكثر الغنائم أهمية في الحرب الأهلية السورية.

وكانت استعادة السيطرة على الطريق السريع أولوية قصوى لحكومة بشار الأسد منذ أيام الحرب الأولى، حيث يعكس استرجاعه البطيء، مسار الحرب السورية التي أودت بحياة ما يصل إلى نصف مليون شخص وشردت نصف سكان البلاد.

وفقد الأسد سيطرته على الطريق منذ 2012، عندما تمكنت مختلف الجماعات المتمردة الهادفة إلى إسقاط نظامه من الاستيلاء على أجزاء من البلاد. وقال المحلل السياسي السوري، طالب إبراهيم، إن “الطريق أم 5 الأكثر استراتيجية في الشرق الأوسط”.

وأضاف إبراهيم أن “الطريق يعدّ حيويا لأنه يربط بين منطقتين قويتين في البلاد وهما العاصمة دمشق والمركز التجاري في حلب”.

وتابع “بعبارة أخرى، يربط العاصمة السياسية السورية بعاصمتها الاقتصادية”.

ويتقاطع الطريق أم 5 مع الطريق السريع أم 4 على مستوى عقدة طرق الشمال في سراقب، ما يصل معقل الحكومة في اللاذقية بمرفئها التجاري.

ويعد هذا التقاطع هاما في إعادة تجميع المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، بعد أن انفصلت عن بعضها البعض لسنوات.

وبالنسبة للمتمردين الذين يقاتلون الأسد، كان الطريق السريع أساسيا في مساعيهم الهادفة إلى تجميع أراضيهم وإبقائها بعيدة عن أيادي القوات الحكومية. ومثلت خسارته ضربة قويّة لمقاتلي المعارضة الذين أصبحت قبضتهم على آخر أرضي شمال غرب سوريا أكثر هشاشة.

طالب إبراهيم: الطريق أم 5 هو الأكثر استراتيجية في الشرق الأوسط

وشهدت قوات النظام المدعومة من روسيا العديد من التطورات الرئيسية في هجومها على محافظة إدلب بعد استعادتها السيطرة على المدن والقرى الواقعة على جانبي الطريق السريع ثم السيطرة على خان شيخون قبل ضم معرة النعمان وسراقب، عند تقاطع الطريقين أم 4 وأم 5.

واستعادت القوات السورية، هذا الأسبوع، آخر جزء من الطريق السريع، لأول مرة منذ سنة 2012، بعد أن كان المتمردون يسيطرون عليه.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان نشرته، الأربعاء، أنه تم “تحرير أهم شريان نقل في سوريا” من سيطرة المتمردين.

وقبل الحرب، كان الطريق السريع بمثابة شريان اقتصادي لسوريا، حيث كان يغذي المركز الصناعي في حلب، ويقدّر الخبراء الاقتصاديون قيمة الطريق التجارية بـ25 مليون دولار يوميا في أوج الطفرة التجارية السورية.

وكان أيضا ممرا للقمح والقطن القادمين من الشرق والشمال السوري والمتجهين نحو بقية البلاد، كما يعتمد في تبادل السلع مع الشركاء التجاريين الإقليميين مثل الأردن والمملكة العربية السعودية والدول العربية.

وبدأ استرجاع الحكومة السورية لأجزاء من الطريق السريع منذ سنة 2014، عندما انضمت روسيا إلى بشار الأسد ورجحت كفة الميزان لصالحه، حيث مثل الدعم الروسي عاملا أساسيا في تغير ميزان القوى.

وبموجب الاتفاق المبرم بين روسيا وتركيا في سبتمبر 2018، تعهّد البلدان باستعادة الطريق أم 4 الرابط بين حلب واللاذقية وأم 5 لربط معقل الحكومة بحلب.

ورفضت قوات المتمردين التنحي والسماح للدوريات الروسية التركية المشتركة بحماية حركة المرور هناك. وأدى ذلك في النهاية إلى هجوم القوات النظامية على إدلب آخر معاقل سيطرة المتمردين.

'